الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 27/12/2007   #34
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


حوار مع الشاعر المصرى ( المتميز ) محمد عفيفى مطر


محمد عفيفي مطر : يهاجم النفاق ولا تعنيه المؤسسة


ولدالشاعر محمد عفيفي مطر في شهر مايو 1935 بإحدى قرى المنوفية، التي تبعد عنالقاهرة العاصمة ساعة زمنية واحدة.. وعمل مدرساً للفلسفة لمدة عشرينعاماً، وميز نفسه بقصيدة تحمل صوته هو، حتى امتلك تجربة ثرية امتدت لنحوستين عاماً، حمل خلالها ثقافة موسوعية، نتج عنها ما يربو على 13 ديواناًشعرياً. هو إذن (حصان الحرية الجموح) كما تصفه زوجته. وتزيدبأن (الدنيا أضيق من خطاه) على الرغم من الشيب الذي أشعل رأسه بياضاً، إلاأنه ما زال جامحاً كجواد بري يركض في المشهد الشعري، ويواصل إشعال الحرائقوطرح الأسئلة، ما اعتبره الجميع ظاهرة شعرية قائمة بذاتها في مسار الشعرالعربي، بوصفه واحداً من أهم الشعراء المجددين في العالم العربي، وعليالرغم من انتمائه لجيل الستينات إلا أنه ما زال وقاداً قادراً على العطاء،في ظل محاولات قصدت تهميشه من قبل المؤسسة الحكومية، التي أدمنت حجبالجوائز عنه، وغالت كثيراً في منعه من النشر داخل مصر، لكن حسبه أن حصلعلى تقدير الشارع الثقافي. نلتقي الشاعر المصري الكبير محمد عفيفي مطر في حوار حول بدايات القراءة والكتابة ووجهات نظره في قضايا كثيرة تتعلق بالمشهد الثقافي:

*
ما هو أهم كتاب تأثرت؟
ـهو كتاب (نيتشه) للدكتور عبد الرحمن بدوي، عثرت على الكتاب وهو قديممهلهل، فزلزلني زلزلة شديدة، فقد كانت حياة نيتشه وتجربته الروحيةوالفكرية بكل آلامها واحترقاتها، تلك الحياة التي قال هو عنها: (إحراقواحتراق) تلك كانت حياتي لقد عصفت بي كلمات القوة، وأخلاق السادة والعبيد،والتبشير بالإنسان الأعلي- عصفاً شديداً. انبهار.
*
هل قادك هذا الكتاب إلى الفلسفة؟
ـكانت كتب المناهج الدراسية في الفلسفة والمنطق وعلم النفس هي البداية فيهذا النزوع نحو الفلسفة، وكان الطبيعيون الأوائل قد شكلوا رعيل الشعراءالفلاسفة منذ طاليس وحتى سقراط الذي أطلع الشمس الإغريقية. فوقفت مبهوراًأمام هيراقليطس وناره الكونية، ونهره الذي يتغير أبداً، والذي لا يكون هوأبداً بين لحظتين، ولا ينزله المرء مرتين.. بعد ذلك انتقلت إلى الصوفيةوالفكر الرياضي والموسيقي، فانفتحت أمامي كل الأبواب المضيئة.
*
ما هو أهم كتاب قرأته في تلك المرحلة؟
ـهو كتاب (دروس في تاريخ الفلسفة) الذي كان مصدراً رائعاً ومهماً للمعارفوالمذاهب الفلسفية الإغريقية وعصر النهضة وحتى بزوغ شمس الفلسفة الحديثةعلى يدي ديكارت وبيكون.
* وماذا عن كتب التراث العربي والإسلامي العامرة بها مكتبتك؟
ـكان تاريخ الفلسفة الإسلامية ودور المتكلمين من معتزلة وأشاعرة ومتصوفة ،ودور المشائين والفلاسفة من الفارابي وابن سينا وإخوان الصفا، كانتموضوعات هذه الكتب تمثل وطناً آخر يدخل في نسيج الوطن الشعري للشاعرالناشئ.
*
ماذا عن الوطن الشعري.. لقد أجلنا الحديث عنه كثيراً؟
ـكنت أنسخ بخطي دواوين وقصائد لشعراء بلا حصر، وكم شهدتني الحقول وأنا أجأروأغني مشتعلاً، لكنني أبدأ لا أنسي شعر (محمود حسن إسماعيل) وخاصة ديوانه، (لا مفر) قرأت هذا الديوان ومع أول بيت في أول قصيدة شب في كياني حريقأطاح بكل ما قرأت وحفظت من أشعار الرومانتيكيين الآخرين، فحفظت الديوانكله من الغلاف إلى الغلاف ونسخته كله بيدي، فقد قرأته مسحوراً وعصفت بيموسيقاه، وزلزلتني سطوة أنظمة القوافي بالتكرار الرياضي المحسوب، والصورالنابعة من تراسل الحواس، وقلب العلاقات بين المجرد والمحسوس في الوصفوالتشبيه والمجاز والاستعارة. مرارة التجربة
*
تشي أقوالك بمرارة لعدم نيلك ما تعتقد أنك تستحقه، هل هذا صحيح؟

