عرض مشاركة واحدة
قديم 13/11/2007   #2
شب و شيخ الشباب ASH
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ ASH
ASH is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
للأسف مابعرف وين الله حاططني!!!
مشاركات:
3,680

إرسال خطاب MSN إلى ASH
سوريا الجزء الثاني


عرفَ الرحبانيان، كما عرف الذين عالجوا مسألة الحرية، أن بيت القصيد في الحياة الإنسانية، هو أن التحرر لا يمكن أن يكون مغنماً نظفر به مرة واحدة وإلى الأبد، بل هو واجب يومي يحتم علينا العمل للظفر به حيناً بعد حين.
والحرية مظهر لصراع إنساني مستمر، وليس في الدنيا شيء يمكن أن يضمن للشخصية أن تظل حرة. يصر الرحبانيان مع ذلك، على حتمية انتصار الحرية في (آخِر الآخِر). ولست أدري من أين جاءهما هذا اليقين؟
وعلى أية حال فنبوءتهما ذات شقين، تحقق أحدهما حتى الآن، لأننا ما زلنا منذ فجر الحياة نشاهد استمرار المعركة من أجل الحرية، فهل يتحقق الجانب الآخر من النبوءة في آخر الآخِر وفي سهول الزمان؟ كما قالا بصوت فيروز، في مسرحية زنوبيا التي لم ترَ النور على خشبة المسرح.
عندما يقتحم الإمبراطور الرومي أسوار تدمر عاصمة زنوبيا ويأسر الملكة العظيمة، تصرخ (زنوبيا) في وجهه: أورليانُس الانكسار بيمضي، والانتصار بيمضي.. وبكرا بالأيام، تدمر اللي انكسرت، وروما اللي انتصرت، اتنَيْنتهن حجار، وإنت وأنا تمثالين، في ساحة الآثار.
لكن، بكل زمان ومكان، بدّا تطلع روما، تطغي وتظلم.
وبدَّا تطلع تدمر ترفض الظلم... وبآخِر الآخِر، بسهول الزمان، بتنتصر تدمر، تدمر الحرية تدمر الصرخ، اللي بقلب الإنسان... بالأمس القريب كتب كارلوس فوينتس: (الحرية مأساوية، لأنها تُدرِك ضرورتَها وحدودَها في آنٍ معاً).
الوطن الرحباني
اتُّهم الرحبانيان بأنهما صنعا وطناً من خيالاتهما، أوهما الناس بأنه موجود فعلاً، وجسداه على المسرح، إمعاناً في الإيهام... لعمري، إن لم تك هذه وظيفة الفن، فماذا تكون؟ الوطن الرحباني، ليس مكاناً أو أرضاً، في كثير من الأحايين، على رغم أن فيروز قد غَنَّت من شعر سعيد عقل:
لي صخرةٌ، عُلِّقت بالنَّجم أسكُنُها
طارتْ بها الكُتْبُ.. قالتْ: تلك لبنانُ
إلا أنها، وفي القصيدة نفسها لا تعطي المكان قيمة لولا الناس، فتُنشد: أهلي (...)
من حفْنَةٍ وشذا أَرْزٍ كفايَتُهم
زُنودُهمْ، إن تَقِلَّ الأرضُ.. أوطانُ
الأمكنة مع ذلك كثيرة، وذات أسماء معروفة وموجودة على الأرض.. مينا الحبايب بيروت.. وبعلبك ومشغرة ووادي التيم وتنورين وغيرها. ومنها أوطان متخيلة، مثل ميدا في مسرحية يعيش يعيش، وسيلينا هالة والملك، ولست متأكداً من عدم وجود ضيعة في لبنان اسمها ميس الريم، لفرط ما أصبحت هذه التسمية متداولة بعد عرض المسرحية التي تحمل الاسم نفسه.
غير أن الوطن الرحباني يبقى الإنسان، فالأرض هي تلال الزارعين، هي السهول (اللي بتنبت سنابل ورجال وهياكل)، وبيادر مزروعة رجال. لأن (شجر أراضيك (تعني لبنان) سواعد أهلي الشَجَّروا.. وحجار حفافيك وجوه جدودي الـ عَمَّروا..
ولربما شفَّ الوطن، وحَلَّقَ في اللاملموس واللامرئي إلا بعيني الحلم والخيال، فيصبح لبنان، (تلجك المحبة وشمسك الحرية).. أو يا تراب اللي سبقونا.. يا دهب الزمان الضايع.. وقد يُختَصر الوطن كله في إنسان حبيب:
أنا لا أرضٌ ولا وطنٌ
أنا عيناك هما سكني

卍»•ஐThere Is No SadnesS Without Joy,And There Is No Joy Without Pain ஐ•«卍
كيف اتوبك يا اطهر ذنوبي و اوقف عند حدي و انت ذنب لا غفره الله لي ولا لي عنه توبه
كتب الله أن تكون دمشق بك يبدأ وينتهي التكوين
أهي مجنونة بشوقي إليها هذه الشام أم أنا المجنون
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03433 seconds with 11 queries