الموضوع: الفخ القاتل...
عرض مشاركة واحدة
قديم 27/05/2006   #1
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

Thumbs up الفخ القاتل...


د. أحمد حمدان


إهــداء


أهدي هذه القصة التي استلهمت وقائعها وأحداثها من اعترافات حقيقية لعميل خطير… إلى كل إنسان في هذا العالم يحب أن يعيش بكرامة سائلا الله أن يحفظ كل الأمم من السقوط في مستنقعات الخيانة.
بين يدي القصة
تهدف هذه المحاولة القصصية بصورة محددة إلى تكوين وقاية للمجتمع العربي والإسلامي الذي يسعى الكيان الصهيوني إلى اختراقه عبر إسقاط أعداد كبيرة من شرائح المجتمع في وحل العمالة للعمل على تدمير المجتمعات العربية والإسلامية وفق خطط مرسومة وأهداف محددة .. هذه القصة التي تقع بين يديك مستوحاة من حقائق حصلت على أرض الواقع قام بذكر تفاصيلها أحد أخطر عملاء الموساد في فلسطين بعد أن كشفه أحد أجهزة الأمن التابع لإحدى حركات المقاومة في فلسطين ، والتجسس يعتبر إحدى ثلاث مهن بدائية ظهرت في بداية التجربة الإنسانية على هذا الكوكب ، الشامان، والجاسوس والعاهرة ...... والجاسوسية تكتسب السمعة السيئة الرديئة نفسها التي اكتسبتها المهنتان التاريخيتان السابقتان.
وهناك تسميات متشابهة لكلمة (جاسوس) في اللغات الأجنبية، فهي بالفرنسية (إيسبيون) وبالإنجليزية (سباي) وبالإيطالية (سيبوني) وبالإسبانية (ايسييون) وبالروسية (شبيون) وبالألمانية (سبيون) وفي اللغة العربية قد تستخدم تسمية (مخبر) أو عميل، أو رجل استخبارات، أو رجل مخابرات، وهم كلهم جواسيس، ويأتي هذا الجاسوس أو الجاسوسة من كل أوساط المجتمع بمختلف طبقاته الاجتماعية ومستوياته التعليمية والمهنية والأخلاقية، قد يكون (الجاسوس) طالبا أو بروفيسوا في جامعة ، جنديا أو ضابطا في الشرطة، مراسلا أو وزيرا في وزارة، ممرضا أو طبيبا في مستشفى، نادلا أو مديرا لمطعم، مضيفا أو قبطانا في طائرة، عاملا أو مالكا لفندق، محررا أو مالكا لصحيفة، مذيعا أو رئيسا للتلفزيون، حارسا أو سفيرا في سفارة، وقد يكون الجاسوس رئيسا لدولة وعميلا في الوقت نفسه لمخابرات أجنبية، قد يأتي من أسرة مفككة مصدعة وقد يأتي من أسرة متماسكة ومحافظة اجتماعيا، قد يكون الجاسوس بدوام كلي أو جزئي، وقد يكون عميلا مزدوجا ، جاسوسا مع بلده وجاسوسا ضد بلده في الوقت نفسه، قد تكون (الجاسوسة) سكرتيرة حسناء فائقة الجمال وقد تكون قبيحة لا تلفت الانتباه إلا بقبحها، ربما تنفع لأعمال الستر أو التغطية، وقد يكون (الجاسوس) أباك، أو أمك، أخاك أو أختك، زوجك أو زوجتك، خالك أو عمك، صديقك أو زميلك، جارك أو رئيسك، وقد تدري وقد لا تدري بأنه جاسوس أو جاسوسة، شيطانا أو ملاكا، وقد يكون (الجاسوس) أنت الذي تقرأ هذه القصة فما يميزك من الصفات أعلاه. ويا ترى لماذا أصبحت (جاسوسا)؟!.. وعلى كل حال فإن التجسس ليس مهنة يفضلها الآباء لأبنائهم.
في ثنايا هذه القصة سنسلط الأضواء على وسائل الإسقاط والتجنيد التي يستخدمها الصهاينة لتحقيق مآربهم، كما سنعيش أحداثا مرعبة ومراحل لا يتصورها العقل البشري السوي أن يصل إليها الشخص الذي يعمل في مثل هذا المجال .. يصبح من المستحيل منطقيا عقليا أن يعود إلى شخصيته السوية، أي أنه يكون قد بلغ مرحلة (اللاعودة)!..
أخيرا الوقاية خير من العلاج.
البـدايـة
