عرض مشاركة واحدة
قديم 28/12/2005   #1
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

Lightbulb مسنجر .....بلوزة سوداء !!!


المسنجر... مثل كومة "البزر" ما إن تدس يدك فيها "لتفصفص" أول حبة حتى تجدك منساقا دون أن تدري لمتابعة "الفصفصة" حبة فحبة إلى أن تقضي عليها حتى آخر حبة، تقفز أمامك الكلمات ملونة والحروف معجونة بالوجوه الضاحكة أو الباسمة أو "المستحية"، أو مزوقة بورود حمراء يانعة وقلوب قانية مولهة تضفي على الحديث المكتوب عطرا فتعطيه شكلا تلتهمه العين منتظرة ما سيأتي، تشدك النافذة المفتوحة التي أمامك إليها بقوة حتى تتمنى أن تدس عنقك فيها لترى الطرف الآخر، وعندما تعجز عن إلقاء نظرة عليه /عليها تنتظر بلهفة جمل الحوار القصيرة وتحاول تقليبها قبل أن تكتب عبارتك التالية. فكرة غريبة أن تتحدث إلى شخص عبر نافذة صماء كهذه ولكنها مغرية ومتحدية ومحفزة. وقد تخلق فيك دفقا "تدلقه" في الحديث فيشتعل متخطيا الحاجز الأثيري وقد ينقلب الآخر المختفي إلى حقيقه يمكنك أن تلمسها... أو تشمها.

"تطاول" لكي يلفت نظرها، واحتال على الكلمات والمواضيع ليشد منها كلمة أو التفاته. كان يجدها مشاكسة مشاغبة لا تدخل موضوعا إلا و تخلف وراءها مقهى كالذي خلفته نانسي عجرم في أغنية "أخاصمك آه"، أعجبه شموخ كلماتها وتلقائية تعبيرها، والكثير من الوجوه الغاضبة والمنزعجة التي تنثرها بغير حساب بين السطور القليلة، كان يحاول أن يعيد قراءة ما تكتبه بكل عناية ويحاول اعتصار كل كلمة ليستنطقها عن الأنثى المختبئة خلف تلك الحروف، وكلما توغل في القراءة توغلت عنده قناعة أنها جدار عال لا يمكن القفز فوقه. لذلك كان مرتبكا ومأخوذا عندما وجد نفسه أمامها "مسنجرا لمسنجر".

انتظر أن تتكلم ولكنها لم تفعل ازدادت حيرته وبحث في ذاكرته عن كلمة مناسبة لتكون أول كلمة يقولها، أراد أن يكون مميزا، لم تسعفه القريحة بأكثر من كلمة:
- مرحبا .... انتظر قليلا قبل أن يكتب كلمته الثانية: كيفك... ردت بكلمة واحدة وجدها مقتضبة وجافة: منيحة... توقف أكثر وانتظر أكثر كان توتره يزداد كلما زادت فترة صمتها، كلمة "كيفك أنت؟" التي جاءته من الطرف الآخر أعطته ثقة بنفسه ليسارع إلى الكتابة أنا منيح.. منيح كتير... وتكسر الجليد ثم انساب الحديث بهدوء ورقة وود.. سألها:
- عيونك
- بنية
- شعرك
- أسود
-بشرتك
-حنطية
تخيل الوجه الحنطي المتوج بشعر أسود وذهب بعيدا وتصور يديه تغمضان العينين البنيتين... أفاق على العبارة القافزة أمامه وأنت؟... قال لها أنا غير مهم.. قالت له وما هو المهم قال لها أنت...بعد عينيك وشعرك ووجهك، أصابعك يديك جسدك... كانت تجيب وتسهب فيقفل عينيه على كل كلمة ويضيفها إلى الرسم الذي بدأ يتكامل في رأسه.

جميلة ودودة بعيدة عن الشغب أخذ بيدها وضمها بقوة وألصق عنقها بأنفه كانت رائحة "الدراق" الناضج تنطلق من جسدها فيشد ساعديه عليها وتأبى رائحة الدراق أن تتوقف. فتح عينيه على وجه غاضب محمر يثب من النافذة الرابضة أمامة وعبارة مزمجرة تقول لماذا لا ترد... لملم نفسه وما زالت رائحة الدراق تكويه... على ماذا.... ما هو لونك المفضل...آآآ لوني المفضل الأسود... ترسل وجها ضاحا وآخر.. لماذا تضحكين.. لأنني ألبس بلوزة سوداء الآن... توقف قليلا... و تساءل بلوزة سوداء.... أرسليها إلي... وجه ضاحك وسلسلة ضحكات ثم توقف ثم لا كبيرة... أتكلم بجد أريدها أرسليها إلي... هل تتكلم بجد.. نعم.. أرسليها أريد هذه البلوزة السوداء... ولكن قبل أن ترسيلها.. أريدك أن تلبسيها فوق جسدك مباشرة لا تضعي تحتها شيئا أبدا دعيها تلامس بشرتك وتتشبع من رائحتك دعيها تمتزح بك ثم أرسليها كما هي....

قلب بيده البلوزة السوداء نشرها أمام ناظريه وكورها بيديه ضمها إلى صدره ورفعها إلى وجهه كانت رائحة الدراق تملأ أنفه وتملأ سماء الغرفة وتملأ الكون... شدها بقوة إلى وجهه ونام.







الواوي
*********

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03846 seconds with 11 queries