عرض مشاركة واحدة
قديم 07/05/2009   #6
zico
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ zico
zico is offline
 
نورنا ب:
May 2005
مشاركات:
11

افتراضي


نجاد.. كان يخاطبنا


عندما ألقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، كلمته التي شن فيها هجوما على إسرائيل، ووصفها بالدولة العنصرية أمام مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية، المعروف بـ«دوربان الثاني»، فإنه لم يكن يخاطب المجتمع الدولي بقدر ما كان يخاطبنا.

فما قاله نجاد، أمس، عن إسرائيل لم يكن إلا نسخة مخففة وملطفة، من كلام طالما ردده في السابق، إذ سبق للرئيس الإيراني أن توعد بمحو إسرائيل من الخارطة، ووصفها بأنها غير شرعية. كما سبق له أن قال أيضا، إنه ليس بمقدور إسرائيل البقاء، وإن المحارق النازية ليست إلا أسطورة. وإذا تذكرنا كل ذلك اليوم سنلاحظ أن نجاد كان لطيفا يوم أمس في كلمته.

فمن الواضح أن خطاب نجاد كان أساسا موجها للشارع العربي والإسلامي، ومجرد عملية شحن لبطاقة إيران، كشحن بطاقات الهاتف الجوال مسبقة الدفع. فما الذي سيقدمه كلامه للقضية الفلسطينية، أو في حق الأراضي العربية المحتلة؟

سبق لنا أن توعدنا برمي إسرائيل في البحر، وقلنا ما لا يقال، فما الذي بوسع نجاد إضافته، بل إن كل ما فعله نجاد يوم أمس، هو أنه دفع المجتمع الدولي للالتفاف حول إسرائيل، ومقاطعة المؤتمر من أجلها، ومن لم يقاطع من الأساس غادر القاعة احتجاجا.

خاض العرب مع إسرائيل قرابة 6 حروب، ناهيك عن المعارك الجانبية، التي لا يمكن وصفها إلا بالحروب، خسرنا فيها مئات الآلاف من القتلى والجرحى، واحتُلت لنا مدن وأراض، وخسرنا ثروات طائلة، فهل يكفينا اليوم الكلام؟

هل خسرت إيران نخلة من أجل فلسطين؟ هل قدمت طهران قتيلا على جبهة المعارك أمام إسرائيل، فذاكرة الأمس القريب تقول لنا إن الإيرانيين منعوا من المشاركة في حرب غزة الأخيرة، ومن أعلى مرجع إيراني.

فهل نحن في حاجة إلى كلام وخطب وتهديدات. بالطبع لا، فنحن بحاجة إلى أفعال، والأفعال التي لمسناها يوم أمس، هي التي ضاعت في صخب خطاب أحمدي نجاد، ومقاطعة الدول الغربية لخطابه، وما دار حوله. فالأفعال الحقيقية التي قامت بها إيران أمس، هي أمر القضاء الإيراني بآلية استئناف «سريعة وعادلة» لملف الصحافية الإيرانية ـ الأميركية روكسانا صابري، المحكومة بثماني سنوات سجنا بتهمة التجسس. فقد قال رئيس السلطة القضائية الإيرانية آية الله محمود هاشمي شهرودي، في بيان له إنه «ينبغي أن تعالج مختلف أوجه هذه القضية في الاستئناف بطريقة عادلة ودقيقة وسريعة». وكان نجاد قد طلب من مدعي طهران القيام «بما هو ضروري لضمان احترام العدالة والدقة في دراسة الاتهامات» الموجهة ضد صابري.

هذا أمر، أما الأمر الآخر، فهو اجتماع نجاد مع الرئيس السويسري، أول من أمس، وسويسرا هي المعنية برعاية المصالح الأميركية بإيران، منذ أزمة رهائن السفارة الأميركية. هاتان النقطتان اللتان تستحقان المتابعة أكثر من خطاب نجاد الموجه للعالم العربي والإسلامي.


المصــدر : جـريدة الشرق الاوسط/ طارق الحميد
http://www.aawsat.com/leader.asp?sec...031&state=true
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04392 seconds with 11 queries