الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/01/2008   #215
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي





ــ حوار مع الروائي نجيب محفوظ (1970):
اجرى الحوار : عزالدين المناصرة

الشكل لا يأتي نتيجة التفكير النظري المجرد
تعرفت الى نجيب محفوظ في خريف 1964 بالقاهرة وأصبحت عضوا دائماً في (جماعة مقهى ريش) بالقاهرة، حيث كنا نلتقي مع نجيب محفوظ أسبوعيا وتحديداً يوم الجمعة من الساعة السادسة مساء حتى الثامنة أو التاسعة. يجلس نجيب ونلتف حوله نتناقش معه في أمور الأدب والسياسة. ثم يستمع لآراء الأدباء الشباب آنذاك أتذكر منهم (إبراهيم منصور ــ إبراهيم فتحي ــ جميل عطية إبراهيم ــ إبراهيم أصلان ــ جمال ألغيطاني ــ غالب هلسا ــ مصطفي أبو النصر ــ أمل نقل ــ يحيي الطاهر عبد الله ــ خليل كلفت ــ محمد مهران السيد ــ احمد هاشم الشريف ــ محمد إبراهيم أبو سنة ــ حسن توفيق ــ صبري حافظ ــ صنع الله إبراهيم)، وكان محمد الفيتو ري وعبد الوهاب البياتي وعبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور من زوار المقهى لكنهم لم يكونوا من الأعضاء الدائمين باستثناء الفيتو ري الذي كان يداوم فترة ويغيب أخري.
وبقيت عضواً في جماعة مقهى ريش من خريف 1964 حتى شباط (فبراير) 1970. كان نجيب محفوظ يتعامل معنا كأصدقاء يوميين. رجل بسيط متواضع تواضع المتعلم، لا تواضع الأستاذ.

أولاً: ذات صباح باكر شاهدت العم نجيب في الرصيف المقابل في باب اللوق، وحتى لا أزعجه تظاهرت بأنني لم أره، لكنني فوجئت به يقطع الشارع ويفاجئني مازحاً: (هل تفكر بكتابة قصيدة أم تتجاهلني؟!). قلت له: بالعكس لم أرغب في قطع حبل أفكارك مع نفسك. فأصر علي ان نتناول الإفطار معاً في مطعم شعبي. وسألني عن آخر قصائدي فقرأتها له، فشجعني وامتدح القصيدة لاحقاً أمام جماعة ريش في المساء، وطلب مني قراءتها مرة ثانية.

ثانياً: كنت ومهران السيد وحسن توفيق قد نسينا إهداء نسخة للعم نجيب من مجموعتنا الشعرية المشتركة (الدم في الحدائق) التي صدرت في كانون الاول (ديسمبر) 1968، فقال مازحاً في مقهى ريش: (مهران وعز الدين وحسن.. ما عندكوش دم؟!). قالها بصيغة السؤال في إشارة ملغومة لعنوان الدم في الحدائق. فأخرجنا نسخة وقمنا نحن الثلاثة بالتوقيع عليها بناء علي طلبه.
ثالثاً: زرت مقهى ريش بعد غياب، فقال لي (نجيب بيه) كما كنا نخاطبه: (ما هي آخر أخبار السياسة يا عز؟) فقلت له: (الرئيس العربي الفلاني أصدر قراراً بقطع يد السارق). فضحك ضحكة مجلجلة وعلق علي الفور (أمّال الوزرا عندنا.. حيمضوا ازاي؟!).

وفي ما يلي النص الحرفي للحوار الذي أجريته معه عام 1970، كما نشر في مجلة الشباب الأردنية (العدد الثالث
والعشرون ــ شهر تموز (يوليو):


... مساء كل جمعة منذ عام 1964.. وأنا ألتقي نجيب محفوظ في ــ مقهى ريش ــ بالقاهرة يتجمع حوله الأدباء الشباب يناقشونه في أمور الأدب وظروفنا السياسية والاقتصادية.. وكما يحب نجيب الشباب فان الشباب يبادلونه نفس الشعور بعكس ذلك العداء الشديد الذي يظهرونه ليوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وأمين يوسف غراب وثروت أباظة.. الخ.. في مبني وزارة الثقافة حيث يعمل نجيب محفوظ مستشارا ثقافيا للوزارة التقيت به.. ضحك ورحب بي وسألني في البداية عن أحد الأدباء الشبان إذا كنت قد رأيته في ذلك اليوم أم لا؟ وكأنه صديقه الحميم..

