عرض مشاركة واحدة
قديم 08/12/2005   #200
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


لم أقابل "الأستاذ" سومر من قبل بشكل مباشر أو وجها لوجه و لكن كنت أسمع عنه كثيرا و كانت جلسات كاملة تعقد بين شخصيات كبيرة يكون الحديث عن "الأستاذ" سومر محورها ,سومر فعل كذا سومر كان سببا في كذا و" الكذا" طبعا من الخوارق التي لا يستطيع "أجتراحها" أحد غير سومر بما يملكة من "طاقات" و قدرة خلاقة و رؤية مستقبلة تسبق سنه و تعليمة و تسبق عصرة و قد تسبق سرعة الضوء وفوق كل ذلك قرابة عائلية وثيقة مع السيد الرئيس.من هذه "الكذا" الكثيرة التي كان سومر سببا فيها أنه تدخل شخصيا في ترتيب أوضاع الجيش الوطني و قد كان يطلق علية قبل أن تضبطه اصابع سومر "جيش أبو شحاطة" و قد أستطاع سومر بما يملك من قدرات نابلويونية عسكرية على تشكيل قوة عسكرية جديدة قوامها آلاف الجنود و مئات من قطع الأسلحة الحديثة القادرة على الضرب في الأعماق و نشرها حول الجبال المحيطة بالعاصمة لضرب اي تحرك معاد.ثم كان لسومر دور و نفوذ في تشكيل الأتحاد الفكري و هو منظمة غير حكومية تقبل في عضويتها كل من حصل على تعليم عال و نشط في مجال ثقافي أو فني فضم أليها الكتاب و الشعراء و الفنانين و التشكيليين و هوبذلك جعل التوجه التقافي و الفكري العام يسير بثقة و قوه و تنظيم الى غايته المنشودة في التحرر و التطور و الرفاه,فوحد أغلفة الكتب المنشورة و جعلها ذو لون أزرق سماوي مميز يرمز الى الحرية و الأنعتاق و زين الصفحة الأولى بصورة صغيرة للسيد الرئيس و هو يبتسم وقد وضع على عينية نظارة طبية تدل على أن ذلك الرمز الهام قد أستهلك عينيه في القراءة و التحصيل و قد كتب تحت الصورة عهد على متابعة النضال ولو بالورق و الكلمات و الثقافة.

طبعا كان لسومر تواجد فعال في إطلاق سلسلة من التماثيل الصلصالية و الحجرية التي أنتشرت في ساحات القطر و أستقدم لإجلها أفضل النحاتين و التشكيليين العالميين في محاولة منه لإبراز الوجه الثقافي و الحضاري و قد نجح في ذلك الى حد بعيد فقد تحولت الساحات العامة الى منصة حجرية يتربع فوقها تمثال لرمز وطني هام يرفع يده أو يغمز بعينه أو يجلس بإسترخاء حذر ويتأبط كتابا أو بندقية يحيط بالمنصة الحجرية بقعة خضراء ترويها مرشات تخرج رأسها من الأرض و تطلق رذاذا منعشا و حول الجميع بركة مائية مسقسقة "يبلعط" فيها البط و الأوز.

كنت معجبا بفكر الأستاذ سومر و تواقا للقائه لأستقي بعضا من أفكارة الخلاقة بما يفيد مجال عملي و لكن الوصول أليه كان صعبا جدا فوقته ثمين جدا يقاس بالثواني و أجزائها,لأنه علاوة على الدور التنموي الذي يقوم به يدير مجموعة شركات عملاقة يقدم من خلالها خدمات كبيرة للمواطن و الوطن فقد تمنع وزارة ما لسبب من الأسباب سلعة ما فتقوم أحدى شركات الأستاذ سومر بإستيرادها بما يملكه من قوة تأثير و حضور على الدولة فلا يحرم المواطن مما يريد و لا تكسر الدولة كلامها أما السلع التي تقوم شركات الأستاذ سومر بالتعامل معها فكثيرة و متنوعة و متشعبة منها مثلا أقلام الحبر الجاف و السائل و الساعات الثمينة و الأفلام السينمائية و حقن "الكولاجين" اللازمة لنفخ الوجه و الصدر و المؤخرة و كانت الأسواق تعاني من عجز في تأمين هذه المادة الإستراتيجية فقام الأستاذ سومر فإستيرادها و أستخدم ما يملك من نفوذ لعدم دفع قيمة الجمارك لتصل هذه السلعة الى المواطنه بأقل الأسعار و بالجودة المطلوبة للمحافظة على وجه و مؤخرة الوطن النضره.

