عرض مشاركة واحدة
قديم 12/11/2006   #1
شب و شيخ الشباب skipy
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ skipy
skipy is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
660

افتراضي بيل غيتس يتحسر على المراة السعودية


كانت زيارة بيل جيتس للسعودية الأسبوع الماضي حدثاً مهماً ليس فقط في جانبه الاقتصادي، وإنما فيما تضمنته تلك الزيارة من بعد ثقافي وسياسي. صحيح أنه نجح في إبرام عدة عقود تجارية مع مؤسسات حكومية وأهلية سوف تدر على شركته الملايين أو البلايين، ولكننا كذلك نجحنا في استقطاب شركة تعد من أفضل الشركات في تقنية الكمبيوتر وبرامجه في العالم اليوم.
وقد لفت انتباهي كلمة قالها خلال اجتماعه مع عدد من السيدات السعوديات نشرتها بعض الصحف وتداولتها بعض المجموعات البريدية، جاء فيها أنه خلال حلقة النقاش التي كان محور حديثه فيها عن المعلومات والتنافسية؛ فقد استغرب بيل جيتس كيف يطور السعوديون قطاع الحاسوب والمعلوماتية في الوقت الذي تعزل فيه النساء في نفس القاعة خلف حاجز، ويمنعن من العمل.
واستغراب جيتس نابع من رؤيته للمجتمع من الخارج؛ ذلك أن هناك علاقة بين هذا العزل الاجتماعي الحاد بين الرجل والمرأة - وليس العزل الديني والأخلاقي- وبين انحصار المرأة في دائرة ضيقة من الوظائف التي يمكن أن تشغلها مقابل الوظائف الكثيرة المتاحة أمام الرجل.
ولاشك أن فرص العمل المتاحة أمام المرأة ضعيفة رغم أنها يمكن أن تعمل وتنتج. وهناك عدد من السيدات السعوديات اللاتي نجحن في تخطي هذه العقبة، ولكنهن في النهاية محدودات العدد، ولدى بعضهن موارد ساهمت في تجاوز بعض الأعمال التي يمكن أن تبحث عنها المرأة.
ونؤمل أن تتيح تقنية الكمبيوتر والإنترنت للمرأة السعودية الحصول على عمل مناسب لها وهي في بيتها؛ كالتسويق وعمل الدراسات والتخطيط للمشروعات وغير ذلك من الأعمال التي يمكن إنجازها في أي مكان، والتواصل مع جهة العمل عن طريق الإنترنت والهاتف. يضاف إلى ذلك أن لدينا أعمالا كثيرة يمكن أن تقوم بها المرأة، ومنها على سبيل المثال، العمل في الهاتف والاتصالات وعمل الحجوزات في الخطوط الجوية وفي الفنادق عن طريق النت والهاتف، سواء قامت بذلك العمل من منزلها أم من مكاتب مخصصة للمرأة.
كما أن بعض الشركات تستطيع الإفادة من المرأة دون الحاجة إلى حضورها ومزاحمتها للرجال في مكان العمل، كشركات الطباعة والتصميم والإخراج، وغير ذلك من الأعمال التي تعتمد على الكمبيوتر. نحن بحاجة إلى التفكير في الوسائل المناسبة التي يمكن أن تساعد المرأة على العمل دون أن يعني ذلك حصرها على أمور محدودة لا تستطيع أن تخرج عنها من الأعمال.
ولست أدري سببا وراء تعطيل مشروع توظيف المرأة في الأسواق الذي بشر به وزير العمل قبل فترة ثم ضاع مع زحمة المشكلات التي يخلقها بعض أفراد المجتمع ممن ليس لديهم ربما حاجة لعمل المرأة؛ ولم يفكروا في تلك الأسر الضعيفة التي تعولها نساء ليس لديهن وظائف سوى البيع والشراء. فعلاوة على اختلاق مشكلات نظرية لم تظهر فإنهم يحولون المرأة بشكل غير مباشر إلى امرأة شريرة من خلال وضعها في مواضع غير صحيحة على اعتبار أنها مصدر غواية للناس حتى وهي تبيع وتشتري على بنات جنسها.
إن بيل جيتس لم يقدم جديدا في ملاحظته السابقة، ولكن الناس تعتقد أنها جريئة لأنهم لم يتعودوا على الحديث بشكل مباشر وواضح عن مشكلاتهم. وحينما قال جيتس رأيه في العزل بين الجنسين اعتبروا تلك المقولة من الأمور المحفزة التي تستحق أن يعرفها الناس. وإذا كان السيد جيتس ينطلق من ثقافة مختلفة ترى قيمة عمل المرأة في المجتمع، فمن المؤمل أن يسهم في تدريب عدد من النساء السعوديات على البرمجة والتسويق لمنتجات شركته. لأن ذلك سوف يفتح باب العمل في مجال التقنية أمام المرأة ويمنحها مساحة أوسع للحركة والمشاركة في الحياة الاقتصادية لبلدها من زوايا جديدة ومفيدة.
لقد كانت فرصة ثمينة أن يكون من ضمن شروط العقود التي أبرمت معه أن يدرب عددا من السعوديين والسعوديات في مجال الحاسب والتقنية. ولكن من يعرف خطط جيتس وتصوراته الإيجابية نحو تطوير المجتمعات والمساهمة في الرقي بمستواها الاقتصادي والثقافي والتعليمي سيعلم أنه يمكن أن يخصص برامج كثيرة لمساعدة المرأة السعودية في هذا المجال. فجيتس يعتبر من أبرز المساهمين في دعم الفقراء في قارة إفريقيا، وله مساهمات كبيرة في رفع مستوى التعليم في مناطق كثيرة من العالم منها الهند والصين ودول كثيرة أخرى من مختلف بقاع العالم، دون أن تمنعه أجندة سياسية أو ثقافية/دينية من حصر جهده في بلده أو في بلاد معينة. ولهذا فإن الرؤية الإنسانية التي ينظر فيها للعالم هي التي جعلته يكسب أكثر ويعطي في المقابل أكثر.
وكنا نتمنى لو أن تعليم البنات والجهات الصحية التي يعمل فيها أكبر عدد من النساء في السعودية قد بذلوا جهدا في المطالبة ببرامج وأجهزة ومشروعات تقنية من بيل جيتس سواء أكانت مجانية أم مدفوعة الثمن. ولكن إذا علمنا أن تعليم البنات يرتاب من كل جديد وربما يشعر بخوف منه، لن نأسف كثيرا على فوات الفرصة مادام تعليم المرأة محكوما بعقليات حصرت كل همها في ملاحقة الطالبات وفرض العقوبات عليهن إذا خرجن عن تقاليد معينة مأخوذة من تصورات بعض المتنفذين دون أن يكون لها علاقة بالتربية والتعليم ككل.
أما تطوير التعليم وجعل التقنية جزءا منه والإفادة من التطورات الهائلة التي تتسارع كل يوم، فسوف تظل مجرد تخيلات قد تمتد إلى سنوات طويلة قبل أن نراها على أرض الواقع

كفرت بكل الأديان والرب غير موجود
ومريم ليست بعذراء ومحمد مدعٍ أفاق
ونعم للإلحاد ونعم للعقل

3/6/2007
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04000 seconds with 11 queries