عرض مشاركة واحدة
قديم 04/06/2007   #2
شب و شيخ الشباب tiger
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ tiger
tiger is offline
 
نورنا ب:
Mar 2006
المطرح:
الجنة
مشاركات:
2,700

افتراضي



بينما ألكسيس زوربا، من جانبه، يقر بأن "فردوسه" هو أن يتنعم براحة لحاف امرأة معطَّر، معها. فالله، بنظره، لانهائي الرحمة، لكن الخطيئة الوحيدة التي لا يغفرها للرجل هو تركه امرأة كان بوسعه أن يلبِّيها تنام وحدها! وهو يؤكد كذلك بأن امرأة قطعًا هي التي ستصرعه في آخر الأمر. ففي الرسم كما في الأدب، كثيرًا ما تزيَّا إبليس نفسه بمظهر أنثوي. وبهذا يجبر زوربا القطبين كليهما على الاندغام، بحيث تصير جنةُ عدن والجحيم شيئًا واحدًا. قال:

إذا ما اتفق للشيطان أو لله أن يطلبني – ماذا تريد، كلاهما عندي الشيء نفسه.

فيما يتعلق بأبطال رواياته، يصرِّح كازنتزاكيس:

ليس الأمر عبارة عن انتصار نهائي، بل هو صراع لا نهاية له.

إن الحميَّة البدائية لزوربا العجوز، ذي القلب الشاب، تشهد للرؤيا التي هي رؤية الكاتب إلى الإنسان الذي يتخبط بلا هوادة بين الخير والشر. إن رواية ألكسيس زوربا الممتازة تعالج كرب المشاركة في القتال غير الإنساني. لكن، في المحصِّلة، ما كان لشيء أن يوجد لولا أولوية الذاتية، لأنه "خارج أنا لا شيء موجود"، كما يقول كازنتزاكيس. زوربا هو الآخر يفكر على هذا النحو، فيعاين:

أفكر في ماهية الإنسان، لماذا جاء إلى الأرض وما النفع منه. [...] لا شيء، فيما أرى. الأشياء جميعًا هي الشيء نفسه. [...] فقط إذا كنت حيًّا أو ميتًا يكون ثمة فرق.

بحسب رأيه، إذن، خياراتنا لا تهم؛ وهو يعتقد أن الغاية من العالم هو أن أصنع فرحًا بالمادة، في حين يقول آخرون بأن صنع الفرح يكون بالروح، وهذا في سبيل شيء خالد: الجوهر، الماهية، "الله". إن كازنتزاكيس، إذ يلتبس الله عليه بالظلمات في القدرة الواحدة نفسها، يرى بأن مصارعة تحديات غير المرئي، والتغلب على الضرورة، فيه من الفرح والكبرياء أكثر مما في أي شيء آخر. لا يوجد الواحد من دون الآخر!


صوفي برنييه
ترجمة : ديميتري افييرينوس

في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

في البدء كان الكلمة .....

مملكتي ليست من هذا العالم .....

آخر تعديل tiger يوم 04/06/2007 في 02:39.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03860 seconds with 11 queries