المـكان : مـكتب الـمحقق مصـطفى ..
الـزمان : 7 و نصف صـباحا ..
تـصل سـاره و الـقهوه مـعا ..
يـقف الـمحـقق فـيحمل الـقهوه و ينتظر حـتى تجـلس ساره ثـم يغـلق الباب , يضع القهوه
على الطاوله المستديره في الوسط.. و اخـيرا يـجلس مـقابل سـاره على كرسي المتهمين !
و يقول: لم ات ِ بـك الى هـنا كـي نتـابع التحقيق ! يبتسم ثم يتابع ..
اردت ان انزل عقوبه على احد - غـير مساعدي - بان يتناول الـقهوه معي اليوم .. فمزاجي الصباحي لا يتقبل القهوه وحيده .. و لم اجد مزنبا يستحق هذه العقوبه اكثر منك !
ساره : و مزاجي الصباحي لا يتقبل الماء دون قهوه ..
المحقق: لكني على ثقه بان القهوه التي تحركيها انتي تختلف عن طعم القهوه التي حركها ماهر اليوم ..
ماهر هو مساعدي الاصغر و الاقرب ..
سـاره :اذكر ان ماهر كان اسم صديقي المقرب ايام المدرسه الابتدائيه .. بقينا معا الى ان صار في الثامنه عشر ..
لقد علمني يوما كيفيه القفز من فوق سور المدرسه .. و كنا نقفز من فوقه في الايام التي تسبق الاعياد و المناسبات السعيده و نقوم بزياره جده .. الذي كان بدوره يوزع علينا حلوى و بعض السعاده
و يروي لنا قصصا عن التاريخ .. لم اكن اجيد تزكرها لكنها كانت ممتعه ..
كان المحقق يستمع و يبتسم ثم قال : و اين هو ماهر الان ؟
ساره: ماهر كان جرحي الاول ..
الـمحقق (( يرفع حاجبيه )) : ؟!
سـاره : قتل في الحرب .. او اني لا ادري حقيقه ما حصل فلقد خرج من القريه يوما ..
و قيل بعد اسبوع انه مات في الحرب .. و لا احد يعلم الحقيقه ..
لكن على الرغم من ان جـثته لم تدفن في القريه و لم يرها احد !
فانا اؤمن انه ان لم يكن قد مات في الحرب فقد مات بداخلي .. شهيدا لاول محاوله عاشقه ..
المـحقق : هي كذلك دائما المحاولات الاولى للعشق .. تبدأ بالشهاده .. فلا تحزني صديقتي ..
ساره : صــديقتي ؟!
الـمحقق : همم ! محقه, يجب الا نكون اصدقاء فيوكلُ بقضيتك الى محقق اخر , و اعود الى معاقبه ماهـر بتناول القهوه الصباحيه معي ..
(( يـضحك و يتابع )) ماهر يخشى من قهوتي, فهو يعلم ان مزاجي الصباحي لا يتقبل الكثير من العمل
و مع ذلك فانه لا ينادني الا بسيدي , و يضرب لي التحيه .. مما يثر غضبي فأنهال عليه بالتوبيخ !
يـضحكان معـا ً ..
يطرق احدهم الباب .. يجيب مصطفى : تفضل !
يدخل ماهر .. يلقي التحـيه العـسكريه .. و يقول: هناك من يطلب مقابلتك سيدي .
المـحقق: من هو ؟
مـاهر: شاب يقول انه يحمل معلومات عن قـضيه السيده صوفـيا ..
المـحقق: دعه ينتظر بعض الوقت ..
يخرج ماهر و يغلق الباب خلفه بنفس الاسلوب العسكري المتقن..
المحقق: سأستأذن من حضورك لاجلك .. فالقضيه تهمك على ما اظن .. (( يبتسم )) اكملي قهوتك هنا ..
و سأذهب بالشاب الى غرفه اخرى ..
يتجه نحو الباب ليخرج لكنـه يسترق النظر من شق الباب و يقول .. يمكنك سماع فيروز لكن اياك و الهرب ..
تضحك و يخرج ..