الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 06/06/2008   #275
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


القراء الإنجليز اصيبوا بخيبة أمل في الروايات المترجمة من العربية


انتوني جوزيف كالدربانك

طامي السميري:

السيد أنتوني جوزيف كالدربانك البريطاني الجنسية والذي يعمل مساعدا لمدير مكتب المجلس الثقافي البريطاني، قام بترجمة عدد من القصص القصيرة في أوائل التسعينات منها أربع قصص فلسطينية في مجموعة لنور وعبد الوهاب المسيري عنوانها أرض الزعتر والحجر ولا يزال يترجم القصص القصيرة والنبذ الأدبية الأخرى لمجلة بانيبال البريطانية، وكذلك قام بترجمة العديد من الروايات العربية الخباء، الباذنجة الزرقاء لميرال الطحاوي، ذات لصنع الله ابراهيم، رادوبيس لنجيب محفوط.والقارورة ليوسف المحيمد. وفي هذا الحوار نتعرف على ملامح تجربته في ترجمة الاعمال الروائية العربية الى اللغة الانجليزية.

في البداية نحب أن نتعرف على مسيرتك في الاطلاع على الأدب العربي وخصوصا في مجال الرواية.

بدأت قراءة الأدب العربي وأنا طالب في جامعة مانشستر حيث درست اللغة العربية هناك في قسم الدراسات الشرق أوسطية ولكن في هذه المرحلة المبكرة من اللغة كانت قراءة الأدب تجربة صعبة. مستوى اللغة لم يكن كفاية لاستيعاب الرواية بشكل مباشر وكانت عملية القراءة بطيئة وغير تلقائية. إلا أننا في هذه الفترة اطلعنا على بعض الأعمال العظيمة في التراث العربي مثل المتنبي والجاحظ وامرىء القيس مما استفدت منه كثيرا فيما بعد. انتقلت بعد الدراسة إلى القاهرة لكي أتعمق في اللغة وأعيش في بيئتها ووجدت بعد فترة قصيرة أن قدرتي على اللغة .ليس فقط الفصحى بل العامية أيضا قد تحسنت بحيث أنه كان بإمكاني أن أقرأ بسهولة اكبر بكثير وأستوعب النصوص التي بين يدي وأقدرها بفعالية ومن هنا بدأت أقرأ محفوظ وادريس وانيس منصور وكتاب مصريين آخرين ولكن كانت معرفتي بكتاب عرب من جنسيات أخرى ما زالت محدودة للغاية.

تجربتك الأولى في ترجمة الرواية العربية كانت مع روايات ميرال الطحاوي. كيف كانت هذه التجربة وبماذا تميزت روايات ميرال؟

أول رواية ترجمتها كانت الخباء لميرال الطحاوي. هي رواية قصيرة ذات طابع أسطوري سحري يخلط بين الأحداث الواقعية والحكايات الفلكلورية البدوية. احتاجت الترجمة إلى الكثير من التصرف مني كي انتج نصا يقبله القارئ الإنجليزي خصوصا مع أبيات الشعر والحكم البدوية وعلى سبيل المثال في بعض الأحيان الترجمة تعطي معلومات زيادة تشرح سياق البيت بدلا من ترجمة حرفية. فأنا اجتمعت مع الكاتبة لمناقشة بعض النقاط في النص لكي أتوصل إلى فهم عميق للنص والاختيارات التي قامت بها ميرال. أسلوب ميرال صعب ومعقد مليء بالإشارات إلى الأدب الكلاسيكي ليس كل قارئ مصري يفهمه بشكل كامل وأعتقد أن الترجمة الإنجليزية يكون أسهل فهما بالنسبة إلى القارئ من الأصل العربي. تعلمت من هذه التجربة ضرورة الاتصال بالكاتب من أجل الحصول على فهم مضبوط ليس فقط للنص بل أيضا للدوافع والأهداف التي وراءه .

كمترجم إلى أي حد تتدخل في تفاصيل العمل المترجم وهل يتم ذلك بالاتفاق مع الروائي صاحب العمل؟

أتدخل بالتأكيد ولكن حسب أسلوب النص الأصلي فعلى سبيل المثال التدخلات أكثر مع رواية لميرال منها مع عمل لنجيب محفوظ ويتم هذا أحيانا بالاتفاق مع الكاتب وأحيانا لا فأنا لم أقابل محفوظ ولم يكن هناك حاجة إلى ذلك و أيضا يعتمد على معرفة الكاتب للغة الإنجليزية فعندما ترجمت ذات لصنع الله إبراهيم قام صنع الله بقراءة النص المترجم كاملا لأنه كان يريد أن يطمئن بان الترجمة تعطي نفس الفكرة التي كان يقصدها بالأصل العربي وفي بعض الأحيان دارت بيننا نقاشات حيوية حول الاختيارات المختلفة للكلمة المضبوطة.

