الموضوع: بورخيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/12/2007   #4
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


الكلمة وحدها
أما عالمه فكان يتعلق بالكلمة فحسب: ما من موسيقى ولو لون ولا شكل دخل حقا إليه. كان يحب فقط لوحات صديقه خول سولار ولوحات شقيقته نوراه، ودورير وبيرانيزي وبلايك ورمبراندت وتورنر، انما كما يقول مانغويل، كان هذا حباً أدبياً تجاهها وليس صوريا>. ونادراً ما تكلم عن فنانين آخرين في الرسم. كذلك كان اصم بالنسبة الى الموسيقى. لكنه كان يحب التانغو، وهذا في اي حال شأنه شأن كل ارجنتيني. وكان، من ناحية اخرى، يحب الذهاب الى السينما، ويسأل دائما مانغويل ان كان يرغب في مرافقته لمشاهدة هذا الفيلم او ذلك! وحسب مانغويل، كان يدعي بأنه يرى كل ما يجري على الشاشة ويصفه له! يقول مانغويل: <على الارجح لان احدا ما قد يكون اخبره مسبقا عن كل تفاصيل مشاهد الفيلم!>.
<كان يحب ان يتدرج في شوارع بوينس ايرس، كما كان يفعل الفليسوف كانط في كونيغسبرغ، حيث اصبح تقريباً جزءاً لا يتجزأ من مشهد المدينة>.
وكما سبق وذكرت اعلاه، يقول مانغويل ان من يعرف اهتمام بورخيس بالكتب ومن سمعه يقول او يسمي العالم او الكون مكتبة>، ومن باح له انه يتصوّر الجنة <تحت شكل مكتبة>، لا يسعه سوى ان يصاب بالخيبة عندما يرى مكتبته الخاصة. فالزائر يتخيّل بيته غارقاً تحت آلاف الكتب المكدسة في كل زاوية وعلى كل طاولة ومقعد وصولا الى المدخل لتسد الباب. الا ان عكس ذلك هو الصحيح وكتب قليلة جداً تزيّن بعض الرفوف. من جهة اخرى، كان يقول بورخيس: <اتصرف وكأني غير اعمى فأتعطش الى الكتب كرجل يستطيع ان يرى. اني متعطش الى موسوعات جديدة>.
كان يعتبر بورخيس نفسه قبل كل شيء <قارئاً>، ويقول انه عكس كليبلينغ الذي كانت مكتبته تحتوي بشكل اساسي وفقط على كتب علمية وليس على روايات وعلى كتب في تاريخ آسيا وفي الرحلة وما شابه. ويعزو بورخيس ذلك الى ان كيبلينغ لم يكن بحاجة الى اعمال روائيين وشعراء اخرين اذ اعماله هو تكفيه، بينما كان بورخيس بحاجة دائمة الى كتب الاخرين حوله. بالنسبة الى بورخيس، قلب الواقع او اوجه، يكمن في الكتب: اي، قراءة الكتب وتأليف الكتب والتكلم عن الكتب. لكنه من جهة اخرى اعترف انه لا يستسلم للكسل والروتين في قراءاته، فهو يقرأ احيانا كثيرة بشكل منقطع وفوضوي ويكتفي مثلا بقراءة خلاصة رواية بوليسية (كان يحب هذا النوع الأدبي)، او بقراءة المقالات في الموسوعات. كذلك اعترف بأنه لم يكمل يوماً قراءة <فينيغانز وايك>، وعلى الرغم من ذلك، حاضر بإسهاب حول البناء اللغوي الهائل لجويس! ولكن هذا التعاطي المجاني والمنفتح مع الأدب، كما يقول مانغويل، هو الذي جعله موجوداً، في المقابل، في هذا الكمّ الهائل من الاعمال المختلفة في العالم والعنصر الوحيد الجامع في ما بينها هو وجوده: فهو مذكور في اعمال عالمية كثيرة. <من فوكو الى شتايز الى غودار واومبرتو ايكو وصولا الى القارئ العادي، جميعنا ورثنا ذاكرة أدب بورخيس الواسع>، حسب تعبير مانغويل. وفي الكلام على الذاكرة، يقول مانغويل في هذا الصدد: <انه يتذكر كل شيء. لم يكن يحتاج الى نسخ من الكتب التي ألّفها: على الرغم من انه كان يردد ان هذه الكتب اضحت في طي النسيان، كان بإمكانه ان يتلو وان يصحح وان يغيّر في ذاكرته كل ما كتبه، الامر الذي كان يدهش ويعجب مستمعيه. اذن وعودة الى الكلام عن تأثير بورخيس في الكتّاب والقراء عبر العالم، يجدر ايضا ذكر الكتّاب في اللغة الاسبانية في القرن العشرين الذين يدينون له بالكثير، من غابرييل غارسيا ماركيز الى خوليو كورتاثار، من كارلوس فوينتس الى غيرهم من الاصوات العالمية المعروفة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03939 seconds with 11 queries