عرض مشاركة واحدة
قديم 08/12/2008   #3
شب و شيخ الشباب سيكيولار
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ سيكيولار
سيكيولار is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
ركام في بلاد التعب
مشاركات:
126

افتراضي


عزيزي المارشال علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية

لقد ترددت في البداية في مخاطبتكم بهذا اللقب لأني لم أكن أعلم أن هناك في هذا العالم من لا يزال يحمل رتبة مارشال - أو مشير كما تسمونه بالعربية- إلى أن وصلت برقيتكم وأرفقها المساعدون لي بنبذة مختصرة عن شخصكم الكريم، ووجدت أنكم تحملون فعلا هذا اللقب. لقد كنت أظن قبل ذلك أن المشير عيدي آمين هو آخر مارشالات العالم النامي، ولكن نائبي جو بايدن الخبير في الشؤون الخارجية أكد لي ان هناك عددا آخر من المارشالات في بلدان الشرق الأوسط، من بينهم من لم يخض أي حرب للدفاع عن شعبه ووطنه، بل خاض معظمهم حروبا داخلية ضد شعوبهم، وفي أراضي بلدانهم، وهذا الأمر أدهشني بالفعل.


عزيزي المارشال


إننا نتابع بعناية ما يجري في بلادكم، ونعرف جيدا أنكم خضتم خمس حروب ضد جزء من أبناء شعبكم أصبحوا حاليا يتمتعون بما يشبه استقلال ذاتي فرضوه عليكم بالقوة في الجزء الشمالي الغربي من اليمن. ونعرف جيدا أن محافظات بأكملها في جنوب بلادكم لجأت إلى القوة لطرد ممثلي لجانكم الانتخابية لأنهم حسب قولهم يرفضون إجراء انتخابات مزيفة سلفا لا تعبر عن ديمقراطية حقيقية. ونعرف أيضا أن تنظيم القاعدة ينشط في بلادكم وينظم صفوفه، وكان آخر أعماله الإرهابية مهاجمة سفارة بلادنا في عاصمتكم، وسقط جراء ذلك 12 من مواطنيكم الأبرياء، بينهم عدد من حراس السفارة الشجعان. ونعرف أيضا أنكم تسعون لإجراء انتخابات تقول عنها أحزاب المعارضة الرئيسية إنها انتخابات صورية، لإعادة انتاج ما هو قائم منذ ثلاثين عاما، ولا مجال للتغيير السلمي.


ونعرف أيضا أن الفوضى وعدم الاستقرار سائد في كثير من مناطق بلادكم بسبب عدم وجود نظام حكم محلي حقيقي يتيح للمواطنين انتخاب ممثليهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم. ونحن نخشى حاليا أن يتحول التذمر في المناطق المتضررة من السياسات الخاطئة إلى أحداث عنف قد لا تؤدي فقط إلى منع إجراء انتخابات، بل ربما تضع المجتمع الدولي أمام خيارات صعبة قد تجبره على قبول تقسيم البلاد والاعتراف بنشوء دولة أو دول جديدة في المنطقة لديها الاستعداد لمكافحة قراصنة البر والبحر، ومهربي الأسلحة، وداعمي الإرهاب والفساد، والقبض على الإرهابيين وتسليمهم للعدالة الدولية، وضمان رخاء المواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم في أراضيهم بما يضمن حمايتهم من الوقوع تحت سيطرة الأيديولوجيات المدمرة.


السيد المارشال


أخيرا لا يسعني إلا أن أوجه لكم نصيحة خاصة، وهي عدم رفض تطبيق الحكم المحلي المنصوص عليه في برنامجكم الانتخابي، أو تطبيقه بأسلوب يفرغه من مضمونه مثلما جرى خلال عملية انتخاب المحافظين الأخيرة، لأن التحايل على المضامين الجميلة، وإفراغها من أهميتها، والتمسك بالمركزية البغيضة سيؤدي إلى نشوء محافظات مستقلة جديدة، في حين أن الحكم المحلي الحقيقي كان كفيلا بإعفائكم من خوض حروب أدت إلى نتائج كارثية تحت شعار "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" وأنتم تعرفون ونحن نعرف أن لا دخل لأميركا ولا لإسرائيل في كل ما يجري.


ولن نتدخل في شأنكم الداخلي لأن شعبكم كفيل بمواجهة مشكلاته بنفسه، أما نحن فلدينا من المشكلات ما يكفينا، ولن نضيف إليها في هذه الآونة، مشكلة جديدة اسمها اليمن، ولكننا لن نقبل عرضكم الذي وصلنا عن طريق باحث أميركي باعتماد نظام الرهائن الذي كان سائدا في بلادكم في العهد الإمامي، فنحن نعتز بأننا الأمة التي تولت حماية أقارب أسامة بن لادن في اليوم التالي لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأعدناهم إلى بلادهم بسلام لأن لا ذنب لهم فيما فعل قريبهم، فكيف تريد منا أيها المارشال أن نساعدك على شرعنة نظام الرهائن القائم في بلادك؟ وكيف تجرؤ على طلب تبني نظام كان من أسباب اندلاع ثورة الشعب اليمني عام 1962، واعترف الرئيس جون كيندي بشرعية الثورة لنفس السبب. ونصيحتي الأخيرة لك هي ان استمرارك في حكم اليمنيين يتطلب منك تركهم يديرون شؤونهم بأنفسهم، وينتخبون ممثليهم بحرية، ولا تتوقع منا أن نحميك من شعبك.


