عرض مشاركة واحدة
قديم 10/04/2007   #2
صبيّة و ست الصبايا فراشة
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ فراشة
فراشة is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
الامارات
مشاركات:
426

افتراضي


- في "الخيميائي" نتوصل إلى النتيجة التالية: الرحلة ذاتها هي أكثر أهمية من الكنز. وهذا يقودنا إلى التفكير بأنّ هذه الرحلة هي رحلة روحية من أجل تحقيق الذات. وهذا يستفزّنا لأن نكون أنفسنا وأن نرفض تكييف ذواتنا وأعمالنا وفقًا لأفكار وتوقعات الآخرين منا، Conformity، إذ أنّ هذا التكيّف قاد فيرونيكا في رواية «فيرونيكا تقرّر أن تموت» إلى أن تحاول الانتحار، ثم توضع في مستشفى للأمراض العقلية. هل امتلاكنا الشجاعة، ومن ثم المجازفة، هما مهمّتنا وهدفنا في هذه الحياة، وذلك لئلا «نموت»؟

"كل حلم يحتوي كوابيس عديدة. أعتقد أننا نعرف هذا الأمر من بداية حياتنا. عندما نقوم بأداء أشياء مفروضة علينا من المجتمع، فإننا نخاف أن نؤذي ونضايق الأشخاص الآخرين، وعندها نبدأ بالتخلّي عن أحلامنا. وبعد فترة من الزمن، ننساها تقريبًا. وهذا ما يجعلنا أشخاصًا أشقياء تُعسا، إذا لم تسلك أو لم تقضِ حياتك من أجل أحلامك، إذا لم تحارب من أجل أحلامك، كل هذا يجعلك إنسانا تعِسًا.

"أنا مثال حيّ على ما أقول. ما من أحد يفكر على نحو واقعي أنك تستطيع العيش من الأدب في البرازيل. لقد واجهت صعوبات شتى. عندما كنت شابا، قام والداي بعمل يائس من أعمال الحب، لاهتمامهما بي وقلقهما على وضعي، قاما بإرسالي إلى مؤسسة عقلية، ظنا منهما أنني مجنون لأنني أريد أن أكون كاتبًا. على أيّ حال، لقد كنت مقتنعا غاية الاقتناع بما أريد أن أكون.

"لا يكفي أن تعرف حقيقة أحلامك؛ إنه لأمر غير صحيّ أن تعيش مع حقيقة أنك تحمل أحلامك جُوّاك فقط. عليك أن تفكر بالإجراءات والتدابير لإظهار أحلامك وأن تكون شجاعًا بما فيه الكفاية لتدفع ثمن تحقيقها. بمعنى ما، لقد أجّلتُ أنا أحلامي عندما اقتضتني سنون طويلة لأن أكتب كتابي الأول- كتاب رحلة.

"ثمة أوقات لا تنجح فيها بتحقيق أمر تؤمن به. هذه المرحلة هي ما يُطلق عليها الكابوس. فبعد كتابتي "الخيميائي" ما وجدتُ ناشرًا. عندها شعرتُ بأذًى. إذا ما أوذيت بشأن أمر لا يعني لك باستطاعتك عندئذ أن تنحي بسببه باللائمة على أي كان. بيد أنه لأمر مُعقّد جدًا ودقيق أن تؤذى بسبب شيء يعني الكثير لك. عندها تصاب بالتشويش، لمعرفتك بأنّ الحلم موجود هناك، ولن يتركك الحلم طالما أنت على قيد الحياة. وعندما تموت، ثمة طفل في داخلك، سيسألك، لماذا لم تتبعني؟ وعليك أن تشرح له سبب تخلّفك. لهذا، من الأفضل أن تجازف، أن تؤذى، أن تسير عبر كابوس ما كي تحقّق أحلامك."



