عرض مشاركة واحدة
قديم 10/08/2007   #54
صبيّة و ست الصبايا elinde
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ elinde
elinde is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
مشاركات:
526

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : أسير التشرد عرض المشاركة
وفي معبد الكرنك بالأقصر نقشاً لعمليّة ختان يظهر فيه الجرّاح وهو يضع الآلة القاطعة بيده اليمنى على عضو الذكورة في مستوى الكمرة، بعد ربط العضو برباط دائري على قاعدته، ويفتح فتحة الغلفة بأصابع يده اليسرى. ويبدو أنه يفعل هذا حتّى يتجنّب جرح العضو عند القطع. ولكن الآلة القاطعة في هذا النقش تختلف في شكلها عن النقش الأوّل، فهي هنا أشبه بمشرط أو سكّين مكشوط الحد.


وقد حفظ لنا متحف الآثار المصريّة بالقاهرة عدداً من التماثيل الحجريّة والخشبيّة لرجال عراة مختونين يرجع زمنهم إلى عصر الدولة القديمة. فالختان كان يمارس في مصر، إمّا بقطع كامل للغلفة أو بشق الغلفة على شكل V لإظهار الحشفة. وقد أوضح الكشف عن المومياوات أن الختان بشكليه كان يمارس ولكن ليس بصورة عامّة على الجميع.

وهناك مسلّة تخلّد إنتصار الملك النوبي «بيي» عام 728 ق.م على تحالف من أمراء الدلتا وارتقائه عرش مصر. كُتب على هذه المسلّة أن حكاماً ذهبوا إلى الملك ليعربوا عن ولائهم له ولكنّهم لم يدخلوا القصر لأنهم كانوا غير مختونين وأكلة سمك، عدا «نمرود» لأنه كان طاهراً ولا يأكل السمك. وكان للقصر في ذاك الزمن صبغة دينيّة إذ إن الملك يمثّل الآلهة على الأرض. وقد كُتب على هيكل الإلهة إيزيس في جزيرة «فيلي» تعليمات تحرِّم دخول الهيكل على غير المختون ومن يأكل السمك.

وقد يكون لذِكر السمك مع الختان في هاتين الكتابتين صلة بأسطورة «إيزيس» و«أوزيريس» كما يرويها المؤلّف اليوناني «بلوتارك» (توفّى حوالي عام 125). تقول الأسطورة أن الإلهة «إيزيس» حاولت أن تجمع جسم الإله «أوزيريس» الذي قطعه «سيث» ولكنّها لم تجد قضيبه الذي إبتلعته ثلاث سمكات تمثّل قوى الشر.

وقد زار هيرودوت (توفّى عام 424 ق.م)، المعروف بأبي التاريخ، منطقة الشرق الأوسط وسجّل في كتابه إشارة إلى عادة الختان في مصر. فهو يقول: «بينما كل شعوب الأرض تُبقي على الأعضاء التناسليّة كما هي، فإن المصريّين ومن تعلّم منهم يمارسون عادة الختان». ويضيف «بأنهم يمارسون الختان حفظاً للنظافة، لأن النظافة عندهم أولى من الجمال». ثم يشرح كيف أنهم كانوا مثابرين على النظافة. فهم يشربون بأكواب من النحاس يغسلونها جميعهم كل يوم ويلبسون ثياباً من الكتّان نظيفة. والكهنة منهم كانوا يحلقون أجسادهم كل يومين حتّى لا يبقى عليهم قمل أو نجاسات أخرى.

ثم ذكر هيرودوت في مكان آخر أن عادة الختان تمارس لدى شعب يعيش في منطقة شرق البحر الأسود جنوب القوقاز يشبه شعرهم شعر المصريّين ولهم عادات تشبه عادات المصريّين قد يكونون مستعمرة أقامها فرعون مصري يسمّى سيزوسترس (سنوسرت). ثم يقول إن عادة الختان قديمة جدّاً عند المصريّين والأثيوبيين لدرجة عدم تمكّنه معرفة من أخذ عن الآخر عادة الختان. ولكنّه يُرجِّح أن يكون الأثيوبيون قد أخذوها عن المصريّين.

