عرض مشاركة واحدة
قديم 23/07/2005   #52
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


العولمة : (بالتفصيل)

هى تعنى إزالة الحواجز بين الدول على صعيد التجارة وحركة رؤوس الأموال وغيرها ، وهى فى تقدير معظم الباحثين طغيان ثقافة عالمية واحدة على الثقافات القومية والمحلية المتعددة ومحاولة إبتلاعها والحلول محلها ، والعولمة ترتبط بظروف جديدة نشأت فى عالم القطب الواحد ونشأت فى دنيا أصبحت فى حجم القرية الصغيرة يترابط أنحائها بالأقمار الصناعية وقنوات التليفزيون وكل وسائل البث والإتصالات الإعلامية والثقافية .
والعولمة تعنى بالأساس أربعة أمور وهى :-
1- تفكيك الدولة ككيان سياسى
2- تمييع وتذويب مفاهيم الوظيفة الإجتماعية للدولة
3- إعادة صياغة العلاقة بين رأس المال والعمالة
4- تغير شامل للقيم طبقاً لمفاهيم الليبرالية الجديدة

وتنطوى العولمة على نوعين من التيارات الفكرية :-
النوع الأول :- لا مفر من قبوله بغير تحفظ بناء على زعم أن العولمة هى تطور من أجل صالح الإنسانية جمعاء ، ومن أنصار هذا الرأى ( هارفى ) الذى يرى أن ظاهر العولمة تعكس التطور السريع للترابط بين المجتمعات والمؤسسات والأفراد على نطاق العالم لكى تجعل المسافات الجغرافية أقصر والشعور الإنسانى أقرب كما أنها توسع من العلاقات الإجتماعية التى تحكم حياتنا وتعبر بها من السياق المحلى العتيق إلى السياق الدولى الشامل .
وأنها أصبحت ظاهرة حتمية وهى تعتمد على ثلاث أسس :
- تكنولوجيا المعلومات
- حرية التجارة الدولية
- التوسع فى الأسواق العالمية
النوع الثانى :- يرى خلاله البعض أن العولمة نوع من أنواع العالمية إستقرت له ملامح فى أعقاب سقوط القطبية الثنائية بمعناها التقليدى وفى أعقاب إنهيار دولى قائم على أيديولوجيتين متعارضتين وهى تأكيد لفكرة أننا جميعاً أصبحنا ننسب أنفسنا إلى عالم واحد وقيم واحدة وأيديولوجية أساسية .
بعد أن كان النظام الدولى السابق قائم على الهرمية بمعنى أن الدولة ذات السيادة هى اللبنة الأساسية وإتصافها بصفة السيادة تعنى أنه ليس هناك سلطة تعلو سلطة الدولة ، ومع العولمة لم تعد الدولة ذات سيادة ولم تعد سيادة الدولة تحظى بحصانة مطلقة كما كان الحال من قبل بل أصبحت تنتهك وتخترق بطرق شتى ، مادية ومعنوية .