الرئيس أحمدي نجاد


إنني أعرف أنك لست عضوا في الجامعة العربية، ولا تحب أن تقرأ اللغة العربية، ولكن بلادك جزء من الشرق الأوسط، وبإمكاني إرسال هذه البرقية السريعة ليقرأها أنصارك في العالم العربي، وألفت انتباهك وانتباههم إلى أنه لا يجب عليك أن تنتظر مني الجلوس معك للتحاور، ليس تراجعا مني عما تعهدت به أثناء الحملة الانتخابية، ولكن لأسباب أخرى من بينها ما يلي:


1- لدي قناعة راسخة بأنك مجرد موظف لدى المرشد الديني ولا تملك اتخاذ أي قرار استراتيجي يهم إيران، وإذا كان هناك من حوار فيجب أن يتم مع صاحب القرار الفعلي.


2- لدي قناعة راسخة أن الشعب الإيراني لن يعيد انتخابك وسوف تخسر منصبك في القريب العاجل لأنك فشلت في تحقيق وعودك الانتخابية، وتفاقمت المساوئ في عهدك، وازدادت الأحوال المعيشية للإيرانيين صعوبة تحت رئاستك، ولهذا لا يجوز التحاور مع شخص مفلس لم يعد لديه ما يقدمه لشعبه العظيم.


3- الحوار المطلوب مع إيران، يحتاج إلى إعداد وترتيب قد يستغرق وقتا طويلا ويجب أن ننتظر إلى ما بعد الانتخابات الإيرانية، ولكن على القيادة الحقيقية في إيران التي تستمد نفوذها من الغيبيات وليس من الشعب أن تدرك أن إيران لا يمكن أن تجمع بين السلاح النووي وبقاء النظام، وعلى المرشد أن يختار بين امتلاك السلاح النووي أو بقاء النظام، وإلا فقد الاثنين معا. ونحن لا نهدد بغزو إيران ولكن لدينا وسائلنا لدعم الشعب الإيراني في التخلص من الحكم الكهنوتي الاستبدادي وتحقيق التغيير المرجو.

ولكل هذه الأسباب وغيرها فإن على القيادة الإيرانية أن تدرك أن باراك أوباما قد يكون رجل حوار ولكنه لن يفرط بالمصالح العليا لبلاده، ولن يسمح بامتلاك نظام متهور لسلاح دمار شامل.


السيد العقيد معمر القذافي ليبيا


أود إبلاغك بأن الرئيس الأميركي رونالد ريغان لم يترك السلطة فقط بل أيضا أصبح متوفي، ولذلك فمن غير المجدي الاستمرار في مهاجمته وكأنه سيعود لمهاجمة ليبيا غدا، كما أرجوا التوقف عن ترديد العبارات غير اللائقة بقائد ثورة يربض على ثروة، فالعبارات التي ترددونها لا يقولها إلا أمثال أيمن الظواهري الذي تسري العنصرية في بدنه مثلما يسري فيروس الإيدز في دماء المرضى به. وليس لدي من نصيحة أقولها لك سوى "قل خيرا أو اصمت".


خاتمة شعرية


أخيرا شكرا للشاعر أحمد مطر الذي خاطبكم بقصيدة طويلة نيابة عني من ضمن أبياتها ما يلي:


أنا رَجْلُ عِندي شُغْلٌ


أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتكُمْ


أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ


فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً


كَي أحظى بالعُذْر ختاما:


لَستُ بِخادمِ مَن خَلَّفَكُمْ


لأُسِاطَ قُعوداً وَقياما.


لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى


إن أنَا لَمْ أصِلِ الأرحاما.


لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى


لأكِونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما.


وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني


وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما!


فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ


أو ظَلُّوا أبَداً أيتاما!


أنَا أُمثولَةُ شَعْبٍ يأبى


أن يَحكُمَهُ أحَدّ غَصبْا..


و نِظامٍ يَحتَرِمُ الشَّعبا.


وَأنا لَهُما لا غَيرِهِما


سأُقَطِّرُ قَلبي أنغاما


حَتّى لَو نَزَلَتْ أنغامي


فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. ألغاما!


وأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلُ


في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي


لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي


أن أرعى، يوماً، أغناما
!


almaweri@hotmail.com


http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=7588
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06648 seconds with 11 queries