عرض مشاركة واحدة
قديم 07/12/2007   #1
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي هل حقا إن الاختلاط أفسد مجتمعاتنا


المحامي : ميشال شماس


مازلت أذكر أنه طيلة اثنتي عشر عاماً كنت أذهب خلالها إلى المدرسة برفقة زملائي وزميلاتي، تحت المطر والثلج، وحر الشمس، وكانت أصواتنا تختلط ببعضها البعض أثناء ترديد الشعار الصباحي "أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة"، هذا الشعار الذي لم يتحقق حتى الآن، كما كنا نلعب سوية في دروس الرياضة، وكنا أيضاً ندخل إلى قاعة الدرس معاً، ونستمع معاً لشرح المدرس، وعند انتهاء الدوام نعود سوية إلى بيوتنا، هذا عدا عن الرحلات إلى المصايف وشاطئ البحر..الخ، ولم يكن يخطر ببالي انه سيتم فصلنا نحن الذكور عن زميلاتنا الإناث في يوم من الأيام.

وهذا ما حدث فعلاً عندما ذهبنا من قرانا في وادي النصارة إلى مدينة حمص عام 1980 للتقدم إلى امتحان شهادة الثانوية العامة، فقد فوجئنا فعلاً لدى دخولنا قاعة الامتحان في مدرسة الخالدية بحمص عدم وجود أية طالبة من زميلاتنا، إذ اقتصر الحضور على الذكور فقط من الطلاب، وبعد الانتهاء من تقديم الامتحان سألت أحد المراقبين عن السبب في عدم وجود طالبات بيننا في هذه المدرسة، فأجابني:" هنا في المدينة يتم فصل الذكور عن الإناث في المدارس الإعدادية والثانوية، فهناك مدارس خاصة للإناث ومدارس خاصة للذكور". فسألته مجدداً عن سبب ذلك، فرد علي قائلاً :"عندما تكبر، سوف تفهم ذلك".


وبعد أن نجحت في امتحان شهادة الدراسة الثانوية، ذهبت إلى كلية الحقوق بدمشق وسجلت فيها. وهناك تعرفت على طلاب وطالبات، من مختلف الانتماءات الدينية والسياسية، ولم يكن هناك أي فصل بين الجنسين حسب ما قال لي المراقب سابقاً، فسألت أحد زملائي في الكلية، لماذا يتم فصل الذكور عن الإناث في مدارس المدينة ، فأجابني:" إن الاختلاط بين الجنسين مخالف للشريعة الإسلامية.. لأن الاختلاط يفسد أخلاق الطلاب والطالبات، خصوصاً في الصغر، وسن المراهقة.. ويدفع الذكور للتحرش بالإناث،وما ينتج عن ذلك من زنا واغتصاب وفساد في الأخلاق". فاستغربت هذا الكلام ..وقلت لزميلي: أنه على مدى الأعوام الأثني عشرة التي درستها بدءاً في المرحلة الابتدائية مروراً بالمرحلة الإعدادية وانتهاءً بالمرحلة الثانوية في ثانوية المزينة الرسمية لم أسمع أن طالباً تحرش بزميلته، أو اغتصبها أو ... الخ، وأكثر من ذلك فعلى حد علمي لم أسمع أنه حدث شيء من ذلك خلال الثلاثين سنة الماضية على الأقل في المدارس والثانويات المختلطة في وادي النصارة بمحافظة حمص.


