الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 11/07/2007   #341
شب و شيخ الشباب زياد الرحباني
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ زياد الرحباني
زياد الرحباني is offline
 
نورنا ب:
Nov 2006
المطرح:
حلب والشام
مشاركات:
49

إرسال خطاب MSN إلى زياد الرحباني
افتراضي


ومدن الملح اصدرت لها دار "ديدريشس" في ميونيخ الترجمة الألمانية وهي رابع رواية تترجم له إلى اللغة الألمانية بعد "شرق المتوسط، وسيرة مدينة، والنهايات". التى قامت دار لينوس السويسرية بترجمتها الى الالمانية، وجاءت ترجمة هذا العمل الملحمي الكبير، الذي يتناول اكتشاف النفط في السعودية والمراحل الأولى في بناء الدولة، في وقت تحتل فيه السعودية صدارة الاهتمام لدى الدوائر السياسية الكبرى في العالم وخصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر . يقول عبد الرحمن منيف عنها : أقدر أنّ الرواية يمكن أن تضيف جوانب معينة في وضع الشرق الأوسط ومناخه وبالتالي همومه. ومما لا شك فيه أنّ الحافز الأساسي لدي لكتابة هذه الرواية، كان الإحساس بأنّ موضوع النفط بحاجة إلى معالجة وإلى معرفة التأثيرات الكبيرة التي حصلت نتيجة وجود هذه الثروة التي لم يُحسَن التعامل معها. ومن البديهي أنّ إلقاء الأضواء على جزء من ماضي هذه المنطقة سيساعد في قراءة الواقع الراهن ومعرفة هذا الغليان أو هذا الوضع الاستثنائي المتفجر. ولعل السعودية هي إحدى هذه المناطق التي هي بحاجة إلى إعادة نظر. فالسعودية بصيغتها السياسية الحالية، بنظرتها، بمنطق الحكم السائد فيها، هي نوع من الصيغ التي تنتمي إلى الماضي، التي قد تلائم مرحلة سابقة، أما الآن فلابد من تجديد وتحديث الدولة والمجتمع وإشراك القوى، التي تكونت وأصبح لها حضور كبير على أكثر من مستوى، في القرار. كنا نفضل ألاّ تتدخل القوى الأجنبية وخصوصاً أمريكا في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، لكن نتيجة للتزمت وحالة الجمود المسيطرة على الوضع في السعودية تجعل الآخرين مدعووين وبنسب وصيغ متعددة لإبداء الرأي والتدخل لمحاولة استحداث تغيير من نوع وآخر. ومن الطبيعي أنّ العلاقة الأمريكية ـ السعودية، التي مرت بعدة مراحل صعوداً وهبوطاً، لم تعد متكافئة أو متوازنة بحيث أصبح الأمريكان، الذين دعموا النظام السعودي في السابق، أيضاً مضطرين إلى إعادة النظر في المرحلة الحالية. وهو الأمر الذي نلاحظه من خلال الصحافة الأمريكية ومن خلال القوى والمناخات التي خلقت نتيجة أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وبالتالي أصبح موضوع السعودية على نار ساخنة ـ كما يقال ـ ولا بد من إحداث التغيير. وطبيعي أنّ المرء يتمنى أن يحدث التغيير داخلياً وطبيعياً وبمشاركة كل القوى التي تتطلع إلى مستقبل أفضل. وحين سئل احمد حسو في لقاء اجراه مع عبد الرحمن منيف لماذا أسمى روايته مدن الملح وليس مدن النفط الذي هو أقرب إلى موضوعها، بل هو موضوعها الأساس؟ يجيب بقوله : وعندما يفكر الإنسان للوهلة الأولى لاختيار عنوان لهذه الرواية فسيقع اختياره على مدن النفط، لكني قصدت بمدن الملح، المدن التي نشأت في برهة من الزمن بشكل غير طبيعي واستثنائي. بمعنى ليست نتيجة تراكم تاريخي طويل أدى إلى قيامها ونموها واتساعها، إنما هي عبارة عن نوع من الانفجارات نتيجة الثروة الطارئة. هذه الثروة (النفط) أدت إلى قيام مدن متضخمة أصبحت مثل بالونات يمكن أن تنفجر، أن تنتهي، بمجرد أن يلمسها شيء حاد. الشيء ذاته ينطبق على الملح. فبالرغم من أنه ضروري للحياة والإنسان والطبيعة وكل المخلوقات، إلا أن أي زيادة في كميته، أي عندما تزيد الملوحة، سواء في الأرض أو في المياه تصبح الحياة غير قابلة للاستمرار. هذا ما هو متوقع لمدن الملح التي أصبحت مدناً استثنائية بحجومها، بطبيعة علاقاتها، بتكوينها الداخلي الذي لا يتلاءم وكأنها مدن اصطناعية مستعارة من أماكن أخرى. وكما قلت مراراً، عندما يأتيها الماء، عندما تنقطع منها الكهرباء أو تواجه مصاعب حقيقية من نوع أو آخر سوف نكتشف أنّ هذه المدن هشة وغير قادرة على الاحتمال وليست مكاناً طبيعياً لقيام حاضرات أو حواضن حديثة تستطيع أن تستوعب البشر وأن تغير طبيعة الحياة نحو الأفضل.
أمتاز الراحل عبد الرحمن منيف بأنه صاحب نص صحراوي بعيدا عن الغرائبية والاستشراق الذي أصاب أعمال آخرين كمحصلة لاشتغالات سابقة على فضاء النص الصحراوي هي وثيقة على تاريخ من الصراع والسيطرة على المكان إذ تقترح تقاطعات وثنائيات متعددة بين المناخ الصحراوي والقحط وبين شخصية الوافد الأجنبي وصاحب المكان الأصلي بين الصحراء واكتشاف النفط هو إذا يقوم بتأسيس المكان وتحولاته من صحراء قاحلة إلى / مدن ملح/ تقترح حيوات أخرى على الشخصيات ولا سيما شخصية /متعب الهذال/ بكل ما تحمله من توتر وصراع ومقاومة ضد كل انواع التحديث فإحساسه البدائي مكنه من اكتشاف الخراب القادم لكنه لم يستطع الصمود فيختفي من النص تماما وإن ظل شبحه يحوم في المكان والأمر نفسه بخصوص شخصيات أخرى . إن (مدن الملح) تستعيد مطالع القرن العشرين لترسم صورة لتشكل المدن في الصحراء وكيفية ترسيخ قيم جديدة في مكان صحراوي وإخضاع هذا المكان لسطوة الشركات النفطية الأمريكية البريطانية إنها رواية تاريخية لكنها في الوقت نفسه رواية المكان ومقترح لنص صحراوي آسر .

شو ما دينك .. الله يعينك
بياخد منك ما بيعطيك

تعلم منا العلمانية
نقدي ولا بموجب شيك
 
 
Page generated in 0.03411 seconds with 11 queries