ـالمرارة ترجع للسخط وليس لإحساسي بأني لم أنل حقي، فقد نلت حقي لكن ليس منالمؤسسة التي لا تعنيني، فأنا الشاعر الفقير، الذي لا يضر ولا ينفع، والذيلا سلطة له ولا شهرة متواجد في أشعار كل الأجيال التالية لجيلي أكثر من أيشاعر آخر.. تابع ما ينشر من شعر في مصر الآن، من أسوان إلى الإسكندرية،وفي الدول العربية تجد كلامي مؤثراً في كل الأجيال الجديدة فقد شكلت أشعاري في قصيدتهم وحتى في رؤيتهم للعالم، وهذا هو الجزاء الأوفى الذي لاأطمع في أكثر منه.
* هل هذا يعني أنهم خرجوا من عباءتك؟ـ بل خرجوا من أشعاري، من كلماتي ومن دواويني، وهذا يشعرني أنني أخذت حقي كاملاً، ليس ذلك فقط بل يسعدني ويمتعني.
* قلت: رغم ذلك يتهمك البعض بالغموض؟
ـهذا الاتهام لا أساس له من الصحة، فالتراكيب اللغوية التي يراها البعضصعبة وغامضة هي إحدى الأساليب الشعرية الموجودة في التراث الشعري العربي،كما أن قارئ الشعر يجب أن يكون عارفاً بلغته وبأساليب هذه اللغة، وملماًبطرائق التعبير فيها، أما حكاية الغموض المدعاة هذه فلا داعي لها، فنحن لانكتب (ألغازا) ، فقط منهجي في الكتابة وفي القراءة هو عدم الاستهسال. زيارات الدهشة.

