17 كانون الأول
إن كلمة ساعة ترتدي عادة معنى بسيطاً يشير إلى الوقت . أما في الكتاب المقدس فإن " ساعة الله " تحمل معنى روحياً خاصاً . إنها تشير إلى نقطة تحول في حياة إنسان أو في تاريخ البشرية من خلال عمل خاص يقوم به الله . و أنا الآن في عمري المتقدم أعلم حق العلم أنه ليس بإمكاني أن أعرف مسبقاً متى تأتي " ساعة الله " كما أنه ليس باستطاعتي أن أفرض الوقت الذي فيه يتدخل الله في حياتي بطريقة خاصة . لذلك فهو يطلب إلينا أن نعيش في يقظة . فالله سيأتي إليك و إلي متى يشاء و كيفما يشاء . إننا نحاول أحياناً أن نفرض على الله سلوكاً معيناً و كأننا نريده مطواعاً كالآلة . و لكننا سرعان ما نكتشف ، و بألم عميق أحياناً ، أن الله ليس كذلك . و إن الأوقات و الأزمنة كلها رهن إرادته و أن طرقه ليست دائماً طرقنا . فما علينا نحن سوى أن نكون متيقظين مستعدين لأن نتقبل تلك اللحظات . و يبدو لي أحياناً أن الله يتدخل عندما نقترب من حدود اليأس و عدم القدرة على تحمل أعباء الحياة . و لكن قسماً من الثقة التي لنا بالله أنه سوف يأتي في اللحظة المناسبة و الطريقة الفضلى . عليك أن تسمح لي بأن أكون ما أشاء و عليّ أن أدعك تكون ما تريد أن تكون ، و على كل منا أن يقبل الله في حياته كما يشاء أن يأتي و متى يشاء .