عرض مشاركة واحدة
قديم 23/09/2006   #2
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


ميزة المقاومة في لبنان وميزة المقاومة في فلسطين أنها اختارت كرامة شعبها ومقدساتها وحرياتها وقدمت قادتها وأبناءها وأعزاءها قرابين لترحل الى عرش الله سبحانه وتعالى. اليوم مقاومتكم هزت صورة إسرائيل: صورة الجيش الذي لا يقهر أنهيناها،
مقولة الدولة التي لا تقهر أنهيناها، بجد «خلصنا»، أنا لست أجامل وأطلق شعارات، يكفي أن تقرؤا ماذا يجري في فلسطين المحتلة وماذا يقول الصهاينة وماذا يجري بين جنرالات إسرائيل وقادتها، وها هو (إيهود) أولمرت يحتج علينا اليوم ولماذا نعمل احتفال بالنصر اليوم؟ صحيفة يديعوت أحرونوت أجرت استطلاعا للرأي يقول: من ترى شخصا لائقا لرئاسة الوزراء في إسرائيل،
أولمرت أخذ 7 بالمئة!، ووزير الحرب البطل أخذ واحد بالمئة! هذه إسرائيل المهزوزة في كيانها السياسي والمهزوزة في مؤسستها العسكرية والمهزومة في استخباراتها تغيّرت صورتها اليوم، ولا يستطيع أي حاكم عربي وأي نظام عربي أن يذهب ويقدم تنازلات جديدة ويخضع لشروط مذلة ويحتج لذلك أمام أمتنا ويقول نحن لا نستطيع أن نفعل شيئا مع إسرائيل.
في يوم من الأيام قال رجل كهل كبير في السن عارف بزمانه ومكانه وعصره: لو حمل كل واحد منا دلوا من الماء ورماه على فلسطين المحتلة لزالت إسرائيل من الوجود. عندما يقف مئة أو مئتين أو ثلاثمئة مليون إنسان فبإمكانهم أن يهزموا إسرائيل، عدة آلاف في لبنان هزمت إسرائيل، هــذه الحجة سقطت ونحن يجب أن ندخل الى مرحلة جديدة والى عصــر جديد. العصر الذي نملي فيه شــروطنا على العدو، العصر الذي نستعيد فيها كرامتنا وحريتنا وسيادتنا ومقدساتنا.
إننا في يوم النصر الإلهي وقبل أن أتحدث في الشأن الداخلي، كما في يوم 12 تموز أريد أن أؤكد على وصيتين: قلوبنا ومشاعرنا وأحزاننا اليوم في فلسطين، هي في غزة ورام الله ونابلس، هي في جنين، هي في القدس، هي في كل بلدة وقرية ومخيم فلسطيني يقصف في كل يوم وشاب فلسطيني يقتل في كل يوم وبيوت فلسطينية تهدّم في كل يوم والعالم كله ساكــت، العــالم العربي قبل العالم الآخر. إلى متى سوف يبقى هذا الســكوت، الى متى سنتحمل هذا العار ولا يطــلب أحد أن ترسلوا جيوشكم لتدافــع عن شعب فلسطين؟ فقط لنقــدم الدعم لهذا الشعب، الدعم المعــنوي والسياسي والمالي والتسليحي، وفي فلسطين قــادة وعلماء وفصائل وحركات وشباب ورجال ونساء وأطفال قادرون أن يجددوا المعجزة الإلهية على أرض فلسطين.
والرسالة الثانية هي العراق، العراق الذي يجب أن ننظر إليه كلبنانيين كنموذج لو نجحت الحرب في لبنان كان الأميركيون يريدون تعميم هذا النموذج فيه، نحن في الحرب قدمنا شهداء كلبنانيين، من المقاومة والجيش والقوى الأمنية والدفاع المدني والصليب الأحمر ووسائل الإعلام والمؤسسات والأحزاب المختلفة ومن شعبنا الحبيب، قدمنا قرابة ألف ومئتين شهيد، في العراق كل شهر يقتل عشرة آلاف وخمسة عشر ألفا، في حرب عبثية يديرها ويمولها ويحرض فيها الأميركي والموساد. نحن المقاومة في لبنان هي التي حمته من الحرب الأهلية، البعض يقول المقاومة في لبنان تدفع الى حرب أهلية، أبدا، لو انتصرت إسرائيل لدُفع لبنان الى حرب أهلية، ولسمعتم أصوات الفيدراليات والكانتونات والتقسيم واللغة الإسرائيلية التي كانت ستنطلق من جديد. العراق نموذج يجب أن نتوقف عنده دائما ويجب أن تبقى رسالتنا لشعبنا في العراق الصبر والهدوء والحكمة والتواصل وعدم الوقوع في الفتنة وعدم الرهان على العدو.