*
بعد 13 ديواناً شعيراً جاء كتابك الرابع عشر (أوائل زيارات الدهشة) ليقدمأسلوباً جديداً في كتابة السيرة الذاتية.. فما دافعك لكتابة سيرتكالذاتية؟
ـ
هذا الدافع قديم جداً فقد ولد عام 1970 ، بالتحديد حينما زرت بيروت للمرةالأولى للمشاركة في مهرجان الثقافة العربية الأول، يومها طلب من كل شاعرأن يقدم لقراءته الشعرية بحديث عن تجربته يوضح فيه ملامح رؤيته للشعريومها أمسك الخوف بخناقي، خاصة وإنني وجدت من سبقوني يقولون كلاماً غارقاًفي الكذب والتلفيق وجاءت قصائدهم مقطوعة الصلة بما قالوا، لذا تحدثت عنمغالطات وغموض المصطلحات وعن الفجوة بين أقوال الشعراء وبين كلامهمالنظري.
وحينماطلب مني أن أكتب سيرتي الذاتية تعجبت فأنا لم آت بمعجزة لكن بعد إلحاح قلتلنفسي: (جئت من هوامش الخلق والخليقة، فاكتب هوامش تكوينك مواطنا وإنساناسكنته وأقامت في حياته لحظات الدهشة العايرة) وهكذا جاء الكتاب مضموناولغة، وكل قيمته عندي إنني ابتهجت بكتابته بلهجة نادرة وعزيزة المنال فيزماننا. قصيدة النثر .
* أغلب شعراء جيلك قبلوا بقصيدة النثر لكنك لم تقبل ، لماذا؟
ـقال : هم يقولون ليس بالموسيقي وحدها يحيا الشعر، أجل، وليس بغيابالموسيقي يحيا النثر، وحين نتحدث عن الفن، أي عن الجماليات التي تفرق بينشعر وشعر، وبين نثر ونثر،
أسأل بدوري مستفهما.
* هل يكون الكون كوناً بغير الموسيقي؟
ـوأحيل إلى نثر الكبار: (النفري والجاحظ والتوحيدي، وحتى الرافعي ومحمودشاعر) ففي نثرهم لا يخفى الحس الموسيقي المبثوث في أنماط التقسيموالتقابلات والتوازنات والصور.. الخ. وهي جوهر الأسلوبيات التي ترسخت بهاالإيقاعات الداخلية العميقة في النماذج العليا للنثر العظيم، فكيف لهمبالظن أنهم ناثرون؟وليسالنثر عندي أقل مكانة وإبداعية من الشعر، لكن شريطة أن يسمو في مراقيالإبداع إلى حدود النشوة الروحية والامتلاء بالحياة، إن الإيقاعاتالداخلية في النثر العظيم تنتمي للغة وحركة الأفكار ولكنها لا تنتميللموسيقي بمعناها الرياضي الصارم، والخلط بين الإيقاع النثري في النماذجالعظمي منه وبين الموسيقي يماثل الخلط بين شاعرية العبارة وبين نسقالقصيدة. باختصار إن الأفق الشعري للنثر ممكن، ومتحقق بالفعل عند عدد منالمبدعين الجادين، ولا يستوي نثر هؤلاء الغوغائيين أرباع المثقفين ونثرالتجارب الروحية والفنية الكبيرة عند القلة من المبدعين.
* ما رأيك في التحولات التي اعترت بنية النص الشعري العربي المعاصر.. والتطور الذي جرف أشكاله وأنماطه؟ـ
أعتقد أن القصيدة العمودية قد وصلت بمنهجها القديم، ووصل الشاعر الكلاسيكيبطريقته القديمة في رؤية العالم، وفي وظيفة القصيدة، ووظيفة اللغة فيالقصيدة إلى نوع من الجدب، والجفاف، والتكرار، والاعتماد على الذاكرةواستنزاف هذه الذاكرة، وكأن الشاعر قد أصبح مجرد وسيط ناقل للقدم.
