عرض مشاركة واحدة
قديم 22/07/2009   #3
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي


الكسل وعلاقته بالوراثة والجينات

أشارت دراسة أولية هامة، أجريت على مجموعة من حيوانات المختبر، أن الكسل الذي يعانيه البعض قد يكون بتأثير جيني خارج عن إرادتهم، مؤكدين أن اختباراتهم كشفت وجود مجموعة من العوامل الوراثية التي تحدد مستوى نشاط المخلوقات.

وقال الدكتور تيموثي لايتفوت، الذي ترأس فريقاً علمياً عمل على هذه الدراسة في جامعة شمال كاليفورنيا، إن أبحاثه أثبتت وجود 20 موروث جيني يعمل بشكل متناغم في هذا الإطار، مؤكداً أن الاختبارات التي اقتصرت حتى الآن على مجموعة من الفئران ستنتقل قريباً لبحث احتمال وجود الظاهرة عينها لدى البشر.

ويشير العالم الأمريكي إلى أن مجموعة الفئران التي أجريت الاختبارات عليها خضعت لتأصيل جيني بناء على سرعة ونشاط أسلافها قبل الاختبار.

ويتوقع لايتفوت أن يكون لجينات الفئران نظائر لدى البشر، ويقول في هذا الإطار: لقد وضعنا خريطة جينية شبه مكتملة للنقاط التي تتصل بالنشاط الجسماني، تمهيداً لتطبيقها على الإنسان، وذلك وفق ما نقلته مجلة تايم عن دورية جورنال أوف هيريدتي العلمية.

وأضاف: في الماضي، كنا نقول إن النشاط مسألة مرتبطة بالإرادة، لكن يمكننا اليوم أن نشير إلى وجود عوامل جينية مسؤولة أيضاً.

وكشف لايتفوت، أنه اهتم بدراسة احتمال وجود عوامل جينية مسؤولة عن نشاط أو كسل المرء منذ سنوات، وذلك بعدما شغله سؤال بديهي، يتعلق بالسر الذي يدفع بعض الناس لتجاهل القيام بالتمارين الرياضية رغم إدراكهم لأهميتها.

وعمد العالم الأمريكي بادئ الأمر إلى تأصيل سلالتين من الفئران، إحداها نشطة، والأخرى تعاني الخمول، وجرى بعد ذلك تزويج مختلط للجيل الثاني من السلالتين النقيتين، نتج عنه 310 فئران، وضُعت في أقفاص مستقلة ضمن نفس الظروف.

وجرى قياس السرعة والمسافة التي يقطعها كل فأر يومياً، وبعد ثلاثة أسابيع، فُرزت الفئران وفق هذه المعطيات لتحديد الفئة الجينية التي تنتمي إليها.

وتشير الأرقام إلى أن الفئران النشيطة قطعت ما بين ثمانية إلى 12.8 كيلومتر يومياً على العجلة الموجودة في أقفاصها، بما يعادل لدى البشر الجري لمسافة 64 إلى 80 كيلومتراً، أما الفئران الكسولة، فلم تتجاوز أكثر من 500 متر يومياً، بل وحوّل بعضها عجلة الجري إلى سرير أو حمام.

وبعد البحث، وجد العلماء الجينات التي حددوها على أنها مسؤولة عن الحركة موجودة لدى 75 في المائة من الفئران النشيطة، غير أنهم أقروا بأن مستوى نشاط الحيوانات، رغم ما أظهرته الدراسة، لا يعود بالكامل إلى الجينات، غير أنها بالتأكيد مسؤولة عن 50 في المائة منها.

ورغم أن لايتفوت وفريقه تمكنوا من اكتشاف الطابع المتناغم لعمل هذه الجينات، غير أنهم لم يعرفوا آلية تحركها بعد، ويطرح لايتفوت هنا خياراً من اثنين، يقوم الأول على أن العوامل الوراثية تؤثر على عمل العضلات بشكل يجعلها تستخدم الطاقة بشكل أكبر وأكثر فعالية، وإن كانت الفحوصات التي جرت على أنسجة الفئران لم تثبت ذلك. أما الثاني فيقوم على فرضية أن النشاط يتأثر بعمل كيمياء الدماغ الذي يتشكل بناء على التركيب الجيني، وتكون الحركة بذلك خاضعة لذات الشروط التي تخضع لها حاجات الجسم وطبائعه، مثل الجوع والإدمان والمزاج.


يتبع ...

// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03299 seconds with 11 queries