عرض مشاركة واحدة
قديم 13/05/2009   #11
شب و شيخ الشباب مـــــداد
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ مـــــداد
مـــــداد is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
القاووش التحتاني..
مشاركات:
59

إرسال خطاب MSN إلى مـــــداد
افتراضي المزمور الثاني..


(المزمور الثاني)..

جَارتي تُوقظ الباب عَويلاً ولا تكفُّ عن طرقهِ.. ترمي بحفنة منَ الكلامِ الكثير، أردُّ على ذلك الصوت المُتبعثر مِن أسفل الباب بحفنة مِن عَلَف الكلام لِتخرسَ بَعدها فتنسحبُ مُتواريةً بين الظلام كغانيةٍ تَخشى أن يَراها الناس في الضُّوء. أو كشيطانٍ على حافّة القدَر يُغني للصمت.. بصمتْ. ويحوكُ بصوته على نولِ الموتِ كفناً.. لي.

أمسكُ الناي وأرسلُ فيه موجات من الزفير الموبوء، ليعزفَ هو الآخر صوتَ البُكاء ويُرثي (إنانا) التي اغتصبها (شوكليتودا)، كما اغتصبَ الألم بَكارتي هذا المَسَاء.
صاحبُ الوجه الممهور بالتعاسة يلتقطُ عينه الساقطة من دموعهِ فيرى فيها نَافذة قد افترشت سَماءها سُحبُ حزنٍ سوداء ودخّان (سيجارٍ) من تبغٍ محليٍّ رديء.. يرمق فيها حروباً.. دماءً.. أشلاء.. آلام.. موتى.. جثث.. عفن.. مرض.. كوليرا.. عشيقة هاربة.. وجوه.. أجساد منسلخة.. منافقين.. خونة.. مشانق..

أرمي بالناي نحو المدفأة ليشتعل هو الآخر فوق مدفن الصور، ونظراتي تتسلق تلك الصور. تُمطر عيناي من جديد لعنات؛ لعنات استماتة وانهزام في آن واحد.. والنار تنهش طرائدها من الوجوه الموشومة. أُحصي ما تبقّى لديّ من أعضاء كي أطمئن عليها، أرتكب جريمة الأصابع فأتحسس ذنوبي المغتسلة بمطر الفجيعة الذي ما زال يندلق من سراديب ترشق القهر.. ويلتصق بي ظلّي كي لا أتوه عن بقايا قبري المنبوش المليء قيحاً.. وجراحاً متخثرة.. آه كم أودّ لو أذوب وأنعدم كهلام في هيولى أسود ولا يبقى مني شيء للذاكرة.

زُرني هــنــــــــــــا
http://NJ180degree.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02293 seconds with 11 queries