الموضوع: أقدار
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/04/2008   #40
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


وطارت تلك الروح عاليا .. وصغرت في الأفق كنجمة

عدت الى المنزل يملأني الجمود ..يملأني الغباء..
كأن رأسي سُلب من كل الأفكار.. ولم يبق فيه الا الفراغ..
وكأن قلبي خالٍ من أي إحساس..
شعرت للحظة بأني مجوفة.. لا أملك الا الجسد الذي ألبسه على كياني
نعم لقد أودعت كل ما أملك رهناً لدى الأقدار..
أودعتها رهناً كي أشتري الحنين..
والآن.. الحنين هو ثروتي _ رغم ارادتي _
نظرت الى شجرة الياسمين...
وسألت نفسي
هل انتهت مهمتها الآن.. هل ستتوقف عن العطاء..
لكني كثيرا كنت أتقمص روح هذه النبتة لذلك كنت دوما على يقين
..أن شجرة الياسمين.. ... تجف عروقها بلا عطاء..
عدت الى سريري أنتظر اتصال نضال..
كنت أعلم أنه يحتاج عدة ساعات كي يصل..
لكن لا أدري لماذا نحن البشر نلاحق الخوف أحيانا..
ولماذا حين يسافر أحباؤنا... الشيء الوحيد الذي نفكر فيه هو سقوط الطائرة..!
أهي أفكارنا الساذجة ؟...أم قلبنا الضعيف؟..أم حبنا القوي ؟..
وبدأت حرب جديدة بيني وبين عيني وأفكاري وجسدي...
فجسدي الهزيل..يريد النوم بشدة..
وعيناي..من شدة امطارهما بالدموع لا تقويان أن تُطبقا
وافكاري كلها في محورين..نضال والطائرة..
وأنا.. أحاول التأقلم مع الحنين..
مرت دقائق الانتظار طويلة..
كان الانتظار... دوما يذكرني بأبي..
ويسحبني لأيام المرض..
كنت دوما انتظر نتائج تحاليله .. بأمل جديد وخائب في كل مرة..
لم أكتفِ بالانتظار..بل تذكرت كل لحظات الانتظار في حياتي ..
وكيف كانت كلها في النهاية تستقبل الخيبة..
فازداد خوفي على نضال..
وكرهت الأقدار.. التي اختارت أن تضعني اليوم في هذا القالب..
قالب الحنين والخوف والانتظار.. الذي لم يلائمني يوما..
وعادت الحرب لتستأنف هجماتها بداخلي..
ورنّ الهاتف..
كان صوت نضال ..
وحدها تلك البحة في صوته... أوقفت الحروب في داخلي..
وحده صوته... يفرض السلام دون مفاوضات حتى..
- مرحبا
- أهلا نضال.. كيف حالك؟..هل وصلت ؟ طمأني عنك..
-نعم أنا بخير .لقد وصلت..اعتني بنفسك.. الى اللقاء.
وقطع الخط..
شعرت أنه على عجلة من أمره..
لم يشعر كم كانت طويلة هذه الساعات..
هل انا من أضخم أفكاري ؟
أم هو من يصغر مشاعره..؟
نعم أشعر أني سأبقى هنا.. في قاعة الانتظار.. عاما كاملا..
وأنه هو هناك .. في غرفة الانطلاق.. سيبدأ رحلة كاملة..
كنت أكره سلسلة أفكاري ...تلك التي تبدأ بالحنين وتنتهي بالشك ..
لا .. يجب ألا أكون كأي امرأة " بعقل صغير " يجب أن أراعي ظروف نضال..
فهو الآن في بيئة غريبة..ويجب أن أساعده
وأنا أعلم صعوبة التأقلم مع الظروف...
فأنا الى الآن لم أتقلم كليا مع وفاة أبي..آه أبي..
نعم لقد هدأت الحرب.. واستسلمت للنوم..
لكني في النهاية امرأة.. شئت أم أبيت ..
رغما عن أفكاري.. بدأت حرب جديدة في داخلي.
حرب صامتة..
حرب الشك والغيرة والحنين...
يتبـــــــــــــع

عندي ثقـــــــة فيـــــــك ...



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

الأمــــــل باقي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04241 seconds with 11 queries