أما في لبنان فرسالتنا هي أن خلاصنا جميعا ورجاؤنا وأمننا هو في بناء الدولة القادرة القوية العادلة العزيزة النظيفة، هذا هو الأمل، ومن المفترض أن هذا هو معقد الإجماع بين اللبنانيين. نحن من هنا نعلن وبدماء شهدائنا نعلن ونستبق الأمور ونقول: إن أي كلام في لبنان يتحدث عن التقسيم هو كلام إسرائيلي وإن أي كلام في لبنان يتحدث عن الفيدرالية هو كلام إسرائيلي وإن أي كلام في لبنان يتحدث عن كانتونات هو كلام إسرائيلي. نحن اللبنانيون قدرنا وقرارنا ومصيرنا ومشيئة ربنا أن نعيش معا وسويا في دولة واحدة، نرفض أن تقسم وأن تجزأ ونرفض أن «تفدرل» وأن «تكنتن». الأصل الذي يحمي وحدة لبنان هو بناء الدولة القوية القادرة العادلة، الذي يحمي سيادة لبنان من الأطماع الصهيونية الدولة القوية القادرة العادلة، الذي يعالج الأزمات المعيشية والاجتماعية للبنانيين وللمقيمين في لبنان الدولة القوية القادرة العادلة النظيفة العزيزة، وهذا ما نطمح إليه ونتطلع إليه جميعا. القوية القادرة يعني التي تستطيع وبعزة أن تستعيد كل شبر من أرضها المحتلة، وأن تحمي كل قطرة ماء من نهر الوزاني والليطاني والحاصباني، والتي تستطيع أن تمنع العدو من الاعتداء على سيادتها يوميا، والتي تستطيع أن تطمئن شعبها الى أنها تحميه بحق، تحميه بالسلاح وبالقوة وبالعقل وبالوحدة وبالتحصين وبالتخطيط وبالإرادة الوطنية، أما الدموع فهي لا تحمي أحدا. نحن نريد هذه الدولة القوية والقادرة والعادلة والنظيفة والمستقلة التي ترفض أي وصاية أو هيمنة أجنبية، الدولة الكريمة العزيزة التي لا تخضع لشروط مذلة، والنظيفة التي لا مكان فيها للسرقات ولا للهدر ولا للصوصية. هذه هي الدولة التي نحتاجها.
هذا هو المدخل الطبيعي لمعالجة مسألة المقاومة، هنا نأتي للسلاح «للذين قلوبهم محروقة بدن يحلو مسألة السلاح». أنا أقول لهم لا تعالجوا النتائج وتعالوا لنعالج الأسباب، ناقشونا بالمنطق، المقاومة نتيجة لسبب الاحتلال ولاعتقال الأسرى ولسلب المياه والتهديد للبنان والاعتداء على السيادة اللبنانية وهذه هي الأسباب، عالجوا الأسباب والنتائج يمكن معالجتها بسهولة. عندما نبني الدولة القوية القادرة العادلة التي تحمي لبنان واللبنانيين سوف نجد بسهولة حلاً مشرفاً لمسألة المقاومة وسلاحها. أريد أن يسمع اللبنانيين بوضوح، نحن لا نقول إن هذا السلاح سيبقى الى الأبد وليس منطقيا أن يبقى الى الأبد، هذا السلاح لا بد له من خاتمة ومن نهاية، المدخل الطبيعي أن نعالج الأسباب فتنتفي النتيجة، تعالوا وابنوا دولة قوية عادلة تحمي الوطن والمواطنين وأرزاقهم ومياههم وكرامتهم وستجدون أن حل مسألة المقاومة لا يحتاج حتى الى طاولة حوار. أما أن نأتي بالزمن الذي بدل أن يخرج الإسرائيلي من مزارع شبعا يمدون له الشريط الى الأمام، وبدل أن يحل مشكلة النقاط الحدودية يتقدم الى الأمام في الخيام ومروحين وفي الضهيرة وبدل أن نستفيد من حقنا القانوني من مياه الوزاني يأتي فيمد قساطلا ويسرق مياه الوزاني.
