تمر علينا في هذه الايام ذكرى تعصر قلوبنا الماً كلما نتذكرها حينما طحنت دبابات الغدر والخيانة اجسادنا
حينما سقطت كل معاني العروبة والوحدة التي نادينا بها
تغنينا بالوحدة العربية وبمصيرنا المشترك و امال شعوبنا العربية في التحرير والخلاص من نير الاحتلال وبراثن القهر والعبودية
لتطل علينا المؤامرة باشبع صورها مؤامرة ارتسمت خيوطها بايدي اخوة ورفاق درب يجمعنا معهم المصير والحاضر والماضي
لا ابرء هنا احدا مما حدث لقد استلوا كل خناجرهم المسمومة ليطعنونا من الخلف في الوقت الذي كنا ننتظر منهم اي يكونوا السند والعون ونحن ندافع عن قضية العرب الاولى امام اعتى شياطين الارض حقدا
كان الاولى بهم جميعا ان يتنازلوا قليلا عن مواقفهم هكذا تعلمنا ان تذوب كل خلافاتنا حين يتعلق الامر بمصير احدنا فكيف لو كان الامر يتعلق بمصير شعب بل انه مصير امة بكاملها
امة ارتضت ان يولا عليها هولاء الموتزقة ليحطموا كل امال التحرير والعودة لست اقصد هنا بالعودة الى الديار فنحن وصلنا لمرحلة كل منا رسم خارطة الوطن السليب بعقله منحن جميعا نعيش الان ذلك الوطن المنشود بخيالنا لاننا بدئنا نفقد الكثير من بئسنا وعزمنا
ما يميز تلك المرحلة العصيبة من تاريخ امتنا عن ما نعيشه الان ان المؤامرة حينما حدثت لم تتاخذ الا وقتا قصير فقد حدثت في شهر ايلول الثانية
اما ما يميزها الان فهو ان المؤامرة قد امتدت في لتشمل كل شهور السنة بل كل السنوات التي نعيش نحن نعيش الان شهورا كلها ايلول القذر
حينما تلتف خيوط المؤامرة لتعصف باصرار وصمود شعب باكمله لتمرير مخططات التصفية والتهجير فاننا نعيش يلول الاسود
حينما يطل علينا اخوة ورفاق درب ومسيرة ليعلنوا اننا يجب ان نتعايش مع (جيرانا )لنضمن مرتبات ولقمة العيش لابناء شعبنا فنحن نعيش ايلول القذر للمرة الثالثة
حينما يفرض حصار الجوع والحرمان وتعجز 22 دولة غجرية ان توصل معوناتها ليبقى شعبنا قابضاً على الجمر فنحن نعيش ايلول القذر للمرة الرابعة
حينما يجتمع قادة التعهير السياسي في وطننا العربي ليعلنو مبادرة الذل والخيانة ويبصموا بجباههم الحقيرة على صك بيع فلسطين فنحن نعيش ايلول القذر للمرة الخامسة
حينما لايجرء اي عاهر من النظام العربي الرسمي على استقبال ممثلي شعبنا المنتخبين فاننا نعيش ايلول القذر للمرة السادسة
حينما تنقلب المعادلة ليصبح ثمن مرتبات الموظفين هو تنازلنا عن الارض وتنازلنا عن خيارنا الديمقراطي وعن حكومتنا المنتخبة فتحت نعيش ايلول القذر للمرة السابعة
حينما نصبح متسولين نتسول لقمة العيش ونرضى بالذل والهوان لنحافظ على ما بقي من ارض العروبة والاسلام ولا تصل تلك اللقمة لانن حدودنا مؤمنة بشكل جيد من اخوة المصير ورفاق الدرب والمسيرة لتلتف علينا كل حلقات الحصار فنحن نعيش ايلول القذر للمرة الثامنة
حينما نسمع تلك الاصوات المشبوهة تحرم علينا ان نعيش لحظات الانتصار انتصار المقاومة في لبنان وتعتبر فرحتنا بالنصر معصية لله عز وجل لان الشيعة من الروافض فنحن نعيش ايلول القذر للمرة التاسعة
حينما تنعقد مؤتمرات العهر والتعريص السياسي لتبحث مصير الجندي الاسرائيلي المخطوف ولا تنفك تلك الاجتماعات المشبوهة الا حينما تضع خطة الضغط والحصار ليحرووا ذلك الجندي و في نفس اللحظات يأن 10000 عشرة الاف اسير عربي وفلسطيني او اكثر في غياهب السجون الاسرائيلية ولا يذكرهم احد فنحن نعيش ايلول القذر للمرة العاشرة
حينما يعتقل وزراء من الحكومة واعضاء من المجلس التشريعي وعلى رائسهم الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي المنتخب ولا ينعقد مؤتمر او يصدر بيان او يتحرك ساكن في مقبرة الجامعة العربية فنحن نعيش ايلول القذر للمرة الحادية عشر
حينما تعيش الاراضي المحتلة ظلام الليل دون كهرباء للشهر الثالث على التوالي ونحن على ابواب شهر رمضان ولا يتحرك ساكن في وطننا العربي (الكبير ) مع ان تكلفة اصلاح محطة الكهرباء لا تتجاوز نكلفة انتاج كاسيت جديد لمطربة مجاهدة ممن نستمع لهم الان فنحن نعيش ايلول القذر للمرة الثانية عشر
هل تاكدتم الان ان شهورنا كلها اصبحت ايلول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما الفرق الان بين ايلول عام 1970 وبين ايلول 2006
الفرق بسيط جدا عام 70 كان هناك رجلا اسمه عبد الناصر احتوى اقزام السياسة في ذلك العصر لتبقى البوصلة موجهة نحو تل الربيع المحتلة
اما الان فكلهم اقزام ولا يوجد فيهم عملاق واحد ليحدد البوصلة بل ان بوصلتهم موجهة لصدرونا نحن
لكن الامل يحدونا ان يبزغ فجر جديد وان تلتف امتنا العربية تحت راية التحرير والمقاومة لنعيد التاريخ الى تلك اللحظات الفاصلة من تاريخ امتنا المجيد
لكن ما نرجوه الا يطول انتظارنا وان ندرك تلك اللحظات لنمسح ذلك الغبار عن اجسادنا الذي طمس معالم البشر من على وجوهنا بفعل الخيانة والمؤامرة
تحياتي لكم جميعا
