10 تموز
من المهمّ جداً أن نعي أنّنا خلائق تتحكم العادة فيهم . فعندما نفكّر في طريقة ما , أو نبحث عن خير ما , أو نلجأ إلى دافع ما , فنحن , في كلّ حال , نكوّن عادة عندنا , أو نرسّخ في أنفسنا عادة . ذلك كمَن يحرث حقلاً , فكلّ حراثة تُحدث في الأرض عمقاً جديداً ( هل حدث أن حاولت التخلّص من عادة ما ؟ إذاً أنت تفهم ما أحاول أن أٌقول ) .
هكذا هي الحال مع مبدأ الحياة , أيّاً كان نوعه . فكلّما طبّقته مرّة ازدادت فيك العادة ترسُّخاً . العادات تبدأ تتحكّم فينا عند بدء الحياة .
هي تحدّد سلوكنا و توجّه أفعالنا وردّات الفعل عندنا . وسوف نموت تماماً كما عشنا . فمّن ظهر أنانيّأً متطلباً أو متساهلاً سموحاً عندما أصبح كهلاً , بدأ يكون ما صار إليه منذ أن كان طفلاً . فالمُسن الراسخ في الرداءة , تماماً كالقدّيس المسنّ , كلاهما تمرّس على مبدأ الحياة الذي انتقاه . فما ستكون عليه أنت و ما سأكون عليه أنا في آخر العمر هو ما نحن في صدد إقراره و تطبيقه في حياتنا اليوم . هنالك قرار أساسيّ مبدأ الحياة , سيتملّكنا يوماً حتّى عمق الدم الذي يجري في عروقنا . و ما من شكّ في أنّنا سنموت تماماً كما عشنا .