المـكان : مـكتب الـمحقق مصـطفى ..
الـزمان : 8 و نصف صـباحا ..
يدق المحقق على الباب بثلاث طرقات حنونات ..
يسـمع .. تفضل !
يدخل و هو يقول : اما زلت ِ هنـا ؟
سـاره : و اين يجب ان اكون ؟
المحـقق : يجب ان تكوني في مكان ما هناك خارج هذه الغرفه..
و يجب ان اكون انا الان في مشكله , غاضب اسب و العن و ابحث عنك او عن حجج اقدمها
لرؤسائي في العمل ..
تضحك ساره ثم تسأل :
من كان ذاك الـشاب ؟
المحقق : هل يجب ان اخبرك ؟
ساره : و هل كان يجب ان تتركني في الغرفه وحيده ؟
المحـقق : عمـاد .. صحفي
سـاره (( بوجه يحاول الا يقلق )) : صـــحفي ؟!!
المـحقق : لا تـقلقي فـأنا لم اخـبره شـيئا .. و اخـبرته باني لا ابـيع اخـبار النـاس ..
تتنهد ساره تنهيده طويله ثم تقول :
شـكرا ..
يبتسم مـصطفى و يجيب : لا داعي لان تشـكريني .. فـهذا انا .. لا احب رائحه الجـرائد عنـدما تمتـلئ بأخبار ٍ
فاضـحه ٍ عن اناس تدور حياتهم هنا ..
.. تقف سـاره محاوله اخـباره بأنها ترغـب بالمـغادره ..
فيقـول مصـطفى : لقـد انتـهت الـعقوبه .. لكـن الــتحقيق سـيبدأ ..
تبتسم سـاره و تـعاود الجـلوس ..
مـصطفى : اخـبريني .. كـيف بـدأت الـقصه ..
سـاره : قـصه مَن ؟
مـصطفى : قـصتك انت و فـراس ؟!
سـاره : خرجـت يوم جـمعه الى مقـهىً قريب ٍ من منزلي و معي كتابي و اقلامي .. تماما كما اعتدت في كل جمعه .. و جـلست هناك على كـرسي المعتاد و طاولتي المعتاده .. و بعد انقضاء حوالي الساعه و النصف ..
لمحت احدهم جالسا ً على بعد طاولتين ممـسكا بـقلم ينظر الـي و يدون شيـئا ..
انتـابني شـعور من الـخوف .. و راجعت مـاضيّ جـيدا .. فانا طوال الـ 25 عـشر عامـا لم اقم بأي فـعل يـخرجني عن الـقانون او يـضعني تحت الـشبهات .. فمن يـكون ذاك الـشاب ..
استـمرت افـكاري باللعب على ما يـجري .. و كنت خائـفه من ان اغـادر فألفت الانظار اليّ .. او ان ابـقى فـيجد ذلك الـشاب ما يـدونه ضـدي .. و بـقيت على هـذا الحـال قـرابه الـساعه .. و بـعد انـقضاء الـساعه وقف و علـمت انـه متـجه الـى طاولتي و انتابني على اثـر تلك المـفاجأه شـعور غـريب جـعلني اشـتاق امـي ..
عـرف عن نفـسه و وضع على الطـاوله دفـترا و قـلما ... و قال اتـسمحين لي بالـجلوس ..
و لم اسـتطع ان امنـعه .. ففتـح دفـتره ذاك و اداره اليّ .. لتصيبني دهـشه ملئيه بالفرح و الراحه و المفاجأه و الاستغراب ..
فـهذه انا و هذه صـورتي الـتي كان قـد رسـمها طوال الـساعتين و النـصف المـنصرفتين ..
بدوت بتلك الرسـمه .. خائـفه متـلبكه .. لكن جمـيله كما لم اعهد نفـسي ان اكون ..
كتب في اسفل الصفحه اهداء و اعطاني اياها .. شـكرته و هرعت متجهه نحو منزلنا ..
يبتسم المحقق و يهز برأسه ناظرا الى عيناها اللتان كانتا تعرضان القصه تماما كما لسانها .. ثم و قبل ان يقول شيئا .. يدق الباب و يدخل ماهر و يقول : هنالك شيـئ ما يـستدعي خروجـك الـيه الان و قد اعددنا الـسياره ..
فينظر مـصطفى الى ساره و يقول : اسف و لكن سنكمل في اول فرصه بعد ان اعود ..
يلتفت الى ماهر و يقول له : خـذها انت ,, و احرص على ان تكون بخير ..
ماهر: حاضر سـيدي ..
و يخرج الجمـيع ..