23أيار
قد يفوت البعض منا أنه بعد ان نفصح عن أفكارنا واحكامنا وقراراتنا لا يزال عندنا ما نشارك فيه الاخرين . ولكن في الحقيقة إن ما هو فريد عندب ، وما يفرق بين الآخرين وبيني ويجعل من اتصالي الشخصي اتصالا يعرّف عن خصوصية ذاتي ـ، إنما يبقى في مستوى شعوري الخاص وعواطفي .
إذا كنت أريدك في الحقيقة أن تعرف من أنا ، فلا يكفي ان أقول لك ما يجول في فكري ، بل علي أن أبوح لك بعمق مشاعري، وهذا هو المستوى الثاني . إن أفكاري وأحكامي وقراراتي قد تكون كلها تقليدية . وإذا كنت أنتمي مثلا ً إلى حزب سياسي كنت واحدا ً من مجموعة ...
أما مشاعري التي هي وراء أفكاري وأحكامي وقناعاتي ، فأنفرد بها أنا لوحدي . ما من أحد يناصر حزبا ً سياسيا ً أو يعتنق قناعات دينية ، أو يلتزم بقضية بالشعور نفسه الذي عندي أو بالحماسة أو الخمول عينه . وما من أحد يختبر شعوري بالخيبة أو معاناتي أمام الخوف ، أو يحس بآلامي ، وما من أحد يناهض الحرب بالا متعاض عينه أو يعيش وطنيته بالطريقة ذاتها .
إنها مشاعري على هذا المستوىمن الاتصال ، هي التي علي أن أشاركك فيها إذا أردت أن أقول لك حقيقة من أنا .