الرجل المريض
لن ندخل كثيرا في التاريخ ولماذا سميت الدولة العثمانية به
وما يهمني هنا هو الاسم تحديدا
اليوم .. هناك رجال مرضى كثيرون جول العالم و بدرجات مختلفة
و ربما سايكولوجية الرجل الريض هي جزء من اي كيان أو احد الاوجه فيه
ساتكلم هنا عن الرجل المريض في الصحافة و الاعلام العربي
فعند حجب الصحافة و مضايقات الاعلام في الدول العربية او ايران .. يقولون وفق قانون "ما يسمى بالارهاب" في أميركا يتم حجب بعض المواقع
و لكن المقارنة لا تصح هنا ... فقد اثبت الواقع لا يمكن مقارنة القاعدة بأي معارضة عربية حتى ان كانت تنوي استخدام العنف مستقبلا
لا يمكن مقارنة التعتيم الاعلامي الموجود في ايران هذه الايام بحجب موقع او موقعين في امريكا ثبت انهم مرتبطين رسميا بالقاعدة
و ربما هذه البرامج هي ضمن خطة التعتيمة للتغطية على المشاكل الموجودة في ايران
تكلمنا عن ايران كثيرا .. سنتكلم اليوم عن مثال آخر
اليوم الاعلام العربي الحيادي يغطي حدثين ساخنين ..
اولا .. الاشتباكات في اقليم شينجيانج في الصين
ثانيا .. الاشتباكات في جنوب اليمن
لو نقارن بين الحدثين.. نجد انهم مختلفين في التاريخ و الواقع و خاصة ان الويغور في اقليم سينج يانج ذوي اصول تركية و ان اليمن الجنوبي كان مستقلا و من ثم اتحد و حدثت حرب انفصالية ...
الشيئ المشترك هو الاتي ..
مظاهرات علنية تدعو للانفصال
تدخل الجيش لقمع التظاهرات
مظاهرات لموالين للحكومة للتنديد بالمظاهرات الانفصالية
لن ادخل كثيرا في التفاصيل المعقدة سواء في اليمن او في اقليم شينجيانج ..
و لكن الملفت للنظر حسب التغطية الاعلامية العربية
الدعم المعنوي لحكومة علي عبدالله صالح و اليمن الموحد
التركيز على ان الانفصاليين ليسوا اغلبية في اليمن الجنوبي
التركيز الاكبر على سلمية المظاهرات للموالين للحكومة
في حين..
دعم معنوي مستمر للانفصاليين في الصين و العزف على وتر (ذو اغلبية مسلمة) على اقليم شينجيانج من قبل اغلب وسائل الاعلام العربية
التركيز على قمع المتظاهرين و حظر التجوال من قبل الجيش الصيني
التركيز على مظاهر العنف من قبل المتظاهرين الصينيين المناهضين للمشروع
و مع ذلك طالما يدعي الاعلام العربي الحيادية و يتهم الاعلام الغربي بانه منحاز ضد العرب .. و حقيقة اني اجد الاعلام الغربي ايضا يدعم من يشاء و لكن الحق يقال .. تظل صورة الدعم مختلفة !
فلا اظن انه من الممكن على الساحة العربية اظهار صور تعذيب داخل المعتقلات و نشرها كما فعل الاعلام الاميركي
مثال حي .. الاعلام العراقي المعارض كان يركز على اي شيئ حتى سوء الخدمات .. في حين عندما اصبح نفس الاعلام هو اعلام الدولة تغيرت الحالة كثيرا فلا يركز على الخدمات التي ساءت جدا في هذه الايام
بل ما زال يركز على سلبيات النظام السابق !
المحطة الشعبية في العالم العربي هي من تفسر حسب اهواءها و اهواء الجماهير .. كأننا في برنامج ما يطلبه المستمعون لا برنامج يعرض الحقائق للمشاهد
و لذلك اضحك ساخرا على طريقة تفكير هذا الاعلام عندما يوالي او يعارض قضية ,,,
و اتذكر مقولة الكاتب الشهير برنارد شو
اقتباس:
|
Patriotism is your conviction that this country is superior to all other countries because you were born in it
|
و الترجمة بتصرف
الوطنية هي الاقتناع بان وطنك هو افضل من كل الدول لانك ولدت فيه !
و يمكن تبديل كلمة الوطنية .. بأي كلمة مطلقة مثل الانتماء الديني او الانتماء السياسي او اي انتماء آخر
أدعى الناس الى الشفقة ذلك الي يحول أحلامه الى الفضىة و الذهب.. جبران خليل جبران
اذا كان العالم اشتراكيا بالفطرة و رأسماليا بالفطرة و ربما قوميا بالفطرة ... فهل يا ترى كان رجعيا بالفطرة ؟
لن نبق اسرى الماضي ...
|