وتعنى العولمة أيضاً كسر للحواجز وسقوط للفوارق الإثنية والثقافية وتقارب المسافات بمعناها المكانى والإجتماعى وهى تختصر الزمان والمسافات وتضعف من الهوية وتعمل على إنحراف الثقافات والذوبان فى الهلامية العالمية .
كما تعنى أيضاً الهيمنة وتهدف إلى تهميش الثقافة المحلية وتعمل على تحرير التجارة والثقافة كما لو كانت الثقافة هى الأخرى سلعة من السلع التى تخضع للتحرر وتربط الناس بعالم الا أمة و الا دولة .
والعولمة تعنى فى الحقيقة عولمة نمط الحياة وأداتها الرئيسية هى الشركات العملاقة متعددة الجنسيات وعناصرها الرئيسية :
- أزدياد العلاقات بين الدول
- تبادل السلع والخدمات
- إنتقال رؤوس الأموال
- إنتشار معلومات وأفكار
- تأثر أمه بقيم وعادات غيرها من الأمم
أنها مفهوم مركب بأبعادها المتعددة المتشابكة وهى بمثابة سوق عالمية تكونت فى فجر الرأسمالية وع ظاهرة الإستعمار وما أرتبط به من تجارة دولية وتصدير ونهب للمستعمرات .
والعولمة تعنى أيضاً تسريع الإنفتاح على السوق العالمى بطرق تدفع نحو إزالة الحواجز أما التجارة الدولية للسلع والخدمات وإلغاء القيود على الإستثمار الأجنبى المباشر مع تحرير التدفقات المالية والنقدية فى القرية المالية العالمية وهى تعميق الإندماج فى الإقتصاد العالمى .
وتأخذ العولمة من أيديولوجية الليبرالية الحديثة كأيديولوجية لها بالإضافى لشبكة المنظمات الإقتصادية والسياسية والثقافية والتقنية المهنية غير الحكومية والتى تتكامل محاولة إبراز المنظمات غير الحكومية بهدف تقليص سلطة الدولة القومية ويضعها فى زوايا الدفاع عما يسمى بوظائفها السيادية .
وفى النهاية ينحصر تعريف العولمة فى ما يلى :-
أولاً :- العولمة بإعتبارها ظاهرة تاريخية أكثر منها ظاهرة إجتماعية لها بداية ما عرف بالوافق الذى ساد بين قطبين متصارعين وهما الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتى السابق وأن العولمة جاءت فى أعقاب الحرب الباردة .
ثانياُ :- التعريف الذى يركز على الدولة وظيفياً بإعتبارها سلسلة مترابطة من الظواهر الإقتصادية بدء من تحرير السوق وإنسحاب الدول من بعض المجالات إلى توزيع الإنتاج المصنع العابر للقارات من خلال التكامل بين الأسواق الرأس مالية وبعضها ، ويشير التعريف إلى أن العديد من الأنشطة ليست جديدة تماماً ولكنها فى الواقع إحدى النتائج الخاصة بالتقارب الملحوظ بين النظم السياسية المختلفة فى إتجاهتها السياسة حالياً .
ثالثاً :- يشير إليها من منظور أنها ظاهرة تمثل تقدماً فى التاريخ ترمز لإنتظار ظواهر التحديث والديموقراطية كنظام سياسى وأنصار نظرية التحديث فى الفكر السياسى الأمريكى يرون أنه وفقاً لهذا التجانس فى القيم ينبغى أن يتم من خلال التماسك بمبادئ الرأسمالية الديموقراطية .
رابعاً :- ينظر إليها على أنها ثورة تكنولوجيا و إجتماعية وأنها شكل جديد من أشكال النشاط يتم الإنتقال فيه من الرأسمالية الصناعية إلى المفهوم المابعد الصناعى للعلاقات الصناعية .

ومن ثم فإن كل تعريف يلمس الواقع من ناحية لكن من الملاحظ أن التعريفات كلها تدور حول مكونات أساسية وهى ك-
- العولمة تمثل حقبة تاريخية
- العولمة تجلى لظواهر إقتصادية
- العولمة هى هيمنة القيم الأمريكية
- العولمة نتيجة لثورة تكنولوجية وإجتماعية
وهناك عدة محددات للدلالات المختلفة التى تضح من مختلف إستخدامات مصطلح العولمة فى كل من الأدبيات الإقتصادية والثقافية والفكرية والسياسية الإستراتيجية المعاصرة .

العولمة إقتصادياً :-
يشير المصطلح إلى منظومة من العلاقات الإقتصادية المتشابكة .. التى تزداد عمقاً وتشابكاً بسيادة نظام إجتماعى واحد فى العالم كله تقريباً .. حيث تتبادل كل أجزاء العالم الإعتماد على عناصر الإقتصاد الأساسية وهى الخامات الأولية والسلع المصنعة والأسواق ورؤوس الأموال والعمالة والخبرة الفنية فلا قيمة لرؤوس الأموال دون إستثمارات وخبرة متطورة وعمالة ماهرة ولا قيمة للسع دون أسواق لإستهلاكها .
ويرى الإقتصاديون أنه منذ بدء تطور وتضخم الشركات متعددة الجنسيات أو عابرة القارات فقد تطورت العولمة إقتصادياً فى كل المجلات الستة المتشابكة كما أدى ذلك إلى تسهيل وتعميق العولمة إقتصادياً ومعلوماتياً ، كما أدى تعميق العولمة إلى الاسراع فى تضخيم وتعدد أنشطة هذه الشركات فى الإستثمار والإنتاج والنقل والتوزيع وتشغيل العمالة والمضاربة على مختلف أنواع وأشكال الثروة والبحث العلمى والتأثير السياسى والمعرفى والمعلوماتى والفكرى بداية من زيادة قدرة تلك الشركات على الإستفادة من فروق الأسعار أو نسبة الضرائب أو مستوى الأجور لتركيز الإنتاج فى المكان الأرخص ونقله لكى يستهلك فى المكان الأغلى على مستوى العالم كله أو على مستوى الكرة الأرضية وهذا هو معنى أصل الكلمة فى اللغة الإنجليزية ( Globe ) .