ما هي عوائق ترجمة الروايات العربية إلى الإنجليزية؟

إن كنت تقصد بالعوائق الحواجز فلا توجد عوائق بالنسبة إلى الترجمة نفسها فكل جملة في العربية قابلة للترجمة إلى الإنجليزية بطريقة أو بأخرى فأرى أن المشكلة تكمن أكثر في مدى تقبل القارئ الإنجليزي للرواية المترجمة فتقاليد الأدب العربي تختلف عن التقاليد الإنجليزية من حيث تطوير الأشخاص وسلسلة الأحداث وتركيبها و سمعت من قراء إنجليز قرءوا روايات مترجمة من العربية عن "خيبة أملهم" من ضعف الشخصيات وأيضا مما يسمونه إفراطاً في العاطفية وقد يعود ذلك إلى خبرة القارئ الإنجليزي مع الرواية منذ قرون وصغر سن الرواية العربية ولكن لا تنس عدم إقبال القارئ الإنجليزي على الأدب المترجم بصفة عامة وليس على اللغة العربية فقط.

حدثنا عن تجربتك في ترجمة فخاخ الرائحة ليوسف المحيميد

تعرفت على فخاخ الرائحة لأول مرة عندما أرسلت لي الزميلة مارجرت اوبانك محررة مجلة بانيبال في بريطانيا فصلين من الرواية طالبة مني ترجمتها للمجلة فقرأت الفصلين فأعجبتني قوة اللغة وبساطتها وصدقها مع حيوية الشخصيات وجراءة الرواية كان شيئا منعشا وجديدا بالنسبة إلي وكانت أول تجربة مع الرواية السعودية فقررت أن أترجمها على الفور واتصلت بيوسف وطلبت منه نسخة من الرواية فلما قرأتها زدت حماسا للعمل وقمت بترجمتها.

أحيانا تتم ترجمة بعض الأعمال إلى الإنجليزية ليس بسبب الجودة الفنية في الرواية ولكن لأنها تلامس بعض الأمور المتعلقة ببيئة المكان. هل يشكل هذا الأمر هاجسا لك في الترجمة؟
بلا شك هناك بعض الأفكار النمطية
stereotypes الرائجة حول الآخر في كل المجتمعات ونجد إن أحيانا الناشر يميل إلى نشر القصص أو الروايات التي تخدم هذه الأفكار وعلى سبيل المثال قد يكون الإقبال على أعمال نسائية توحي بأن المرأة العربية مضطهدة دون التركيز على أوجه أخرى من حياتها. أو مثال آخر رواية بنات الرياض فالعنوان مغر والموضوع ممتع ومثير حتى إذا كان الجودة الأدبية ناقصة كما يقول البعض ولكن مع ذلك فيمكنك أن تتأكد أن ترجمتها ستلاقي اهتماما واسعا. ولكن هذا الأمر لا يسبب مشكلة بالنسبة إلي كمترجم لأني قبلت بعض الأعمال التي عرضت علي للترجمة ورفضت البعض الآخر. أعتقد أن كلما كثر عدد الأعمال المترجمة إلى اللغة الإنجليزية فإن الصورة العامة التي تقدمها هذه الأعمال إلى القارئ الأجنبي عن العالم العربي وثقافته ستتسع والاهتمام بالأشياء المعينة الضيقة ستختفي.

إلى أي حد انفتاح القارئ الإنجليزي لقراءة الروايات العربية المترجمة؟

هي مشكلة لأن انفتاح القارئ الإنجليزي لقراءة الروايات المترجمة من أي لغة محدود للغاية ونسبة الأعمال المترجمة التي تنشر سنويا ضئيلة جدا بينما تكون النسبة في دول أخرى مثل فرنسا أو ألمانيا أعلى بكثير. فقد يرجع ذلك إلى أسباب كثيرة منها ثروة الأدب الإنجليزي ) أو بالأدق الأدب الذي يكتب بالإنجليزي فيشمل هذا الأدب الأمريكي والأفريقي والهندوباكستاني والأسترالي الخ) مقارنة بالآداب الأوروبية الأخرى. فأنا أعرف شخصيا قراء إنجليز قالوا إنهم لا يقرأون الأشياء المترجمة.

هناك روايات عربية تتكئ على مسألة اللغة الشعرية. هذه الروايات هل هي صالحة للترجمة؟

نعم قد تكون مشكلة كبيرة. هناك شعرية في كل لغة ولكنها تعتمد على الأصوات والإيقاعات وبنية الكلمة نفسها أكثر مما تعتمد على الأفكار والدلالات أي الأشياء الخاصة جدا باللغة والملامح العميقة فيها فهو كذلك مثل الفرق بين السوداني والكوري فهذا إنسان وذاك إنسان ولكن شكليهما مختلفان تماما. ترجمة الشعرية مثل أكل الكبسة بالعصايا الصينية أو عزف سوناتا لبيتهوفن على آلات موسيقية يابانية. ترجمة النصوص الأدبية غير ترجمة النشرة الجوية تحتاج إلى تصرف وكم كبير من الخيال والتخيلات فكثيرا عندما أترجم نصا أجد نفسي أمام الكلمة العربية ولكن الكلمة الإنجليزية التي تقابلها من حيث المعنى لا تنفع إطلاقا في السياق الشعري لأنها قصيرة أو طويلة أو لا تبدأ بحرف معين الخ واختياري في الآخر يقع على كلمة بعيدة من الأصل من حيث المعنى ولكن قريبة من حيث القيمة الصوتية.


شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04083 seconds with 11 queries