13 تشرين الثاني
" يا طمي ، هل لي أن أطلب إليك خدمة ؟ أنت تعرف أنك امّا كنت في صفي كنت تشكل إزعاجاً حقيقياً . و لكن بإمكانك أن تعوض عليّ الآن و تزيد .
هل بوسعك أن تأتي إلى صفي و تقول لطلاب اللاهوت العقائدي ما قلته لي الآن ؟ فلو قلتُ لهم ذلك أنا ، لما كان لكلامي الوقع الذي سيتركه فيهم كلامك أنت " .
- " في الحقيقة ، شعرت أنه بإمكاني التكلم إليك بما أحسست ، و لكني لا أعرف هل لدي الاستعداد الكافي للتحدث في الشيء نفسه مع طلابك " .
- " فكِّر في الأمر ، يا طمي . و إذا شعرت أن لديك مثل هذا الاستعداد ، فسأكون في انتظارك وقت ما تشاء " .
بعد بضعة أيام ، كلمني طمي ليقول إنه مستعد ، و سوف يتحدث إلأى صفي ، إكراماً لله و لي . حددنا الزمان ، و لكنه لم يأتِ . إنه كان على موعد أهم بكثير من موعدي . إن حياته بالطبع ، لم تنتهِ بالموت ، بل هي تبدلت . لقد خطا خطواته الكبرى من الإيمان إلى الرؤيا ، ليجد هناك ما لم تره عين و لم تسمع به أذن و لا خطر على قلب بشر .
قبل أن يموت ، تحدثنا مرة أخيرة فقال لي :
- " لن أتمكن من المجيء إلى صفك " .
- " أعرف ذلك يا طمي " .
- " فهلا قلت لهم عني ما كنت أود أن أقوله لهم أنا ؟ أرجوك . . . أخبرهم . . . بل أخبر العالم كله " .
- " سأفعل يا طمي ، سوف أحاول ، سوف أعمل جاهداً كي أنجح في ذلك " .
فإلى كل منكم ، أنتم الذين تكرمتم عليَّ بسماع هذه الشهادة في الحب ، إليكم جميعاً خالص شكري . و أنت يا طمي ، حيث أنت في بهجة رحاب السماء الجميلة ، أطمئنك :
" لقد قلت لهم . . . و بكل ما أعطاني الله من قوة و عون أخبرتهم " .