"ألف ليلة وليلة" وجبران خليل جبران


- تتحدث في «الخيميائي» و»حاج كومبوستيلا» عن «العلامات» أو «الإشارات». كيف لنا أن نفهم هذه العلامات؟ وأما زلت تبحث عن علامات؟

"العلامات أو الإشارات هي اللغة الخاصة بك التي بواسطتها يتكلّم الله معك. فعلاماتي ليست علاماتك. إنها على هذه الدرجة من الغرابة، لكنها لغة فردية جدا ترشدك إلى قدرك الخاص بك. إنها ليست منطقية. إنها تتكلّم إلى قلبك مباشرة. الطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها أن تتعلّم أية لغة هي من خلال ارتكابك الأخطاء. لقد ارتكبت أخطائي، لكني عندها فقط بدأت أتواصل مع العلامات والإشارات التي توجهّني وترشدني. أومن بأنّ هذه العلامات هي صوت الله الصامت الذي يقودني إلى الأماكن والمطارح التي ينبغي لي أن أكون فيها."



- من خلال قراءتنا لأعمالك نستطيع أن نلمس بوضوح تأثير الثقافة والأدب العربييْن على أدبك. فتأثير "ألف ليلة وليلة" حاضر وبقوة في عملك المدهش "الخيميائي". ما رأيك بالثقافة والأدب العربييْن؟

"ليس في "الخيميائي" فقط. فأنا أحمل وأكنّ إعجابًا عميقا بالثقافة العربية، وأكتب الآن زاوية أسبوعية في جرائد ومداخل ومجلات متعددة في العالم، أحاول أن أتقاسم فيها مع مختلف القرّاء قصصًا من ثقافات مختلفة. ولا يصعب عليك أن تجد في هذه الزاوية قصصًا من الثقافة العربية، خصوصًا وأنكم رُواة وحكواتيون مُدهشون ورائعون، إذ أنكم غالبًا ما تشاركون وتقتسمون قيمكم ورؤاكم عبر نتاجكم الأدبي والشعريّ. وصحيح جدا أنني كطفل، ترك "ألف ليلة وليلة" عليّ تأثيرًا قويًا جدًا.

"وفي فترة لاحقة من حياتي، أثرّ فيّ أدب جبران خليل جبران تأثيرًا كبيرًا وقويًا، لدرجة أنني قمت بإعداد تعديل لأحد كتبه "رسائل حب من نبي"، وإلى يومنا هذا ما زلت أعتبر كتاب "النبي" كأحد الكتب الحاسمة في حياتي وعملي."



-"لو تمنيت بصدق شيئًا ما، فإنّ العالم كله يتآمر كي يحققه". هذا هو الشعار أو الموتيف الجميل الذي يتكرّر هو وصداه في عملك "الخيميائي"، وفي كتب أخرى من كتبك. هذا الموتيف عميق جدا ومشجّع ومقنع واستثنائي إلى حد كبير جدًا. ماذا لديك لتقوله حول هذا الموتيف الباهر؟

"إذا سعيتَ وناضلتَ من أجل أحلامك كما حدث في "الخيميائي"، فإنك تتمتّع بكلّ خطوة تقوم بها، وتكون حقا قريبا مما يريده الله لك أن تكون. لكن إذا كان هذا هاجسًا، فإنك لن تصل إلى هدفك فحسب، بل ستكون حياتك مليئة بالقلق.

"كانت هناك فترة من حياتي أردتُ فيها أن أحقّق أحلامي. لكنني بدلا من كتابة كتاب، كنت أفكر كيف "أكون كاتبا"، إلى أن أدركت أنّ هذا التوجه هو توجه خطأ لتحقيق أسطورتي الشخصية. كما كانت لديّ أيضًا هواجسي الشخصية الأخرى، لكوني مسحوقَ القلب، ولعدم قدرتي على التفكير بأي شيء آخر عدا الإنسانة التي أحبّ، لكنها لم تبادلني حبًا بحب. عندما تسعى إلى تحقيق حلمك بتصميم وإصرار، وليس بالهواجس، عندها يتآمر الكون كي يساعدك، لأنك عندئذ تكون قادرا على قراءة العلامات والاستمتاع بالرحلة."