كنت أسمع عن أخلاقيات سومر العالية و تعامله المهذب الراقي فقد كان يقود سيارته بنفسه في شوارع المدن و بالسرعة المحددة و كان يطبق القوانين المرورة بحذافيها و قد سمعت مرة أنه ذهب بنفسه الى إدارة المرور لدفع مخالفة وقوف ممنوع و أصر على أن يدفع مبلغا ضخما تكفيرا عن ذنبة بل ذهب الى ابعد من ذلك بكتابة تعهد و قسم مغلظ بأنه لن يعود لمثلها أبدا. و كان مضطرا للوقوف ذلك اليوم في وجه حاوية لجمع القمامة مما أخر عملية إفراغها في الوقت المحدد وقد وجد رجال البلدية أنفسهم مضطرين الى سحب سيارته بعيدا و تحرير المخالفة اصولا.كانت هذه القصة مشهورة و منتشرة على نطاق واسع بما لا يقارن مع أنتشار قصصي "الهزيلة".

رغم الحضور الطاغي لسومر على كل الاصعد لم يكن شخصية إعلامية يعني أنه لم يكن يظهر في نشرات الأخبار كرجل رسمي لأنه في الواقع لم يكن في أي منصب رسمي من مناصب الدولة و لم يكن يحضر الإحتفالات الوطنية في أعياد الدولة و لا أجتماعات الكبار,و لكن أصداؤه كانت مجلجلة في كل ميدان.

عندما دخل سومر الى مكتب أبو مكنى شاب يافع حسن المنظر مبتسم أنيق الثياب نظيف تفوح منه رائحة زكية يتحرك بهدوء,هب أبو مكنى من مكانه كالملسوع و قفز صوب سومر حانيا قامته و هامته مصافحا بكلتا يديه و باشا بعبارة فرحة مرحبة :أهلين أستاز سومر,هز سومر رأسه في أجابة على التحية و تابع تقدمة وقفت على قدمي ووسعت فمي الى أقصى درجة دون أن أظهر اسناني كتعبير فرح لمقدم سومر مد يده نحوي طأطأت هامي و مددت كلتلا يدي محاولا تقليد أبو مكنى في طريقه بالسلام عليه و عاد صوت ابو مكنى للتضرع بهدوء أقرب الى الخشوع : الواوي...الوزير...أبتسم سومر أبتسامة العارف الواثق و أجاب الأستاز واوي معروف و لكن هذه المرة الأولى التي أقابله فيها وجها لوجه...حاولت تقليد صوت أبي مكنى, مجددا أنه شرف كبير يا أستاز سومر أن اقابلك. نظرنا الى بعضنا البعض ثم مد سومر يديه الأثنتين و جلس بموجهتي شد أبو مكنى كرسي جانبي و جلس ثم جلست بعد أن جلس الجميع و ركزت نظري الى وجه سومر الذي لم يضيع وقته الثمين فبدأ مباشرة كلامه نحوي: سمعت عنك و أعرف الكثير من الإنجازات الكبيرة التي قمت بها في سبيل الوطن و نحن نشكرك على هذا الجهد و نريد منك أن تتابع بنفس الهمة و النشاط,بقيت متابعا كل كلمة ينطقها و تابعت صمتي حتى تأكدت أن أبو مكنى لن يتكلم فشكرت سومر على ثقته ووعدته بمزيد من الجهد و عرضت عليه الأرقام الكبيرة التي وصلنا أليها فقد تضاعف أعداد الثروة الحيوانية و كميات و الفروج و البيض و قلت له أنه يمكنني أن أوزع لكل مواطن بيضتين ونصف دجاجة يوميا. أثنى سومر على همتي مجددا و عرض علي فكرته الخاصة بالإكتفاء الذاتي من القمح و هو المحصول الإستراتيجي الذي يكفل أستمرارية مد السوق بالغذاء و الحفاظ على كفاية المواطن و أظهر الكثير من معلوماته الغذائية بأن أوضح لي أحتياجات المواطن الذي يزن سبعين كيلوغراما الى ما يقارب ألفان و خمس مائة سعرة حرارية و هو ما يمكن أن يتوفر من بضعة أرغفة من الخبز و بعض البيض و قليل من لحم الدجاج ,و غايتنا أعطاء مواطننا هذه الكمية ليبقى سعيدا و مسرورا و مبتهج,طبعا لم يخف ابو مكنى حسه الأمني حين عقب على سرور المواطن بقوله أن المواطن يجب أن يبقى هادىء و ليس أفضل من أشباع البطون في المحافظة على الهدوء,سومر كان يريد تجنب هذه النقطة فرمق أبومكنى بنظرة تأنيب لطيف ثم نظر ألي نظرة أخيرة بدت لي أنها نظرة متفحص مختبر ثم وقف و قال تشرفنا بمعرفتك عن قرب يا واوي ثم أعطاني بطاقة عليها رقم هاتف بدون اي اسم و قال كلمني على هذا الرقم فقد أحتاج أليك لنجلس مرة أخرى و أنصرف بسرعة و هدوء كما دخل ,بقينا واقفين لبرهة قصيرة ثم كسر ابو مكنى الصمت قائلا :كلمه و تابعه و نفذ ما يقول بالحرف الواحد و بدون مناقشة و ضع عينك على رئيس وزرائك أنا سأنقع رأسه و عليك أن تحلق له على الزيرو....يلا لشوف.

