[لاوديسا]

إن العين من أروع أعضاء جسم الإنسان. إنها نوع من آلة التصوير، ولها فتحة قابلة للتكيف تسمح بدخول الضوء، و عدسات تركز الضوء لتتكون الصور، و جزء حساس يسمى الشبكية تتشكل عليه الصور.
و عندما ننظر في عيون بعضنا، نرى شكلا دائريا ملونا، إنه حدقة العين (القُزحية)، و يوجد نقطة دائرية صغيرة لونها غامق في الحدقة إسمها بؤبؤ العين، أو إنسان العين. و تأخذ العين لونها من القزحية، و يختلف هذا اللون من شخص لآخر. فهل تعرفون السبب ؟
إن الذي يقرر لون العين هو 46 جينا من الجينات التي يرثها الطفل من والديه، و هو يرث نصف هذه الجينات من أمه و نصفها الآخر من أبيه.
و يعطي الحدقة لونا مميزا خضاب ملون موجود في الجزء الخلفي من الحدقة، أما الجزء الأمامي منها ففيه أقل عدد من الخلايا الملونة، فإذا كان لون عيون كلا الأبوين هو اللون الأزرق فإن الجينات المورثة لهذا اللون ستكون هي المسيطرة لدى أطفالهما، فتكون عيونهما زرقاء اللون. لكن إذا كان لون عيوب أحد الأبوين بنيا و لون عيون الأب الآخر أزرقا فإن لون عيون الطفل سوف يعتمد على سيطرة الجينات الخاصة بكل لون. إن معظم عيون الأوروبيين زرقاء اللون لأن الجزء الخلفي من حدقات عيونهم فيه خضاب أزرق.
إن الناس الذين يكون الخضاب أزرقا في الجزء الخلفي من حدقاتهم و أصفرا في الجزء الأمامي منها تبدو عيونهم خضراء لأن اللون الأصفر يتحد مع اللون الأزرق المنعكس لإعطاء اللون الأخضر. أما إذا كانت عين الإنسان خالية من أي خضاب فإن عيناه ستظهران باللون الأحمر الوردي لأن الضوء الأحمر الوردي (القرنفلي) هو الذي ينعكس فقط من أوعية الدم الحمراء للعين، و إذا كان الخضاب في الجزء الخلفي من حدقة العين أزرقا و الخضاب غامقا في جزئها الأمامي فإن لون العين يبدو رماديا أو بنيا.