( سيادة المرحوم ... أبي )
و أعود ...
و أعود لا أعرف ماذا أقول
فالمسرحية مكررة بكل ما فيها من فصول
فالكذب سد طريق الأمل
و ما من صادق عرف الوصول
حال الدنيا ذاته ما من أمل
فكل من كان في قريتنا مات
دون أن يحصد ثمرات ذاك العمل
ابوابنا مفتوحة
فلا شيء يسرق عندنا...
ننتظر أن يخطئ الأمل الدخول
و اليوم ..
تتلعثم الكلمات في أنفاسها
تتقلب الأجساد في أكفانها
فالضيق صعب
و المطر لا ينوي الهطول
اليوم بات النور محتضراً ضعيف
يُسقط أرواحنا كأوراق الخريف
سحقاً للأعراف هاتيك التخاريف
التي علمتني اياها
سميتها الشرائع و أصول
رحماك يا أبتي...
اليك يا أبتي الحقيقة
لم أجد في دنياي ما يدعى عفيف
رأيت صراع الدماء من أجل ماءٍ و رغيف
رأيت الموت أبداً من العيش بين حماقة الصالح
تحت إفلاسِ شريف
ألم أخبرك يا أبتي أن النور قد مات في قريتنا ؟
ألم أخبرك أن الحب أعمى لا يرانا
لأن الضباب في سمائنا كثيف
أو لأن الحب في زماننا كفيف
لم يبق أمل يرسل لنا
لأن ملاك الحظ مشغول
مات نور صباحنا
مات في صدري أريج الحقول
فاعذرني
فاعذرني لأني اليوم لا أدري ماذا أقول
و مسرحيتي تعاد بكل ما فيها من فصول
اعذرني لأني لن أتبع صدقاً ربيت معه
لأني لن أبقى كما أنا شريف ... أو مسطول
لأني سأصاحب الظلم
معه أصول و أجول
فإن لم استطع ..... فانتظرني
فصدقاً ..
مشواري بعدك لن يطول