عرض مشاركة واحدة
قديم 17/08/2005   #4
شب و شيخ الشباب الخير للجميع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الخير للجميع
الخير للجميع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
681

افتراضي


ورد في إنجيل متى الإصحاح 6 العدد 25

Mat 6:25 لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟

هل يعتبر هذا غلو في الزهد ؟ وما نتيجة هذه التعاليم ؟

النتائج المباشرة لهذه التعاليم التي تلقاها أباء الكنيسة الأوائل باعتبارها أوامر لا يأتيها الباطل من بين يديها، ولا من خلفها، كانت عجيبة جداً، فقد شاع في طول عالم النصرانية وعرضه روح تستهدف ترك الدنيا وما فيها، والانقطاع إلى الآخرة، حتى لقد شاع القول بأنه ما دام هذا العالم سيهلك ويزول، فلماذا إذن التفكير فيه وفي أموره؟ ثم إنه ساد جو من الزهد العجيب، ويدلنا التاريخ على كثير من القديسين الذين تركوا أجسادهم نهباً للحشرات والهوام تديُناً، ولا عجب فقد امتنع بعضهم عن الاستحمام، أو غسل الأيدي والأطراف طوال حياته، وشاع المثل القائل بأن القذارة من الإيمان (1)، قروناً عدة.(2)


" إن الحياة في الأوساخ والقاذورات كانت تعتبر في نظر عدد غفير من القديسين الذين أعطوا المثل للمجتمع الأوروبي، ووضعوا مبادئ كنسية، دليلا ً على القداسة والتقوى، وثبتت أقوال القديس جيروم، وما جاء في كتاب صلوات الكنيسة الرومانية، وبطريقة مثيرة للعواطف، الحقيقة الماثلة في أن القديس هيلاريون عاش طول حياته في قذارة جسدية مطلقة، ولقد مجد القديس أثناسيوس القديس أنطونيو لأنه لم يغسل قدميه قط، وأن أكثر الدلائل المثيرة الدالة على قداسة القديس إبراهيم تشير إلى انه لم يغسل يديه أو قدميه لمدة خمسين عاماً طوالا ً.

وأما القديسة سلفيا، فلم تغسل أي جزء من جسدها قط تبعا للتعاليم الدينية، وكانت القديسة مريم المصرية عنواناً على القذارة، وأما القديس شمعون ستايلايتيرز فلم يكن له نظير قط في القذارة في أي زمان أو مكان، وإن أقل ما يمكن أن يقال فيه أنه كان يعيش في أوساخ وقذارات لا يحتملها زائروه. " (3)

ويكفي أن نذكر القارئ في هذا المقام، أن محكمة التفتيش الدينية هدمت في القرن السادس عشر، بعد طرد المسلمين من إسبانية، الحمامات التي كان المسلمون قد أنشؤوها، سواء العامة أو الخاصة، باعتبارها من مخلفات الكفار.(4)

ولا عجب إذا قلنا أن معظم منازل أوروبة كانت إلى عهد قريب غير مزودة بحمامات، ويقول الأستاذ أندرو ديكسون وايت إن أحداً في العالم المسيحي لم يناد بأن النظافة من الإيمان قبل جون وزلي في أواخر القرن الثامن عشر.(5)

عن كتاب الإسقاط في مناهج المستشرقين والمبشرين ص 87-88-89

-----------------------------------------------------------------------

(1) أين هذا من شعار الإسلام و المسلمين: " النظافة من الإيمان “.
(2) حضارة الإسلام، جمال مظهر، ص 161 عن
A.D Withe: A History of the Warfare of Science with Theology in Christendom Vol.11.P69
(3) المرجع السابق، ص161.
(4) المرجع السابق، ص163 عن
H.Th.Buckle: History of Civilization in English, Vol.11.P.486.
(5) المرجع السابق، ص163 عن
A.D Withe: A History of the Warfare of Science with Theology in Christendom Vol.11.P69

 
 
Page generated in 0.03667 seconds with 11 queries