وعندما يتكلّم سترابو، عالم الجغرافيا والمؤرّخ اليوناني الذي زار مصر بين 25-23 ق.م، عن الختان في مصر، يربط بين هذه العادة عند المصرين والعادة عند اليهود، وهو يُرجع اليهود إلى أصل مصري. فهو يقول: «هناك عادة يلاحظها الإنسان في دهشة بين المصريّين، ذلك أنهم يُربّون باهتمام كل طفل يولد لهم وانهم يختنون الأولاد ويخفضون البنات، كما هي العادة أيضاً بين اليهود، الذين هم من أصل مصري».

ويؤكّد المؤلّف اليهودي «فيلون» (توفّى عام 54) أن المصريّين كانوا يمارسون الختان. فيختنون كل من الذكر والأنثى عندما يبلغون سن الرابعة عشر، أي عندما يبدأ «الخطيب» بالإمناء و«الخطيبة» بالعادة الشهريّة. وهنا نرى إرتباط الختان بالزواج.

وقد أصدر الإمبراطور الروماني «هادريان» (توفّى عام 13 ) قانوناً يمنع الختان ولكنّه إستثنى من المنع كهنة الديانة الفرعونيّة، ممّا يدل على أن الختان كان من شروط الكهنوت عند المصريّين القدامى. فكان الشاب الذي يرغب في بلوغ درجة الكهنوت يحصل على ترخيص من السلطات بختن نفسه بعد أن يثبت أنه إبن كاهن وأهل للكهنوت. وبعد إستعراض الكتابات والنقوش المصريّة القديمة، يخلص كتاب عن الطفل المصري القديم إلى ما يلي:
«إن الدلائل تثبت إنتشار الختان في العهود القديمة. وإنه كان إجباريّاً على الفتى وشرطاً للإعتراف ببلوغه من الهيئة الإجتماعيّة. ويقوّي هذا الإستنتاج تصوير عضو الذكورة الهيروغليفي مختوناً. ثم أصبح الختان إختياريّاً في العصور التالية، إلاّ لفئات معيّنة يتحتّم فيها الختان مثل الفتيان الذي يلتحقون بالخدمة الكهنوتية. وقد يكون الختان من الأمور الإجباريّة أيضاً في الدولة الوسطى لكل من يلتحق بوظيفة حكوميّة. والحقيقة أن معظم الرجال الذين دلّت تماثيلهم أو نصوصهم على ختانهم كانوا من الطبقات الرفيعة في المجتمع. ومع ذلك فقد ثبت أن فرعوناً أو إثنين لم يختتنا».

هذا ويزعم رجال الدين اليهود أن يوسف هو الذي أدخل الختان إلى مصر. ففي رواية لهم أنه بعد أن أقام فرعون يوسف على مصر وخزن القمح لسني المجاعة، بدأ المصريّون يأتون يوسف ليطلبوا منه خبزاً. فكان جوابه: أنا لا أعطي خبزاً لغير المختونين. إذهبوا واختنوا أنفسكم وارجعوا لي. فتذمّر المصريّون واشتكوا إلى فرعون. إلاّ أن فرعون أرجعهم إلى يوسف قائلاً: إعملوا كما يأمركم.

بالإضافة إلى مصر، هناك شواهد على ممارسة الختان في مناطق أخرى من الشرق الأوسط. فقد وُجد في سوريا ثلاثة تماثيل معدنيّة صغيرة لرجال عراة ترجع إلى القرن الثامن والعشرين قَبل المسيح. ويظهر على إثنين منهم انهما ختنا ختاناً كاملاً، والثالث ختن ختاناً جزئيّا.

ويذكر هيرودوت أن الفينيقيّين والفلسطينيين قد أخذوا عادة الختان عن المصريّين وأن الفينيقيّين قد ألغوا عادة الختان منذ أن تاجروا مع الإغريقيّين.

وتعتبر التوراة العرب شعباً غير مختون. وكذلك الأمر بخصوص الفلسطينيين. ويذكر المؤرّخ اليهودي «يوسيفوس» (توفّى قرابة عام 100) أن العرب كانوا يختنون أطفالهم عندما يبلغون سن الثالثة عشر لأن إسماعيل خُتن في هذا العمر، بينما اليهود يختنون في اليوم الثامن لأن إسحاق ختن في اليوم الثامن. ولكنّه يضيف أن اليهود كانوا السكّان الوحيدين الذين يمارسون الختان في فلسطين.


المصدر: شبكة اللادينيين العرب
عزيزي اسير التشرد
شكرا كتير لإلك ع كل مشاركاتك الحلوي واللي بتميز بالموضوعيي
شكرا ع هالمآلي الجميلي
محبتي واحترامي
إليند
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04386 seconds with 11 queries