[COSTA]

العهدة العمرية
كتب عمر بن الخطاب لبطريرك القدس العهدة العمرية على ورق من جلد عرضه شبر واحد وطولها ستة أشبار وهي لا تزال محفوظة إلى يومنا هذا في البطريركية اليونانية الأرثوذكسية في القدس وهذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرفنا بالإسلام وأكرمنا بالإيمان ورحمنا بنبيه صلى الله عليه وسلم وهدانا من الضلال وأنقذنا به من التهلكة و وحد قلوبنا ونصرنا على الأعداء وثبت أيدينا وجعلنا إخوة متحابين فاحمدوا الله على هذه النعمة
هذا عهد مني أنا عمر بن الخطاب أعطي الشيخ الوقور بطريرك الأمة الملكية صفرونيوس على جبل الزيتون بمقام القدس الشريف في الاشتمال على الرعايا والقسس والرهبان والراهبات حيث كانوا و أين وجدوا أن يكون عليهم الأمان لان الذمي إذا حفظ أحكام الذمة وجب له الأمان والصون منا نحن المؤمنين والى من يتولى بعدنا ولتقطع عنهم أسباب جوانحهم كحسب ما قد جرى منهم من الطاعة والخضوع وليكن الأمان عليهم وعلى كنائسهم وديانتهم وكافة ديارهم التي بيدهم داخلا وخارجا وهي القيامة وبيت لحم مولد سيدنا عيسى عليه السلام والكنيسة الكبرى والمغارة ذات الأبواب الثلاثة قبلي وشمالي وغربي وبقية أجناس النصارى الموجودين هناك وهم الكرج والحبش والذين يأتون من الإفرنج والقبط والسريان والأرمن والنساطرة واليعاقبة والموارنة تابعين للبطريرك المذكور ويكون متقدما عليهم لأنهم أعطوا من حضرة النبي الكريم والحبيب المرسل من الله وشرفوا بختم يده الكريم (1*) وأمر بالنظر إليهم والأمانة عليهم
كذلك نحن المؤمنين نحسن إليهم ويكونون معافين من الجزية والغفر والمواجب وسالمين من كافة البلايا في البر والبحور وفي دخولهم للقيامة وبقية زياراتهم . لا يؤخذ منهم شيء وأما الذين يقبلون إلى زيارة القيامة يؤدي النصراني إلى البطريرك درهما وثلث من الفضة (2*) وكل مؤمن أو مؤمنة يحفظ ما أمرنا به سلطان كان أم واليا يجري حكمه على الأرض غني أو فقير من المؤمنين والمؤمنات .
وقد أعطي مرسومنا هذا بحضور جم الصحابة الكرام عثمان بن عفان وسعد بن أبي زيد وعبد الرحمن بن عوف وبقية الإخوة الصحابة الكرام , فليعتمد على ما شرحناه في كتابنا هذا ويعمل به ويبقى في أيديهم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه والحمد لله رب العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل وكل من قرأ مرسومنا هذا من المؤمنين وخالفه من الآن إلى يوم الدين فليكن لعهد الله ناكثا ولرسوله الحبيب باغضا
تحرر في العشرين من شهر ربيع الأول سنة 15 هجرة / 638 ميلادية

(1*)
يشير عمر بن الخطاب بذلك إلى العهد الممنوح سابقا من النبي إلى رهبان دير طور سيناء ويسمى العهد الشريف
(2*)
ظل هذا الرسم يدخل إلى جيب البطاركة الأرثوذكس إلى أن اصدر السلطان العثماني سليمان القانوني أوامره بتحويله إلى التكية العثمانية

المصدر :
كتاب القدس عبر التاريخ