يا زميلي إني أرى عكس ماتراه، فمنع الاختلاط بين الإناث والذكور في المدارس هو الذي يفسد الأخلاق, وهو الذي يحرّض على الاغتصاب, ويضعف البناء الحقيقي الداخلي لشخصية الفتاة والفتى. وذلك لأن هذا الفصل بين الجنسين عدا كونه مخالف لطبيعة الحياة ومناف للقيم والأخلاق الحقيقية ومخالف للصحة النفسية فإنه سوف يزيد من حرارة الحرمان الجنسي ويؤججه ويضخمه، ويجعل العملية الجنسية تستحوذ على تفكير الإنسان وخياله وأحلامه، مما يؤدي ذلك إلى اندفاع الشباب أفراداً وجماعات إلى التحرش الجنسي والاعتداء على الفتيات لتلبية رغباتهم الجنسية المكبوتة، كما حدث مؤخراً في السعودية عندما اختطف سبعة شبان امرأة واغتصبوها بالتناوب، وقبلها انطلقت مجموعات من الشباب المكبوت في شوارع القاهرة تتراوح بين خمسة إلي 150 شاباً شارك معهم أطفال في العاشرة من عمرهم محاولين إشباع رغباتهم ، فأخذوا يعتدون على الفتيات والسيدات من دون التفرقة بين المتبرجة والمحجبة،المهم هو إشباع تلك الرغبات الجنسية المكبوتة..إلخ



أما الاختلاط بين الجنسين منذ الصغر هو حالة صحية تزيل الرهبة من الأخر كما إن ذلك سيؤدي إلى كسر هيبة الجنس الأخر وإلى الاعتياد الطبيعي على تواجد الجنسين معاً، وهذا بدوره سوف يؤدي إلى التخفيف من الرغبة الجنسية، ويحجمها كثيراً في تفكير كل من الجنسين، حيث تعبر تلك الرغبة عن نفسها في الرحلات والتجمعات والأنشطة الراقية التي من شأنها أن تنمي الشخصية وتهذبها.


والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أي منطق ذاك الذي يفرض منع الاختلاط في الصغر، ثم يسمح به في الكبر؟ وكيف سيكون رد فعل هذا الفتى الذي منع من الاختلاط مع زميلته في المدرسة عندما يكبر؟ والأمر نفسه ينطبق على الفتاة أيضاً عندما تكبر، وكيف سيكون شعور كل منهما حيال الأخر بعد هذا الفصل القسري بينهما؟ لقد غاب عن أصحاب ذلك المنطق الساذج أن شخصية الفرد تبنى من خلال عملية طويلة ومتكاملة تسير بتناغم على هدى من التربية الأخلاقية تزرع تدريجياً داخل الإنسان باختياره الواعي الحر منذ طفولته حتى نهاية العمر. بعيداً عن تربية أخلاقية تُفرض على الإنسان بالجبر والإكراه أو المنع والعزل والوصاية.


أن المشكلة ليست في الاختلاط كما يروج لذلك دعاة الانغلاق، بل تكمن في نوعية مجتمعاتنا وبينتها المنغلقة التي لم تعرف معنى الاختلاط بشكل طبيعي أو عادي، وإن جل ما تعلمته وانتجته مجتمعاتنا هو سعيها الدائم نحو تغيب العقل استهلاك أي شيء قادم من الخارج، وإنجاب الأولاد والركض وراء النساء لاشباع الرغبات الجنسية المكبوتة.على حساب التربية والتعليم. لذلك لم يكن مستغرباً أن ينظر إلينا الغرب على أننا مجرد قطعاناً للتسمين.


لقد حان الوقت لكي نتحرر من الخوف وأن ندرك حقيقتنا مهما كانت هذه الحقيقة مرة وقاسية، وأن نخرج من تقوقعنا على ذاتنا، بالمصارحة والمكاشفة، وأن نعيد الاعتبار للعقل المغيب منذ قرون، حتى يأخذ دوره في ترشيد سلوكنا وإدارة شؤوننا بتفاعل بعيداً عن الاتكال والتلقي الأعمى، وأن نعمل على توفير العلم والتربية الأخلاقية والجنسية لطلابنا في المدارس بعيداً عن الانغلاق والتقوقع. فالمجتمع لايستطيع الوقوف على ساق واحدة مالم ينهض على كلتا ساقيه، ولن يكون كذلك ما لم يقف بجهود كل من الرجال والنساء عل حد سواء




المصدر: موقع الحقيقة




موضوع اجتماعي هام للنقاش


تحياتي


أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04320 seconds with 11 queries