عرض مشاركة واحدة
قديم 25/01/2006   #207
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


نتابع



تلبية دعوة ابو مكنى او بالأحرى الإمتثال لأمر بالمجىء كان الشيء الذي لا يحتمل تسويفا و لا مماطلة بشكل انعكاسي و بدون تدخل العقل او اية أداة إرادية أخرى, كنت أتجه الى مكتبه بعد تلقي الأمر بالمجىء ,و هذه المرة لم تشذ عن سابقاتها رغم أني اصبحت رئيس الوزراء ومن "أكبر روؤس البلد" بإعتبار ان البلد متعدد الروؤس, و بموجب الدستور فأنا من يرسم السياسات الإقتصادية و يخطط للميزانية و يقود سياسات الدولة و تحت يده تقع كل الأجهزة الأمنية و لكن رغم هذه الكمشة من الصلاحيات و رغم أني أعرف أن ابومكنى يعرف هذه الأمور, لكني ذهبت أليه ركضا و أنا اتوقع شتائم أو توجيهات أو اوامر أو اشياء ذات صلة و ربما يريد ان يسألني عن وضع ابنه الدراسي, فهو يتصرف بشكل غير متوقع أطلاقا, فقد يحدثني عن اشياء تافهة لا قيمة لها و يرسم على وجهه كل الجدية التي في الدنيا , و قد ايقظني مرة في الثانية بعد منتصف الليل فذهبت أليه بعد أن ظننت أن انقلابا قد حصل و لكنه شرع يحدثني عن أوجاع بدأت تتسلل الى ظهرة و تنتقل الى رقبته ,كنت أنتظر أن ينتقل بالحديث الى شيء مهم و لكنه استمر يصف ألامه بكل دقة و تفصيل, ثم أنهى حديثه بقولة تضرب أنت و الي بيحكيلك شو بهيم, أنا عم قلك ظهري عم يوجعني و أنت فاتح تمك متل المسطول العمى شو بينشد الظهر فيك. و يبدو أن ابو مكنى ساعتئذ لم يكن يعرف الوقت و ربما لم يكن يقيم تلك الأهمية للوقت أو لي و كل ما يهمه شخص يحدثه عن أوجاع الظهر و تمكنها منه و قد كان يتحدث بحماس لا يقل عم حماسه عند الحديث عن امر يهم الدولة.أو ربما يختبر سرعة أستجابتي له وربما الأثنين معا.

كان يجلس باسما خلف مكتبه و عتقدا يديه أمامه و على يسارة علبة صغيرة لفت بأوراق ملونة لم اشك أنها هدية, و لأول مرة يقوم ابو مكنى عندما أدخل و يستقبلني بالترحاب غامر و بأيدي مفتوحة و يعانقني بحرارة و ضحكة مدوية متقاطعة مع جملة ذات طعم ترابي :أهلا برئيس وزرائنا العظيم, وضغط بيدية على يدي بطريقة قدامى الأصدقاء الأوفياء, لم أتبين جملته هل هي جاده أم مستهزئة لأني أعرف ان ابو مكنى لا يأخذني على محمل الجد ابدا رغم دعمه الغير محدود و لولا هذا الدعم لما وصلت الى هذا المركز المهم.أخذني من يدي و أجلسني مقابله و بدا يحدثني عن فرحه الشديد بي و أنني الرجل المناسب الذي ينتظره البلد و شد على يدي من جديد ثم تناول العلبة الموضوعة على مكتبه و ناولني اياها قائلا هذه من "أخوك " ابو مكنى.أرتعدت فرائصي عندما نطق بهذه الجملة لأنه ذكرني بزيارتي الأولى و كمية الرعب التي ألقاها في صدري عندما كان يحدثني عن الإخلاص و الأخوه تذكرت النظرة ذاتها و اللكنة ذاتها و كان يومها يعرض علي منصب "جاسوس" صغير لحسابه في دائرتي و اليوم يعرض علي هدية صغيرة لا أعرف ماذا فيها . لم تعجبني فكرة "أخوية "أبو مكنى و خاصة في هذه المرحلة ,ابتعلت ما سال في فمي و أغلقت عليه بقوة و تناولت هديته بيد مرتعشة متخوفة شد يده على هديته و دفعها نحوي و كأنه يدفع خنجرا الى صدري, فتناولتها و نظرت في عينيه نظرة باسمة حاولت أن اضع فيها شكري و تقديري و لكن أعرف أن نظرتي كانت مليئة بالشك و التجوس لم يبدو أنه تأثر بنظري ,ترك هديته في يدي و تحرك بخفة ليجلس خلف مكتبه متشاغلا بما بين يديه من أوراق عرفت أنه يقول هيا أنصرف حييته مستئذنا بالخروج لم اسمع ردا واضحا منه وقفت لحظة مترددا ثم خرجت.

