الموضوع: شواطىء....
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/06/2009   #186
صبيّة و ست الصبايا وهج البراءة
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ وهج البراءة
وهج البراءة is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
وداعاً .... أخوية
مشاركات:
966

افتراضي


انا يا رفاقي


ما عدت أتسلل إليهم ليلا كـعاشق هزت اغصانه رياح الحنين


ولا أتقصى أخبارهم بقلق أم


ولا أتجول في طرقاتهم بثقل أسير يغادر وطنه


ولا أحصي عدد الوجوه المشوهة، ولا ركام الاقنعة المتساقطة أمامي


ولا اقرأ ما ينحتون على جدرانهم من الزيف عني


ولا انصت لهم من خلف الغرف..ماذا يقولون وماذا يتقولون


وماذا يقذفون وماذا يزعمون وماذا يفترون




انا يا رفاقي


ما عدت أتوقف على أطلالهم.. أقيس اتفاع ركامهم تحتي..أزيل غبار التفاصيل معهم


وأبحث بين الركام عن دموعي ومشاعري وشموعي وأتذكر بآلم:


هنا كتبتُ ، وهنا ضحكتُ ، وهنا بكيتُ ، وهنا خُدعت وهنا ظُلمتُ ، وهنا صُلبت وهنا قُتلتُ




انا يا رفاقي


ما عدت أزور مقابرهم حزينة .. مكنسة الفلب .. أعرِّف قلبي على تُرابهم:


هذا قبر أقرب الناس إليَّ .. وهذا قبر أخت أحبتني في الله يوما ورحلت


وهذا قبر صديقة أمنتها ظهري وطعنت


وهذا قبر أخ ظننت أن أمي لم تلده


وهذا قبر عقرب بثت سمها في المكان.. فلدغت وشتت وفرقت





أنا يا رفاقي


ما عدت ازور مدينتي التي شيدتها يوما لعينيه..وزينتها لنساء الأرض


حتى كدن يغلقن أبوابهن عليه.. ويصرخن به (هيت لك)


تلك المدينة يا رفاقي كانت لي وطناً .. كتبت بها ما كتبت، وسردت بها ما سردت.. ونزفت بها ما نزفت


وتركت عشاق الأرض بين سطورها يقرؤون رسائلي إليه.. ويبكون




يتبع..

كنت بالأمس كلمة صامته في خاطر الليالي
فأصبحت أغنية مفرحة على ألسن الأيام
وقد تم هذا كله في دقيقة واحدة مؤلفة من نظرة وكلمةو تنهدة وقبلة

(الرائع جبران خليل جبران)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04218 seconds with 11 queries