- ما هي الرسالة التي أردتَ نقلها إلى القارئ في روايتك "إحدى عشرة دقيقة"؟

"يصوّر هذا الكتاب كيف أفهم الجنس، وجهة نظري الخاصة عن الجنس. الجنس طاقة كبيرة جدًا باستطاعتها أن تحوّل الناس بالكامل. عزمتُ على كتابة رواية كهذه منذ زمن بعيد، لكن بالعودة إلى الوراء كل ما أردت وصفه هو الجانب العجائبيّ "المقدّس" من الجنسية. غير أنني، فيما بعد، أدركت أنّ الجانب المظلم من الجنس لا يمكن أن يُهمل. فكلا الجانبين هما ما يجعلان من الجنس تجربة حب وتوحّدًا وانسجامًا: تجربة إلهية."



" أختار الحياة ومحاربي النور"


- ماذا يعني الأدب لك؟

"كتابتي مُوجزة ومختصرة ومباشرة، وهذا يجب ألا يعتبر خطأ على أنها كتابة سطحية. أعتبر أنّ جزءًا من الحالة الإنسانية تستدعي المشاركة في المعتقدات بأفضل طريقة، وخلال رحلة حجي إلى مزار القديس يعقوب في عام 1986 توصلّت إلى استنتاج مفاده بأنّ معظم تعاليم ودروس الحياة الأساسية والأكثر جوهرية تكمن في أبسط الأشياء.

"أية قيمة للتواصل إذا لم نحاول أن نجعل من أنفسنا أكثر فهما ووضوحا ومشاركة؟ إنها قضية توجّه من الحياة: إما لك أن تكون جزءًا من الحياة وأن تقتسم روحك مع الآخرين، أو أن تغلق نفسك إغلاقا تامًا وتدريجيا تنسحب من الحياة. شخصيا، أختار الحياة ومحاربي النور الذين يتواجدون في كل مكان والذين يلهمونني.

"ربما كان أولئك الأشخاص عبارة عن سائق تاكسي، أو شخصا تقابله مصادفة في الحافلة: إذا كنت يقظا ومتنبّها إلى العلامات والإشارات- فان هذا الشخص، حتى لو لم تره/ ترَها ثانية، فإنه سيمنحك المقدار الصحيح والكافي لتأخذ القرارات التي تؤجلّها. لذا، كل ما نحتاجه هو أن نكون متنبّهين إلى العلامات، ومُنفتحين للناس، وعلى الاستعداد لاقتسام أرواحنا والشراكة."



- بعد قراءة كتبك يشعر القارئ بتفاؤل أكثر وبسعادة وبأمل. وحتى أنّ الشرّ في "الشيطان والآنسة بريم" لا ينتصر كليا في نهاية الرواية. من المؤكد أنك على اطلاع على حالة ومعاناة الشعب الفلسطيني. ماذا تقول لهم؟

"أنا لا أومن بالرسائل. في هذا الشأن أستطيع القول إنّ هناك شيئًا واحدًا أثمنّه عاليا في الإنسان: ربما كانت عندك مخاوفك، ربما كانت هناك لحظات من الشكوك، لكنك لا تستطيع أبدًا أن تكون جبانًا. عليك أن تواجه مخاوفك، يجب أن تتغلّب على لحظات شكّك، ويجب أن تؤمن بأنه إذا تطلّعت وبحثت، فإنّ هناك حلولا. لو تمنيت بصدق شيئا ما، فإنّ العالم كله يتآمر كي يُحققه، حتى لو اقتضى تحقيقه سنينًا أو عقودًا. لكن كي تفعل ذلك يجب أن تكون شجاعًا، شجاعًا بما فيه الكفاية لأن تحارب من أجل أشياء تعني الكثير لك أنت، ولا تعني الشيء الكثير للآخرين، بل تعني الكثير لك أنت."


المصدر / عرب 48.كوم

لو راح الربيع مابينتهو الازهار
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05107 seconds with 11 queries