أزمنة الجنس السوي
أزمنة الجنس السوي
حين نلقي نظرة إلى الوراء قبل الوقوف على هذه العتبة نجد أن الوضع الشائع اليوم في العمل الجنسي لم يكن نتيجة سهلة ومتاحة أمام الإنسان وهو حاله مع جميع الممارسات من القراءة إلى الحرب.
نقصد بالجنس السوي هيمنة الوضعية التي يكون فيها الرجل فوق المرأة أي حين يتواجه الشريكان وتتاح أمامهما فرصة حقيقة لاكتشاف جسد الجنس المقابل ومشاهدة انفعالات الشريك. إنها أزمنة ترافق تطورا ذهنيا في المجتمع ككل أو لافتكاك المرأة مجموعة من حقوقها وهي مقياس صادق كثيرا ما يوظف في المقارنات بين فئتين حضاريتين تماما كالكتابة أو الصناعة.
لكن كل ما اشرنا إليه هو في موقع البيضة من الدجاجة في جدال بيزنطي فقد يكون تطور المجتمع هو نتيجة اكتشاف الإنسان هذه الممارسة وليس العكس لذلك علينا أن نتوجه إلى داخل النفس البشرية لنبحث عن حقيقة هذا الالتزام الطارئ في سلوك البشرية ولم يكن بين يدينا سوى ما يقدمه لنا علم النفس ليشرح لنا هذا الانقلاب من خلال تحليل الشخصية الذكورية.
تمتع الذكر حتى الآن بكل الامتيازات فوق الفراش واخضع كل شيء إلى رغبته وحمله موقعه هذا على امتطاء موجة التسلط إلى النهاية فاستغل جسد المرأة كما أراد سواء وظفه للعملية التناسلية أو حكم عليه بوضعيات تشبعه لوحده هكذا بدأ الملل ينخر في المتعة التي يقدمها الجنس حتى تم اختزاله في العادة التي تفرض الإنجاب وانقشعت عنه ظلال الشهوة.
لكن المعجزة التي انطلقت في عقل الرجل كشعاع من نور بين الظلمات هي اقتناع الذكر أن اكتمال متعته يقتضي تشريك المرأة في المتعة. يالأهمية هذا الملهم البسيط المقترض الذي حرك تاريخ البشرية بهزة خفيفة.
وبعيد هذا التنازل النبيل تغيرت ملامح الجنس من جديد. صار الرجل ينظر غالبا إلى العملية الجنسية كإثبات للقدرة أمام الجنس الآخر وتغيرت تماما تبعا لذلك فلسفة المتعة. لقد أصبح الجنس مغامرة.
|