الطبيعة المتشابهة جعلت مصر هدفا مفضلا للعلماء
فريق مصري فرنسي يبحث مجددا عن حل للغز الماء على المريخ في الصحراء الغربية بسبب تشابه طبيعتها مع الكوكب الأحمر.
القاهرة - من رياض ابو عواد
قام فريق مصري فرنسي مشترك باستخدام تكنولوجيا التصوير الرادراي المعتمدة لدراسة سطح المريخ واجسام وكواكب المجموعة الشمسية بحثا عن وجود الماء بدارسة مواقع شبيهة في الصحراء الغربية في مصر، في مهمة هي الثانية من نوعها انتهت الاسبوع الماضي.
وقال رئيس الجانب المصري في فريق البحث العلمي عصام حجي الاثنين ان الفريق المشترك "عمل على دراسة الاماكن التي سقطت فيها النيازك في الصحراء الغربية لانها تستطيع ان تقدم تفسيرا هاما للمراحل التي غطت فيها المياه تلك الحفر".
وتابع حجي الذي يعمل بمركز "جونسون سبيس سنتر" لدراسات الكواكب والاقمار التابع لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) "ان التراكمات المتعاقبة في الحفر تظهر تاريخ تساقط المياه ووجودها على هذا السطح او ذاك وهذا ما سنسعى لدارسته على سطح المريخ لمعرفة مدى احتوائه على الماء".
وللوصول الى ذلك قام الفريق باستخدام جهاز الرادار الجيولوجي "بنيتريتنغ غراوند رادار" الذي صممته شركة "جي اس اس آي" الاميركية والقادر على الوصول الى اعماق تتراوح بين مترين و30 مترا.
والجهاز يعمل بتردد 270 ميغاهرتز مما يتيح له تصوير مزيد من التفاصيل عن المواقع التي سقطت فيها نيازك في الصحراء الغربية حتى عمق 20 مترا وهو الجهاز نفسه "الذي ستقوم وكالة ناسا بارساله مع عربة روبوت لدراسة المناطق المشابهة فوق سطح المريخ".
واوضح حجي ان "تكنولوجيا التصوير الراداري تتيح رصد الطبقات الجيولوجية والمياه الجوفية وغيرها خاصة وان الارض الصحراوية الرملية هي الاقل امتصاصا للاشعة الرادارية لهذا يمكن رصد الخواص الجيوفيزيائية لهذه الطبقات العليا بدقة وسرعة وعلى مساحات كبيرة".
وتم اختيار الصحراء الغربية المصرية بعد ان كشف فريق مصري فرنسي مشترك سنة 2003 وجود اكبر حقل للنيازك في العالم فيها فوق مساحة 400 كيلومتر مربعة، كما اوضح حجي الذي قال انه "مع رحلة الاكتشاف الحالية اكتشفنا ان مساحة حقل النيازك تتجاوز 4500 كليومتر مربعة بما يعتبر مكانا نموذجيا لتجربة الجهاز ودراسة التاريخ الجيولوجي لمصر".
واستخدم الفريق صورا رادارية التقطها القمر الصناعي الياباني "جيرس 1" لمواقع تحت سطح الارض يصل عمقها الى 20 مترا اضافة لما تم اكتشافه في الرحلة السابقة لمواقع كانت تظهر فيها آثار سقوط النيازك على السطح.
ويقع حقل النيازك على بعد 300 كيلومتر جنوبي الواحات الداخلة (نحو 740 كيلومترا جنوب القاهرة). وتمكن الفريق العلمي من تصوير الهياكل الدائرية التي سببها سقوط النيازك قبل ملايين السنين في هذا الحقل الواسع وطمست معالمها بفعل عوامل التعرية وتراكم الرمال.
وهذه الرحلة هي الرابعة في دراسة الصحراء الغربية المصرية التي يأمل العلماء ان تساعدهم رمالها على ايجاد طريقة للبحث عن المياه على المريخ الذي تعرض سطحه لسقوط الآلاف النيازك حيث توفر بيئة مشابهة له الى حد ما زادت اهميتها العلمية بعد اكتشاف هذا الحقل الذي يعد الاكبر في العالم.
ومع الفريق العلمي المصري الفرنسي ساهم مركز دراسات القمر والكواكب (لونار اند بلانتري انستيتوت) بمدينة هيوستن والتابع لمركز جونسون الفضائي في هذا الكشف عبر امداد الفريق بالجهاز الذي تم استخدامه في التصوير والرصد الراداري لاختبار كفاءة عمل الجهاز والبحث في امكانية تطويره.
ويؤمل ان تسهم الدراسة في ارسال نموذج معدل منه فى مهام الفضاء المقبلة على اسطح كواكب اخرى وخاصة المريخ ومقارنة ذلك بالنتائج التى تم اكتشافها فى الصحراء المصرية.
ترأس الفريق العلمي المصري الفرنسي في هذا البحث العالم الفرنسي فيليب بايو الباحث بمرصد بوردو للعلوم الفلكية بفرنسا (بوردو استرونوميكال اوبزرفري).
واوضح حجي ان "الكشف المهم للحقل ما زال مختفيا تحت سطح الارض وهو قد يفوق بكثير ما تم الكشف عنه في السطح والذي يمكن رؤيته بواسطة صور الاقمار الاصطناعية".
وقال ان من اهم نتائج الدراسة الجيوفيزيائية للحفر التى سببها ارتطام النيازك ابالارض قد تدل على وجود مياه فى الماضي في الصحراء الغربية المصرية.
واشار الى ان العلماء "بصدد معرفة التاريخ الجيولوجي للمنطقة والتوقيت الدقيق لسقوط هذه النيازك قبل ملايين السنين وأثرها على مناخ المنطقة في ذلك الوقت".
ودعا حجي الحكومة المصرية الى اعلان المنطقة المكتشفة "اثرا قوميا" لما تحويه من حقائق علمية وجيولوجية نادرة شكلا وحجما على كوكب الارض.
واكد حجي ان الاعلان عن هذا الكشف "سيضع مصر على خريطة عدد مهم من الابحاث العلمية والاستعانة بذلك فى التحضير لاكتشاف عدد من كواكب المجموعة الشمسية".
الاطرميز واحد ...بس الزيتون كتير و متنوع