عرض مشاركة واحدة
قديم 26/02/2009   #23
شب و شيخ الشباب مجنون يحكي وعاقل يسمع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مجنون يحكي وعاقل يسمع
مجنون يحكي وعاقل يسمع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
وين يعني مبيني العصفورية
مشاركات:
732

افتراضي



غرفة انتظار في مشفى قبل انبلاج الفجر بقليل ، ضوء خافت جدا ،موسيقا حائرة ، تتحرك بقعة ضوء بإيقاع ملل تشعرك بزمن لا يتحرك ، لا فتة على الباب المقابل ( غرفة المخ_....) ثم يرحل الضوء قبل أن تظهر بقية الكلمة ،باتجاه رجل ينتظر حدثاً مهما ، بكثير من القلق والخوف وأكثر منه من الفرح , يبدو أن الإنتظار جعله يبدو شاحباً وهزيلاً رغم أن جسده كجسد مصارع , الجلوس يزيده قلقاً , لذلك ترك المقاعد وحيدو ، وصادق الجدار الذي اتكى عليه بإحدى يديه , صرخة تمزق السكون والوحشة مع انبلاج الفجر , ترتفع درجة التوتر ، أول مرة في حياته يسمع صوتاً كدوي الرعد , لم يتعود من هذه الحنجرة إلا أن يسمع حرف الحاء وحرف الباء ، انتفض من غفلته ، دفعته أحاسيه باتجاه مكان الصرخة ، قطع الطريق عليه عربة أطفال تدفعها شابة ترتدي أخضراً بأخضر ، عيناه على الملاك الصغير في العربات ، وباتجاه الغرفة التي انطلق منها الصوت, ماتزال الأمور مختلطة لديه ، ينظر في وجه الممرضة، يحاول قراءة الوضع ، تبتسم في وجهه ، مبروك ، كلمة أطلقتها كممثل سيء يحفظ دوره عن ظهر قلب ، ينتظر الكلمة الثانية، عيناه مشتتتان كانفعالاته , بين عربة الأطفال والغرفة الأخرى ، ابتسامة ثانية من الممرضة : حداً لله على سلامة الأم ، تتبدل الإنفعات والتعابير ، يسحب نفساً عميقاً ، كأنه يتنفس للمرة الأولى ويرى العالم للمرة الأولى , إضاءة قوية , تعتيم، صمت ، صخب وضجيج أطفال

أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02410 seconds with 11 queries