عرض مشاركة واحدة
قديم 21/02/2006   #2
شب و شيخ الشباب واحد_سوري
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ واحد_سوري
واحد_سوري is offline
 
نورنا ب:
Feb 2006
المطرح:
كوكب الارض
مشاركات:
549

إرسال خطاب MSN إلى واحد_سوري بعات رسالي عبر Skype™ ل  واحد_سوري
افتراضي


لكن في إحدى الليالي امتنع عن العمل بتلك المسائل و بدلاً من ذلك راح يشرب القهوة (بغير عادته) و انشغل بأمور أخرى . و استيقض في صباح اليوم التالي ، و توجه نحو الأوراق المليئة بالمعادلات و الأرقام ، فجلس في لحظة تأمّل ، فحمل القلم ، و راح يكتب الحل المناسب بشكل أوتوماتيكي دون تردّد و كأنه يعرف الجواب مسبقاً .
ـ أما الجزء الثاني ، فقد أستلهمه بينما كان في رحلة استكشافية بعيداً عن جو الدراسة و المعادلات و أي شيء له صلة بالرياضيات . ظهرت الفكرة فجأة في ذهنه بينما كان يصعد إلى الباص ، فاحتفظ بها في ذاكرته حتى عاد إلى أوراقه و سجّلها .
ـ أما الجزء الثالث ، فقد استلهمه بينما كان يسير على شاطئ البحر خلال عطلته الأسبوعية ، بعيداً عن جو الدراسة .
ـ و الجزء الرابع الذي كان الجزء المكمّل للنظرية ، فراوده عندما كان في الخدمة العسكرية , و لم يكن مهتماً أصلاً بأي شيء يخصّ الرياضيات ، فانتظر فترة طويلة من الزمن حتى أنهى الخدمة الإجبارية و عاد إلى موقع دراسته و أعلن النظرية .
ـ مرّ بهذه التجربة الغامضة الكثير من الأكاديميين و الموسيقيين و الفنانين و كل من عمل بالمجالات الفكرية المختلفة . لكن الغريب في الأمر أن معظمهم كانوا يستلهمون الحلول المناسبة أثناء نومهم .
ـ الموسيقار "غوسيبي تارتيني" عازف الكمان الإيطالي المشهور ، من كبار الملحّنين في القرن الثامن عشر ، استلهم معزوفته المشهورة "معزوفة الشيطان" THE DEVIL SONATA ، من خلال حلمه الذي قابل فيه الشيطان و تحدّاه في إبراز مواهبه الموسيقية عن طريق عزف كل واحد منهم لمقطوعة موسيقية على آلة الكمان ، فقبل تارتيني التحدّي ، و جرت المبارزة....، و عندما استيقض تارتيني من نومه ، كان الّلحن الذي عزفه الشيطان لا زال منطبعاً بوضوح في ذاكرته ، فأسرع إلى كتابته ، لكنه نسي خاتمة المقطوعة ، فاضطرّ إلى أن يضعها جانباً لمدّة عامين كاملين ، إلى أن سمع في منامه يوماً , رجل موسيقي متجوّل ، أعمى ، يعزف تلك الخاتمة التي فقدها ، و كان ذلك الرجل الأعمى يقف مباشرتاً تحت نافذة تارتيني .
( كل من يسمع تلك المعزوفة التي لا تخلو من سحر خاص , يلاحظ بوضوح أن مصدر الإلهام قادم من مكان غامض أبعد من تناول عقل الإنسان ) .

ـ الشاعر الإنكليزي "سامويل تايلور كولردج" اعترف بأنه استلهم قصيدته المشهورة "كابولاي خان" أثناء نومه ، دون أي تدخّل من عقله الواعي ، لكنه نام ليلتها على كرسيه بينما كان يقرأ في كتاب يروي قصّة ذلك القائد المغولي الشهير .