هل هكذا يمكن أن نحمي الوطن وخيراته؟
لذلك أقول إن أي حديث عن «نزع» سلاح المقاومة أو «تسليم» سلاح المقاومة في ظل هذه الدولة وهذه السلطة وهذا النظام وهذا الوضع القائم يعني إبقاء لبنان مكشوفا أمام إسرائيل لتقتل من تشاء وتأسر من تشاء وتقصف كيفما تشاء وتسلب أرضنا ومياهنا، هذا بوضوح لا يمكن أن نقبل به. نحن ما قاتلنا منذ عام 1982 وأمضى الشباب زهرة شبابهم في المقاومة ولم يعيشوا حياة رخاء ورفاه وترف ولا هدوء، 24 ـ 25 سنة في المقاومة لا لتــنتهي المقــاومة وإسرائيل تحتل الأرض وتعــتدي على العرض وتسلب الأمن وتسحب المياه والخيــرات. أبداً لا والله. هذا هو الخيــار الصحيح الطبيعي المنطقي العــاقل المسؤول الوطني.
أما الخيارات الأخرى، أريد من هذا المهرجان الكبير وبحضور هذه الوجوه الطيبة والكريمة وهذا الجمهور الذي ينتمي الى كل الطوائف في لبنان والى كل المناطق في لبنان والى عدد كبير من التيارات والأحزاب السياسية، أريد أن أقول لهم: إن الرهان على إنهاء المقاومة بالضغط والتهويل والحصار هو رهان خاسر. إن الرهان على إنهاء المقاومة من خلال جرها الى فتنة مع الجيش اللبناني كما يفكر البعض هو رهان خاسر، الجيش والمقاومة أخان عزيزان حبيبان لا يمكن أن يفصل بينهما أحد. والذين يراهنون خارجا وداخلا وأينما كان هذا المراهن على نزع سلاح المقاومة من خلال حرب جديدة إسرائيلية أو غير إسرائيلية أحيلهم على (وزيرة خارجية العدو تسيبي) ليفني ووزير حرب العدو ومن موشي أرينز ووزير الدفاع الأسبق الاستراتيجي وليسمعوا منهم الجملة الواضحة وأعيدها على مسامعهم، كنا نريد ـ هم يقولون ـ تفكيك حزب الله بالكامل لكننا اكتشفنا أن أي جيش في العالم لا يستطيع أن يفكك تنظيما كهذا التنظيم. وأنا أقول لهم إن أي جيش في العالم لن يتسطيع أن يلقي سلاحنا من أيدينا وقبضاتنا طالما أن هذا الشعب الوفي والأبي يؤمن بهذه المقاومة، أنا لا أهدد بالسلاح، أنا أراهن على هذا الشعب الذي يحتضن المقاومة، أراهن على تلك المرأة الكبيرة في السن الجليلة التي وقفت بين الدمار وقالت: بيتي في بيروت تهدم وبيتي في الجنوب تهدم ونحن مع المقاومة ومع سلاح المقاومة، وقال آخر وأخرى وآخرون: إذا السيد حسن «بيسلّم السلاح بيكون خاين»، وأنا أقول لهم: أعاهدكم يا شعبنا الأبي والوفي والعظيم إني لا أطمح أن أختم حياتي بالخيانة بل بالشهادة.
كل هذه الرهانات هي رهانات خاسرة لأن هناك شعبا في لبنان ومقاومة في لبنان ترفض الاحتلال والذل والهوان والاستبداد والإهانة، وحاضرة أن تقدم أنفسها وأبناءها وأعزاءها من أجل الوطن. لبنان اليوم، بلا مبالغة، هو في منطقة الشرق الأوسط لم يعد كبيرا هو قوة عظمى بكم، يحسب لكم كل حساب ويحسب له الغرب كل حساب وتحسب له إسرائيل كل حساب، وينظر إليه العالم المظلوم والمستضعف باحترام وتقدير واعتزاز وفخر.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


 
 
Page generated in 0.08253 seconds with 11 queries