الموضوع: رحلــة موت
عرض مشاركة واحدة
قديم 12/11/2008   #3
صبيّة و ست الصبايا personita
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ personita
personita is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
بلاد الغُرب أوطاني
مشاركات:
932

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : وشم الجمال عرض المشاركة
اليوم ذكرى وفاة صديقة غالية على قلبي,,,عاشت سنين طوال وهي تصارع السرطان,,,وفي نهاية المطاف,,,,اختارها الموت مع انه ما كان اختيارها,,,
هنا سأكتب لحظات الوداع الأخير,,,قصتي مع وداع آلاء,,,

وألف شمعة لروحها,,,,


كل ما لديها خاضع لنظرية النفاذ,,,اشتهاها الموت البطئ فأخضعها لساحة تجارب لا تنتهي,,,
أي عدل قد يختزن في قضاء يشرق من ثناياها ذاكرة بحجم وجود,,,روح وجسد,,,
أجل,,كانت أنثى بحجم وطن,,,أضاعها الوطن فأغدقت على حكاباه مطراً من دموع,,,,

استرسل القدر في سخريته ليشعل من بقاياها رمادا وحطبا ,,,
بن السماء والأرض انتَظَرت الفرح ,,,وتحت الأرض وجَدَت من رفاتها قصصا وحكايا لا تنتهي,,,
عشِقَت الحياة,,,
ورسمت ابتسامة بيضاء نقية على طول الطريق,,,مرت الأيام تلو الأيام,,,وكل في كل يوم جديد,,تكون معجزة الحياة,,,قاوَمْتُ كثيرا كي لا أصادفها ,,,لم أشأْ أن أكون المتواطئة الأخيرة ضدها ,,,وبعد جهد ومجاهدة,,,دخلت ذاكـ المشفى,,,ركبت المصعد,,,صادفت عينا طفل ذوتا بدون قدرة على فتحهما ,,,كان مُتْعَب,,,متألم,,,كان بأحضان والد يصرخ,,,ليتني مكانكـ يا بني,,,أجل أقسم انه كان يقولها ,,,ليت الوجع يحاصرني ولا يمسُّكـ,,,
بكيْته بحرقة,,,قبلته قبلة الوداع الأخير,,,لم أعرفه ولكني تقاسمت معه عبء الإنسانية أجمع,,,منحته بعضا من دفء كيما يرافقه في رحلته إلى الموت,,,,

وصلت إليها,,,رجاء,,,حبيبتي ابكِ أكثر وأكثر فهي اختكـ التي تحتاج للإرتواء من دموعنا,,,,,
عمو أبو فادي,,,,آآىىىه كم كان يلزمكـ من الشجاعة كي تظل واقفاً دون أن تنهار باكيا ,,,أنت من كنت تصارع الموت أكثر,,,,,
أم فادي,,,,كم كانت رقصة الموت تغرس من الخناجر في صدركـ العاري إلا من الوجع,,,,


يتبع,,,,
تجربة الموت جدا تصعق فينا الحياة.. و لكأننا لا ندرك أنها النهاية المكتوبة على جباهنا.. و لكأننا لا نصدق عندما ينتزع منا جزءا من القلب أو الكبد..لم نتعلم في المدارس كيف نستقبل ذلك الآتي لا محالة.. بطيئا كان أم خاطفا كالبرق، له طعم النصل.. و هل نتعود يوما على طعم النصل؟

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04163 seconds with 11 queries