غادرت أبو مكنى و برأسي أسئلة كثيرة حول هذا الأجتماع و مقابلة الأستاذ سومر لم يطلب أشياء كثيرة و بدا لي أنه جاء ليراني فقط لا غير و لكن لماذا لم يتصل بي مباشرة و أنا أعرف أنه قادر على الإتصال بأكبر شخصيات الدولة بدون أحم ولا دستور,و لماذا كانت هذه المقابلة عن طريق أبو مكنى و ابو مكنى لم يحدثني قبلا أنه على علاقة بمثل هذه الشخصية الهامة...لم أجهد نفسي بإيجاد الأجوبة و قررت أن أكثف جهودي لمرحلة قادمة تبدو أنها حاسمة لأقفز قفزة نوعية الى الأمام.

فهمت إشارة سومر حول القمح و الإكتفاء الذاتي و عرفت أن النجاح بهذا الأمر سيسهل أمر أنتقالي الى موقع آخر و لكن مع التركيز على شخص رئيس الوزراء الحالي و إظهارة بمظهر " الكر" الذي يحمل أسفارا.و أنا كنت أظن أنه مجرد كر بدون أي أسفار و العواصف التي تحيق به كافية لتحويلة الى عصف مأكول و لا يحتاج الأمر الى أكثر من صابونة أخيره تجعله يتوسد أرض الحمام عاريا مكشوف العورة.و سيكون محصول القمح الذي سيحملني الى الأعلى نفسه الذي سيطيح برئيس الوزراء الى الهاوية و موعدنا بيدر السنة المقبلة.

طلبت من ساعدي الأيمن السنجري تسطير كتاب عاجل و سري الى السيد رئيس الوزراء بحاجة الوزارة الى كميات كبيرة من بذار القمح المحسن المغربل حسب أعلى المواصفات لتوزيعة على المزارعين و مزارع الدولة لأننا قررنا وبتوجيه مباشر من الأستاذ سومر جعل القمح محصول مكتفى ذاتيا لنتستغني عن أستيراده من الذي بيسوى و الذي "لا يسوى" و يكفي بقى أرتهان للآخر بسبب حفنة من القمح.




طبعاً

يتبع...

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05302 seconds with 11 queries