[VivaSyria]

منذ وعيي على هذه الدنيا وأنا أسمع التشدق الحكومي الدائم بأننا دولة الأمن والأمان... وبأن هذا الأمان الذي ننعم به سببه القبضة الحديدية لأجهزة الأمن...

لم أكن أفهم كيف يضبطون الأمن في فرنسا ولا في النمسا ولا في دول أميركا الجنوبية ولا في جزر الواق الواق دون قانون طوارئ ودون اجراءات قمع الحريات...
لم أفهم يوماً كيف يؤثر قمع حرية التفكير والكلام على إيجاباً على أمان الوطن والمواطن ... لم أفهم يوماً كيف تؤثر الديموقراطية سلباً على أمان المواطن... لم أفهم يوماً كيف كيف يؤثر قانون الطوارئ إيجاباً على أمان المواطن السوري...

مرت الأيام...

اغتيال قيادي من حماس في وسط دمشق ... اغتيال عماد مغنية في تنظيم كفرسوسة في منطقة أمنية من الدرجة الأولى وتضم مراكز غالبية فروع الأمن في دمشق... اغتيال العميد محمد سليمان في طرطوس وفي وضح النهار... سيارة مفخخة في دمشق تنفجر على بعد بضعة أمتار من تجمع أمني...

مفخخة راح ضحيتها 17 شهيداً ... إجرام يضرب المدنيين... ليس بشيئ غريب في كل دول العالم... بحكم أن الاختراقات تحصل وليس هناك من جهاز أمني لا يخترق... لكننا في سوريا!!! التي لاتستطيع بها أن تتنفس دون علم الأجهزة الأمنية... سوريا التي تأن تحت وطأة قانون الطوارئ منذ سنين طويلة... سورية المحكومة من هذه الأجهزة التي سخرت مواردها وقواها لقمع المواطن ورصد أنفاسه ودقات قلبه...

ألا يحق لنا اليوم أن نحاسب من تحملنا قمعهم كل هذه السنين بحجة أنهم يوفرون لنا الأمن؟؟

ألا يحق لنا أن نسأل من يعتقلون المثقفين والأحرار بحجة أنهم يوهنون الشعور القومي... من الأولى بالإعتقال؟؟

ألا يحق لنا أن نسأل أين نتائج التحقيقات في كل هذه الحوادث؟؟

ألا يحق لنا أن نسأل ما الجدوى من قانون الطوارئ وعشرات أجهزة المخابرات بعد كل ما يحصل؟؟

ألم تصلنا جميعاً اليوم الرسائل الدموية التي يفهم منها أن قمع الحريات وحكم البسطار وقانون الطوارئ ليس هو مايوفر الأمان للأوطان وللشعوب؟؟؟!!!

ودمتم