وضعت الهدية الى جواري و أنا اقود سيارتي عائدا,كنت أسترق النظر أليها بخوف و ريبه و كأنها حية تريد انتهاز فرصة للإنقاض علي ,لا أعرف لماذا هاجمتني كل تلك الوساوس من هدية ابو مكنى لم افكر كثيرا ماذا يوجد فيها لم أحاول أن اقدر وزنها و كل ما خطر لي أن ابقى بعيدا عنها,كانت الهدية الأولى و كلمة الشكر الأولى و عناق العرفان الأول الذي خصني به ابو مكنى لذلك كانت كميات التوجس و الخوف و الريبة كبيرة جدا.

وضعت الهدية في أعلى مكان في مكتبي و كأني أحاول أن ابعدها عن جسدي أكبر مسافة ممكنة و لم يخطر لي أن اتعامل معها كهدية من صديق و لم يخطر لي مثل هذا الخاطر ابدا و كل ماكنت أفكر به مقدار الخطر الذي يكمن في داخل هذا العلبة و خيل لي أنني و بجرد أن أفتحها سيحصل انفجار كبير سيحطم مكتبي و الوزارة و البلد و ربما الكرة الأرضية برمتها,لذلك حافظت على شريطها الحريري المغلق بعناية و ابعدتها عني ,بل حاولت نسيانها و لكنها كانت تتراقص امام عيني عند كل حركة ,تنتصب أمامي تذكرني بصاحبها و نظرته المريبة و شتائمه المقذعة اصبحت هذه الهدية و منذ أن أصبحت رئيسا للوزراء كتميمة الشؤم لا أرغب بفتحها و لا هي تغرب عن وجهي ابدا,و اصبحت ملازمة لي كل الوقت الذي أقضيه في مكتبي.

لم احرق سفني و لا يمكن أن افعل جعلت السنجري وزير دولة و صارعت كثيرا لأضعه في منتصب كهذا لأنني بحاجة الى رجل من وزنه على مقربة مني و لكن زوجته المثيرة اصبحت بعيدة جدا لم أعد أشتهيها كما كنت أفعل من قبل و لم يحاول السنجري أن يعرضها مجددا و لم تمض ايام قلائل في منصبي الجديد حتى نسيت كل شيء يتعلق بها و لم يبقى منها في ذاكرتي الا وجه ابله و فخذين مثيرين و مؤخره.

