عرض مشاركة واحدة
قديم 10/11/2008   #22
شب و شيخ الشباب فسحة أمل
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ فسحة أمل
فسحة أمل is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
فسحة أمل
مشاركات:
1,372

افتراضي


الحرب مع النمسا وتوقيع معاهدة لونفيل:

بعد انسحاب روسيا من التحالف ضد فرنسا بقيت النمسا وانكلترة تقفان ضد فرنسا , وبالرغم من تلويحات نابليون القنصل الاول بالصلح إلا أنهما اغمضتا أعينهما عن ذلك. وعندها رأى القنصل الاول أن يركز على هزيمة النمسا أولاً.
فعبر في عام 1800 جبال الألب وأوقع الهزيمة بالقوات النمساوية بسهولة في معركة مارنجوفي 14 تموز 1800م , ويعد هذا الانتصار كافياً لإضاعة التفوق الذي كسبه النسماويون لأنفسهم . وقد ساعد نابليون على الانتصار عودة القائد الفرنسي ديزييه المفاجئ من الغرب لمساعدته في المعركة. وفي العام نفسه استطاع جيش فرنسي آخر اكتساح النمساويين في معركة هوهنلدن في ألمانيا على يد الجنرال الفرنسي مورو الذي دحر جيوش الدوق النمساوي .
وعلى الاثر طلب النمساويون الهدنة واجراء مفاوضات الصلح ثم وقعوا على معاهدة لونفيل في 9 شباط 1801م.
وأبرز شروط هذه المعاهدة هو موافقة النمسا على خريطة لأوروبا وصلت فيها الحدود الفرنسية إلى ضفاف الراين.
أي قبلت بأن تستولي فرنسا على الامارات الالمانية الواقعة بين حدودها وبين نهر الراين, واعترفت بالجمهوريات الأربع التي أقامتها فرنسا وهي: جمهورية ناتافيا , وهلفانيا , والألب الشمالية , وليجوريا. بعد انسحاب النمسا النهائي من ايطاليا وأعادت أيضاً تأكيد شروط معاهدة كامبو فورميو.
لم يبقى من الدول الاوروبية في حالة حرب مع فرنسا سوى بريطانيةولم يكن من السهل على الفرنسيين أن يقهروا الاسطول البريطاني. ولا باستطاعة البريطانيين غزو فرنسا. ولهذا تهيأ الجو لفتح باب المفاوضات بين الطرفين , وذلك بسبب الاوضاع الداخلية في بريطانيا لقيام الثورة في ايرلندة وبسبب مصاريف الحرب الباهظة. وبسبب قيام بعض الحوادث المهمة في أوروبا كاغتيال القيصر على اثر فتنة نشبت في القصر الامبراطوري الروسي في آذار 1801 , وتحطيم القائد البريطاني الاميرال نيلسون للاسطول الدنيماركي في معركة كوبنهاجن في نيسان 1801 . إضافة إلى استقالة رئيس الوزراء البريطاني بت.
هذه الامور كلها مهدت الطريق إلى توقيع صلح أميان في آذار عام 1802م, بين فرنسا وانكلترة . وأبرز ما جاء في تلك المعاهدة التي وقعت في عهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد أدنجتن:
1_تقبل انكلترة بحدود فرنسا الطبيعية أي بضم بلجيكا وقسم من هولندة وأراضي الراين اليسرى لفرنسا.
2_تقبل انكلترة ببقاء إيطاليا تحت النفوذ الفرنسي مع الاعتراف بما أجراه نابليون من تغييرات.
3_تعيد انكلترة جزيرة مالطة لأصحابها الأصليين أي منظمة فرسان مالطا , وتحتفظ بجزر سيلان ورأس الرجاء الصالح . كما أن فرنسا انسحبت من مصر تاركة الأمر للسلطة العثمانية.
وكنتيجة لهذا الصلح ظلت انكلترة تحتفظ بتفوقها البحري دون أن تمس بسوء. إلا أن الجانب السلبي في الموقف كان عدم ابرام فرنسا وانكلترة اتفاقية تجارية فيما بينهما , فإنه طالما بقي التجار الانكليز يعاملون في فرنسا كأعداء غرباء تعذر الوصول إلى تفاهم حقيقي بين الأمتين الفرنسية والانكليزية .
وبامكاننا القول إن صلح أميان لم يكن سوى هدنة مؤقتة .

سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04788 seconds with 11 queries