العولمة ثقافياً وفكرياً :-
هناك تشابك متزايد على مستوى العالم كله بين منظومتى الإقتصاد والإعلام التلفزيونى المرئى والناطق بالصورة المتحركة التى تنقل المعرفة المختزنه والموجهة والمسبقة فى آن واحد معاً وكذلك الأعمال الإبداعية والفكرية الموجهة .. وقد أدى هذا التشابك إلى ظهر ما يسميه علماء الثقافة والفلاسفة المعرفة باسم التنميط (uniformalisataion ) أو التوحيد (unification) الثقافى للعالم كله وذلك على حد التعبيرات التى إستخدمتها لجنة اليونيسكو العالمية للإعداد لمؤتمر السياسات الثقافية من أجل التنمية والذى عقد فى العاصمة السويدية استوكهولم فى الفترة من 28 مارس حتى 3 ابريل 1998م.
ويرى علماء الثقافة وفلاسفة المعرفة أن ذلك التنميط الثقافى يأتى ليتماثل مع البناء الإقتصادى الواحد للإنسانية ، ومن جانب أخر فإن كما تتفاعل الثقافات الراسخة لحضارات العالم الكبيرى فى إطار كل من حضاراتها المتميزة فإن تلك الثقافات تتمايز أيضاً وهى تتفاعل وتواصل تمايزها واحتفاظ كل منها بخصائصها الجوهرية تماماً كما حدث للأديان العلمية واللغات عبر التاريخ .
و واقع الحال يؤكد أن عملية العولمة الثقافية لم تكتمل بعد ، ولم تستقر على شكل نهائى يؤدى إلى ترسيخ ونشر مجموعات من القيم الرئيسية الكبرى المشتركة بين كل الثقافات دون إستثناء ( قيم خلقية وسلوكية وجمالية وعقلية أو ذهنية منهجية ومعرفية ) الأمر الذى يدفع التطور التلقائى التاريخى نحو توحيد ثقافى إيجابى للبشرية كلها .. بقدر ما يؤدى إلى تيسير إبقاء التمايز بين الثقافات وإبقاء الخصوصية لكل ثقافة فى إطار التفاعل الإيجابى بحيث يتخلص تدريجياً من آثار التاريخ السلبية المتمثله فى التعصب والإستعلاء و إزدراء الثقافات الأخرى وأصحابها والعداء لكل ما هو ( أخر ) أو ( مختلف ) .

العولمة تاريخياً :-
أنتشر إصطلاح العولمة منذ أوائل التسعينيات وأقترن ذلك الإنتشار بسقوط وتفكك النظام الشيوعى وكتلته فى الإتحاد السوفيتى وأوروبا الشرقية وتمثل ذلك انتصار لنظام السوق والمشروع الحر الرأسمالى الاقتصادى وقرينه السياسى أى النظام الديموقراطى الليبرالى ... غير أن علماء التاريخ يقولون أن العولمة ليست ظاهرة جديدة .. وإنما بدأت منذ القرن السابع عشر – أو قبله بقليل – مع بدء عمليات الإستعمار الغربى لآسيا وإفريقيا والأمريكتين وأن الاستعمار الأنجليزى لم يكن إلا محاولة لعولمة الثقافة الأنجلوسكسونية ، وأن الاستعمار الفرنسى كان يهدف لعولمة الفكر والثقافة الفرانكفونية ، أما الاستعمار الألمانى فكان محركة الأساسى هو سيادة وعولمة الجنس الآرى .

أن العولمة ليست شيئاً جديداً لمن فى الوقت نفسه لا يزال فى طور التكوين وليست عملية متعمدة لكيان خاص أو مجموعة خاصة وإنما هى بالأحرى نتاج فرعى للإنجازات السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والإنسانية المبهرة التى نشهد حدوثها الآن .

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05040 seconds with 11 queries