هل نبدأ قلت له... قال: تفضل!

* كان آخر ما كتبته تحت المظلة هل من جديد؟

ــ آخر ما كتبته. بعد تحت المظلة قطع نشرت في الأهرام. لم أفكر في جمعها، أما الرواية الجديدة فلم اكتبها بعد، وأنا انتظر مع القراء ــ قالها وهو يضحك ضحكته الطويلة المجلجلة الصافية.

* هل تقرأ للأدباء الشباب ما رأيك فيهم؟

ــ الحقيقة أن الأدباء الشباب من الكثرة، بحيث لا نستطيع ان نتحدث عنهم في كلمة. وهم علي اختلاف أشكالهم
الأدبية، يشكلون أكثر من تيار وأكثر من مدرسة. ولكن يمكن تصنيفهم الى اتجاهين:

1ــ بعضهم يعطي صورة جديدة لفن النظرية الاشتراكية.
2ــ والبعض الآخر يقدم تجارب فنية من دون هوية فكرية محددة.

* هل ذلك يعني أن لديهم وعياً واضحاً بالأدب التجريبي؟

ــ لا. هناك تجريب لأساليب أصبحت قديمة ومستهلكة في اوروبا، مثل المدرسة السريالية وهناك تأثر بمدرسة
اللارواية.


* كيف تفسر إجماعهم علي احترامك وعلي مشاعر الود العميق نحوك، من دون أبناء جيلك؟

ــ علاقتي بهم عواطف متبادلة لأنني اعترف بمجهودهم، من حيث أصالته ومن حيث ان غالبية نتاجهم أكثر تعبيراً عن الواقع، من الأجيال التي سبقتهم بما فيها أنا شخصيا. وقليلاً ما يعثرون علي مَن يعترف بهم، بسبب التعصب أو ضيق النظر.

* ماذا تري في التجارب الأدبية الجديدة عموماً في الوطن العربي؟

ــ التجارب الجديدة، أوضح في الشعر والمسرح والقصة القصيرة بالذات. أما الرواية فلم تخرج عن الخطوط العريضة في الرواية العربية وإن لم يمنع هذا من وجود بعض الروايات الجيدة.

*هل قرأت الرواية العربية خارج مصر؟

ــ نعم. قرأت صهيل إدريس والطيب صالح وغسان كنفاني وحنا مينة وفاضل السباعي.. والحقيقة ان هذا المجهود الروائي يمثل أعلي مستويات الرواية العربية وإن يكن الشعر في الأقطار العربية ابرز من الفنون النثرية.

* لماذا لم تكتب عن قضية فلسطين؟ رواية ــ مقالات.. الخ؟

ــ آثار قضية فلسطين تجلت في كتاباتي، بالقدر الذي يمكن ان تتجلي به لدي كاتب مقيم في القاهرة.

* هل التجربة الحياتية ضرورية لكل عمل أدبي؟

ــ نعم ــ يجب أن يعيشها الكاتب معايشة واقعية
.

* ما هي مهمة المثقف العربي في هذه المرحلة؟

ــ من الممكن ان يكون له دور فعال. إذا كان مجندا أو أمكنه التطوع مع الفدائيين الفلسطينيين أو ــ وهذا أضعف الإيمان ــ ان يشارك بوعيه وقلمه في ما يختص بتوعية الجماهير، وبلورة قضاياها الحقيقية الحية.

* تعني أن يترك الكاتب الكتابة ويذهب للجبهة؟ أم يكتب كتابة ثورية فقط؟

ــ أن يترك الكاتب الكتابة ويذهب للجبهة.. أفضل
.


شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.59815 seconds with 11 queries