الإصرار على السنجري كلفني كثيرا لأن ابومكنى كان يريد حصة من الوزارة و رؤساء أفرع الأمن كل يريد حصته و قواد الفرق العسكرية كانو يريدون حصصا من الوزارة و دا تقسيم الوزراة و كأنه تقسيم لكعكة عيد الميلاد و بدا الصراع على كراسي الوزراء كصراع الأطفال على لعبة صغيرة و تحول الأمر الى شتائم و مزايدات علنية و مخفية و وكنت في المنتصف كالأبله كل مهمتي توصيل الرسائل الشفوية من هذا الى ذاك فقد قال لي قائد فيلق التحرك السريع إذا كان قائد فرع الكمائن يريد وزير الزراعة و التموين فأنا أريد وزارة العمل و التجارة و قل له أنني لن اقبل بغير ذلك هدأت خاطره و قلت له و لكن السيد رئيس وحدة الصواريخ بعيدة المدى يريد ابو وطفى وزيرا للتجارة فهل ترضى ان يزعل رئيس وحدة الصواريخ و صواريخة قادرة على دك أبعد و المواقع, لم يبد قائد فيلق التحرك السريع خوفا من الصواريخ بعيدة المدى و لا من قائده وقال ليذهب الى الجحيم هذا الجحش عندما يتعلم صيد السمان يستطيع أن يعين وزراء قال صواريخ قال.تشكيل الوزارة أصيب بإنتكاسات كثيرة و كلما رقعت جانبا سرعان ما ينهار بعد تدخل أحد رجالات الدولة و لكن للحق كان رئيس الفرع الخارجي للأمن الخاص أكثرهم هدوءا و اقلهم أنفعالا و لم يكن له مطلب أكثر من وزارة العدل ظننت أن مثل هذه الوزارة ربما تكون بعيدة عن براثن القوم و لكن عرفت فيما بعد أن السيد رئيس فرع الأمن الخارجي الخاص كان لا يؤمن بالتجارة لا بالصناعة و يحب "الخرج الناشف", و كنت أسعد الناس بهذا الميل لأنني نفذت طلبه و بقي بعيدا عن المساومات الأخرى.

حملت تناقضات و مشاكل الوزراة الى أبو مكنى و كان على أتصال يومي بي ليعرف التقدم في التشكيل و يطمئن على حصته الوزارية ,هرب أبو مكنى من الأمر و قال هذا و ذاك جماعتي و الباقي فخار يكسر بعضو بتحمل حالك بتفز و تروح لعند المعلم خليه يشوف البلد كيف ماشي العمى بيقلب الناس ما عد حدا استحى.عرفت أن أبو مكنى لا يريد الدخول بخصومات جانبية و رحل الأمر الى السيد الرئيس,حملت أوراقي و أنطلق الى حيث القصر الجمهوري.

كان الرئيس يجلس بإسترخاء على كرسي مريح في مكتبه و قد خلع جاكيتته و حذاءة و أمامه كأس مته و أبريق مليء بالماء الساخن و كان قد أنتهى للتو من لقاء وفد المغتربين السوريين في الأرجنتين وقف خلف لباب أنتظر الأإذن منه بالتقدم رفع كأس المته بيده و شفط شفطة طويلة ثم نظر ألي و قال تعال..تعال..شو عندك..أقتربت منه الى أقرب مسافة و قلت له يئست ياسيدي الرئيس يبدو أن تشكيل الوزراة كالعمليات القيصيرة أبتسم الرئيس بود و قد أعجبه التشبيه و قال لا قيصيرة و لا شي أنت مكبر المسائل قعود هون لقلك جلست على كرسي مجاور و فتحت أوراقي كنت قد سجلت أسم كل "متنفذ" و تحته أسماء مرشحيه و الكراسي المقترحت .أخذ الرئيس مني تلك الأوراق و بدأ يقلب فيها يشطب من هنا و يزيد من هناك ثم توقف عن ورقه بعينها و نظر ألي قائلا ميسنو هادا..أقترب الى حيث يشير كان الرئيس يشير الى أسم السنجري .ابتسمت بحب و قلت سيدي الرئيس هاذا كان مساعدي و أرغب أن يبقى معي..أبتسم الرئيس و أتسعت أبتسامته أكثر و هو يقول لي و كأنهه ينفحني بقشيشيا..تكرم عينك أنت بتستاهل يا واوي..ناولني السيد الرئيس خلاصة تشكيلاته و قال أعلن هذا التشكيل و أكتب قراره و تعال كي أوقعه لك و كل من يعترض حط صباطك بتمو..

يتبع..

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04733 seconds with 11 queries