ـ الروائي الشهير "روبرت لويس ستيفنسون" صرح أن معظم كتاباته كان يستلهمها من شخصيات كان يراها في أحلامه . إحدى تلك القصص المستلهمة كانت قصته المشهورة "الدكتور جيكل و السيّد هايد" . و من قصصه الشهيرة : جزيرة الكنز .
ـ الكيميائي الألماني "فون ستراد وينتز" أنسب نتائج تحليله للبنية الحلقية لنواة البنزين إلى حلم راوده أثناء نومه و ظهرت فيه أفعى على شكل حلقة و ذنبها داخل فمها .
ـ الفيزيائي الألماني "أوتو لواي"، الحاصل على جائزة نوبل في تجربته على أعصاب الضفدع ، أنسب تلك التجربة إلى حلم راوده أثناء نومه .
ـ إحدى الأمثلة المثيرة عن الإلهام المباشر ذكرت في كتاب للبروفيسور في علم النفس"فريدريك مايرز" بعنوان "شخصية الإنسان و بقاءها بعد موت الجسد" ، يذكر فيه حادثة حصلت مع الدكتور هـ.ف. هلبركت ، البروفيسور المختص في دراسة "الأشوريين" في قسم التاريخ في جامعة بنسلفانيا ، فيقول :
لقد بذل هذا الرجل محاولات كثيرة ، و ذهبت جميعها سدى , لحل رموز بعض النقوش و الكتابات المحفورة على قطعتين أشوريتين هما عبارة عن كسرتين مصنوعتين من العقيق . و قدّر بأنها تعود إلى فترة معيّنة من التاريخ البابلي ، و قد تمكّن من ترجمة بعض الكلمات الموجودة على إحدى هاتين القطعتين ، و وضع الاستنتاجات و الشروحات التي استخلصها في كتاب موضوع أمامه للطباعة .
و كان حينها يشعر بالخيبة و عدم الرضى لأنه لم يستطيع حلّ الرموز الأخرى . كان ذلك في إحدى ليالي شهر شباط عام 1893م . أوى إلى فراشه منهك القوى من كثرة التفكير ، فاستسلم مباشرة للنوم ، و بعدها راوده الحلم ، عبارة عن كاهن طويل القامة ، في الأربعينات من العمر ، يرتدي عباءة بسيطة ، و قاد البروفيسور إلى حجرة الكنز الموجودة في الجهة الجنوبية الشرقية من المعبد ، ثم توجه الكاهن إلى البروفيسور بالقول أن استنتاجاته المتعلقة بقطعتي العقيق كانت خاطئة ، و باشر برواية تاريخها الحقيقي ، و ذكر كيف كان هو شخصياً من بين الكهنة الذين قاموا بكسر ثلاثة قطع من اسطوانة عقيق منقوشة و أن هناك اثنتين من هذه القطع قد تحوّلت إلى حلق و وضعت في أذني الإله "بل" . أما القطعة الثالثة ، يتابع الكاهن ، فلن يستطيع أحد إيجادها ، فقد ضاعت للأبد .. و بعدها اختفى الكاهن . عندما استيقض البروفيسور قام برواية هذا الحلم لزوجته كي لا ينساه ، و راح يعيد فحص قطعتي العقيق و وجد أنها كانت فعلاً ، و بدون شكّ ، قطع تابعة للاسطوانة ذاتها . و على ضوء هذا "الكشف" كان قد تمكّن من جمع القطعتين و حلّ رموزها بالكامل . فقام بتغيير منهج كتابه كليّاً .هذا الحلم الغريب كان بلا شكّ نتاج حقيقي صادر من العقل الآخر مع العلم أن جميع المعلومات التي أعطاها ذلك الكاهن كانت داخل ذهن البروفيسور . لكنها أخمدت في البداية و تفكّكت من قبل العقل الواعي (بسبب انشغاله بشؤون حياتية أخرى) ، فكان من الضوري أن يستلم العقل الآخر زمام الأمور(أثناء النوم) ليتمكّن بعدها من تزويد صاحبه بالإلهام و الرؤية و البصيرة المناسبة ، لكن بطريقة خاصة و غير مألوفة أحياناً .
هذه الظاهرة تفسّر مفهوم قديم كان معروفاً عند أسلافنا ، يتمثّل بعملية "التسخير" قبل النوم . و لا بدّ من أن الكاهن الذي قابله البروفيسور في حلمه يمثّل مفهوم "الروح المرشدة" التي عرفها القدماء وكانوا يتواصلون معها أثناء نومهم أو غيبوبتهم أو أي شكل من أشكال الوعي البديل بمفهومنا الحاضر .
و ماذا عن الشيطان الذي قابله الموسيقار "تارتيني" في المنام و عزف له ذلك اللحن الجميل ؟ هل يمكن أن يكون تجسيداً للمخلوقات التي تحدث عنها القدماء ؟
ربما هذا يفسّر أهمية "الحلم" و مكانته الخاصة عند القدماء ، الذين اعتقدوا أن الروح ترحل عن الجسد أثناء النوم و تسافر إلى عالم الأرواح و تلتقي معهم و الحصول منهم على أجوبة تساؤلات المختلفة .
قام المصريون القدماء ببناء هياكل عظيمة تسمى هياكل الأحلام . و كان الناس يسافرون إلى تلك الهياكل من جميع أصقاع البلاد ، جالبين معهم الأعطيات و القرابين للآلهة المسئولة عن عالم الأحلام . يطلب منهم الكاهن في الهيكل أن يستلقوا و يناموا و في ذهنهم السؤال الذي يريدون جواباً له ، فينامون و يستيقضون بعد فترة و في حوزتهم الأجوبة المناسبة لمسائلهم المختلفة .
و هناك حالات كثيرة لا تتطلّب التفكير و التركيز في موضوع معيّن أو الاستخارة قبل النوم ، و أن الحلم ليس الطريقة الوحيدة التي يتواصل بها الإنسان مع العقل الآخر .
فالمخترعون و الفنانون و غيرهم من المبدعين الفكريين ، لم يبدعوا بواسطة الاستخارة أو الحلم أو التركيز أو أي جهد عقلي آخر .
بل كان يأتيهم الإلهام بسهولة دون سابق تحضير . ( جميعهم يتميزون بحالة الشرود الدائم و ينشدون الوحدة و الانطواء ، كأنهم يعيشون في عالم آخر ) .
ـ كما هو الحال مع المخترع "توماس أديسون" ، الذي أهدى العالم المئات من الاختراعات و الأفكار الجديدة ، و أكثر من (1000) من هذه الاختراعات كان لها أثر مباشر على عملية انتقال أمريكا إلى القرن العشرين .
ـ أما المخترع "نيكولا تيسلا" (مخترع التيار المتناوب) ، فقد استلهم أفكار و اختراعات قبل زمانها بوقت طويل . و قد انتظرت تلك الأفكار (حبراً على ورق) لفترة طويلة من الزمن ، حتى قام العلم باكتشاف عناصر و مواد جديدة ، فتمكّنوا بعدها من تطبيق تلك الأفكار على الواقع و الاستفادة منها .
ـ و الموسيقيون مثل "باخ" و "بتهوفن" و "برامس" ، فيبدو أن هؤلاء العظماء كانوا على تواصل مع العقل الآخر ، فقاموا بتأليف أروع الموسيقى التي سمعت على الإطلاق

سأصير يوماً ما أريد......(محمود دوريش)
لازم يضل شي جواتنا عم يقول لأ (مارسيل خليفة)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07189 seconds with 11 queries