19 تشرين الثاني
لقد أسر إلي صديق لي ، طبيب ، بحاجة في نفسه قال : " كم أود أن أقف يوماً على شرفة تطل على العالم بأسره لأول للبشرية جمعاء حقيقة ما أنا عليه ، بل كل تلك الحقيقة من دون زيادة أو نقصان ، و أسأل العالم هل هنالك مَن يقبل حقاً ما أنا عليه " .
فأجبته أن في كل منا حاجة إلى أن نلقي بالأقنعة جانباً و نظهر للآخر تماماً كما نحن . كلنا يود لو كان بإمكانه أن يعيش حقيقة ذاته . فعدم الصدق مُتعب ، و عندما تبدأ في التلاعب يصبح من الصعب علينا أن نعود إلى الشفافية التي نتوق إليها . و لكن كم هو جميل أن يتمكن المرء من أن يكون ذاته و أن يتقبله الآخرون كما هو ، فيختبر الشعور بالحرية و الاطمئنان و نشوة الحقيقة في آن .
إن مثل هذا الواقع من شأنه أن يدفع بي إلى قبول تحديات جديدة تجعلني أخطو خارج المناطق التي ألفت العيش فيها . إن ثمن الصدق يبدو باهظاً و صعب المنال جداً إلى أن أبدأ في التمرس عليه . فعندما أواجه ضعفي و أتعرف عن كثب إلى الجراح التي في نفسي و لا أخاف الإفصاح عن هذا و تلك ، آنذاك أختبر جرعة من الحياة جديدة ، فالحقيقة و الحرية توأمان ، و فيهما يتجلى ما هو فريد في ذواتنا .