لقداختلفت مفاهيم الشعر والشاعر، إذ إن مفاهيم الحياة نفسها اختلفت، أنظر معيإلى ما اعترى خريطة العالم في الستين عاماً الماضية، لقد ضاعت فلسطين، أوضيعت، الثورات المقموعة، الاستعمار، الذي خيم على كل بلاد العربآنذاك..ولذلك كان لابد من وجود روح جديدة، تبني وطناً آخر بغير تلك الصورةالقميئة وحساً آخر للعالم، وفعلاً آخر للقيم، وكان لابد من وجود شكل جديد،توضع فيه القيم، والرؤى الجديدة. وكانأول هذه التصورات، هو تحرير الشعر من قوانين العروض الصارمة، ومن القاموسالقديم المتجمد، فبدأ الشعر يضج بما تمور به الحياة في السياسة، وفيالمجتمع ، وفي الأسواق. لقد أسس جيل الرواد، ورسخ لهذا الخروج على نفسالعروض القديم، ولفكرة الاعتماد على الذاكرة والمحسوس من اللغة، وتركيبالعبارة، وأصبح الشاعر يشعر باستقلاليته وتفرده، وأنه لم يعد تابعاً لقيمقديمة يبشر بها، وليس واعظاَ - بل لقد أصبح خلاقاً للتصور، وللضمير، وفيهتتجول روح الأمة.
* وما الذي حدث بعد ذلك؟
ـلقد ابتدعت بعد ذلك أشكالا جديدة، كقصيدة القناع، القصيدة الدرامية،القصيدة العنقودية، وتجارب جديدة في استلهام التاريخ، وتحويله إلى قناعللحديث من ورائه عن العصر،وعن العالم، وتعددت الحيل الفنية، واغتنت بتنوعالشعراء، وتجاربهم، حتى وصلنا إلى ما يشبه الجمود العروضي في قصيدةالتفعلية، وما يشبه المسكوكات والصيغ الناقدة، وبدأ التمرد على قصيدةالتفعيلة، وبدأ التفكير في قصيدة جديدة، فبدأت كل جماعة أو تيار تبشر بماخلقت لنفسها من مبررات، وكأنه هي الفرقة الناجية، ومن فرق أمة الشعر.. ولكنالأمر لم يكن كذلك أبدا، فأصبحنا الآن في حالة صراع، ويتجلى ذلك في كتابةالقصيدة النثرية على سبيل المثال، ومحاولة ما يسمى بالصراع ضد التابو،والخروج على ما هو متعارف عليه من أخلاق أو عقائد، إن هذا يمثل ما يمور بهقلب الأمة حالياً من الحيرة والإحساس بالعجز والمهانة، وتعيش الأمة حالياًمرحلة عصيبة جديدة تشبه الحالة التي بدأت شعر التفعيلة، وهكذا انتهتالموجة المتصاعدة من الحلم والأمل والصراع، ووصلنا إلى القاع، فالشعراءيتفارقون في الإحساس بما هو عام وأعتقد أن جيلاً كاملاً يتقلص إحساسهبالعالم إلى حد الانحباس في مصيدة صغيرة من همومه الشخصية. على جثتي.
* برغم أن الدولة قد منحتك قبل سنوات جائزتها التشجيعية في الشعر إلا أنك لا تحظى برضا مؤسسات النشر في مصر.. لماذا؟
ـمنذ بداية الستينات، وأنا مضطرب العلاقة مع المؤسسات الثقافية وأذكر أنصلاح عبد الصبور رحمه الله عندما كان مسؤولاً عن مؤسسة النشر الرسميةللدولة أقسم أنه لن ينشر لي كتاب ولو على جثته!! ولذلككنت ألجأ إلى نشر دواويني في بيروت وبعض العواصم العربية ولندن، وأحياناًفي دور نشر خاصة في القاهرة، وهذا سبب لي بعض الارتباك في ترتيب نشرالدواوين، وفي وصولها للقراء المصريين من ناحية أخرى، وقد حاولت تعديل هذاالوضع من خلال نشر جميع دواويني من خلال هيئة الكتاب، واتفقت على ذلك معد. سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب، ولكن ولأسباب شخصية وبيروقراطية كانتالدواوين تسحب من المطبعة قبل صدورها، والحمد لله أن منّ علي بما هو أفضلمن خلال نشرها في دار الشروق.

القاهرة ـ وكالة الصحافة العربية
الملفات المرفقة

- لا تقم بإستخدام برامج تنزيل او تسريع تنزيل المرفقات .
- لا تقم بتنزيل اكثر من مرفق بنفس الوقت.
مخالفة هذا او ذلك يؤدي للحجب الأوتوماتيكي لعضويتك عن المرفقات كاملة و عدم قدرتك على تصفح وتنزيل اي مرفقات بشكل دائم.


نوع الملف : doc محمد عفيفي مطر.doc‏ (48.0 كيلو بايت, 0 قراءة)

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:38.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07725 seconds with 12 queries