في صيف عام 1978م وبينما كان صلاح هائما على وجهه في مخيم غزة للاجئين حيث يرتسم على وجوه الكبار الوجوم والحزن ..فقد ضاقت سبل الحياة وذهبت جميع الأحلام أدراج الرياح. تعثر صلاح في أحد أزقة المخيم وسقط أرضا .. فتلفت حوله، هل رآه أحد، ووقف سريعا ليطمئن على ملابسه الوحيدة هل تمزقت أم ما زالت سليمة، ولحسن الحظ كانت الإصابة خفيفة، جرح في ركبته اليمنى من دون أن يمس البنطال الأزرق أي أذى. مضى صلاح يقطع الأزقة حتى خرج إلى شواطئ غزة الساحرة .. حيث يلعب الأطفال ببراءة، وتلهو الصبايا بالرمل الذهبي راسمة خريطة فلسطين ومجسما رمليا جميلا للمسجد الأقصى.. رأى ذلك كله، هل من الممكن أن أعود فأكون صغيرا كهؤلاء؟!. ها أنا قد أكملت الجامعة، أهلي لا يجدون لقمة العيش، أنا العائل الوحيد.. يا لحظي النحس، لعنة الله على الصهاينة.
صلاح.. صلاح.. صلاح.. مَن .. رفيق العمر سعيد!
كيف أنت يا صلاح؟ أنا مشتاق لك كثيرا.
كان يبدو على وجه صلاح الإرهاق، وكأن شيئا كبيرا يشغل باله، إضافة إلى الشرود الواضح عليه.
مالك يا صلاح.. أين الوجه البشوش؟ كنت أكثر واحد تضحكنا.. إن شاء الله خيرا.لقد سئمت الحياة.. والدي ليس له هم سوى مطالبتي بالأموال، الحالة كما ترى صعبة لا وظائف ولا أعمال، تصور لقد حاولت أن أعمل حدادا عند الحاج صالح فرفض على الرغم أنه بحاجة إلى عامل يعمل لديه!
سعيد (ضاحكا):
أنت حامل هم الدنيا كلها على رأسك ، أنا سأحلها لك.
رد صلاح (بقوة):
كيف..؟!
منذ أن تخرجت ذهبت للعمل فورا في (إسرائيل).. هنالك الدولارات (زي الرز)! أنا مرتاح الآن.. والحال ميسرة..اذهب واعمل تصريحا وتعال إلى عندي وخذ هذا الكرت.
ذهب صلاح إلى حاجز (إيرز) للحصول على التصريح الخاص بالعمال الفلسطينيين وبعد جولة من التحقيقات الروتينية، وشهر من المراجعة المستمرة، حصل صلاح على التصريح وذهب لمنزل سعيد طالبا منه إعطاءه الكرت.
أخذ صلاح الكرت وحزم أمتعته مودعا والده ووالدته اللذين حثاه على ضرورة السعي الجاد للحصول على الأموال الطائلة .. واستغلال جميع الفرص لجني الثروة، فالحال صعبة، والمال وطن!
ركب صلاح الحافلة وهو يكاد يطير من الفرح، فقد مل المخيم ووساخته، ستمتلئ جيوبه بالأموال ويصبح رجلا له اعتبار .. سيتزوج من ابنة عمه التي يحبها ، سيبني منزلا جميلا في مدينة غزة على الشاطئ، كانت الأحلام تملأ رأسه، وأطلق للأحلام العنان..
اجتاز صلاح جميع المعابر والنقاط العسكرية بحرية كبيرة، حتى وصل تل أبيب، استأجر سيارة أجرة لتوصله إلى العنوان المدون على الكرت. دخل صلاح إلى فندق داود مسلما الكرت لمدير الفندق، سأله المدير (مردخاي) عن اسمه، وشهادته، وهوايته.. الخ، ثم طلب كأسا من العصير لصلاح الذي يكاد يموت من العطش.
شرب صلاح العصير، شاكرا مردخاي على حفاوة الاستقبال، ثم طلب منه العمل داخل الفندق.
ما هي أنسب وظيفة تلائمك؟
أنا مستعد للعمل في أي وظيفة.
لدي حاجة إلى فرَّاش لتنظيف الفندق.
موافق.
ستأخذ 1600 دولار أمريكي شهريا مع السكن المجان.
بهت صلاح لحجم المبلغ، فلم يكن يحلم بالنصف، وشرد قليلا، تنحنح المدير، عفوا.. أشكرك، أشكرك .. أنا موافق.
يمكنك الذهاب إلى (راحيل) مسؤولة الخدمات في الفندق لتحديد المهام، صعد صلاح إلى الطابق الثالث حيث تتواجد راحيل بجانب مقصف صغير الذي تحيطه مساحة واسعة مزينة بالأزهار الجميلة وكراسي يجلس عليها عدد من النساء اليهوديات مع الشبان في جو صاخب بالأغاني الغربية.
خواجة لو سمحت أين راحيل؟
أهلا صلاح. موظف جديد عندنا ؟!
تعجب صلاح لتعرف راحيل عليه سريعا، ثم تذكر التلفونات النقالة في الأماكن الفخمة وشرد بذهنه إلى أزقة مخيم غزة للاجئين.
بدأ صلاح يؤدي عمله في الفندق على أكمل وجه وأعجب به صاحب الفندق، كما نشأت علاقة قوية بينه وبين راحيل..!






13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04749 seconds with 11 queries