قمر جنوبي
هون عليك فلا هناك ولا هنا
وجها لوجه قل لموتك ها أنا
لا تنتظر خِصْماً أقل شجاعةً
وارفعْ جبينَكَ
مثلما عوَّدتنا
تتبرجُ الدنيا
ونَكْسِرُ كِبْرَها
ونقولُ: يا حمقاءُ
غُرِّي غَيْرِنا
.....
هون عليك
وأعط موتك فرصة
واشكره أن وهب اغترابك
موطنا
يا نائيا عني
بمتر واحد
الآن وسعت المسافة بيننا
.....
نلتفُّ حولَكَ
نحن حولَكَ يا أبي
فابْسُطْ عباءاتِ الحَنانِ
وَضُمَّنا
قل: مرحباً،
قل: أي شيء طيب
لا تتركِ الكابوسَ يُفْسِدُ حُلْمَنا
حول صِغارِهِمْ
نشتاق أن تأني
وأن تحكي ْ لنا
وانتظرتُكَ
يا أبي
الآن
بادِلْني الحديثَ
مكَفَّنا
......
إنا قصائِدُكَ الجميلة
يا أبي
الله أبدعنا
وأنت رويتنا
نَثْرٌ هيَ الأيامُ
نَثْرٌ باهتٌ
وتصيرُ شِعراً
كلما اتقَدتْ بنا!
.......
أتأملُ الحداَّدَ
في سِتِّينه
قمراً جنوبياً
يرنِّقُ حولنا
ويقولُ: يا ولدي تَعِبتُ،
فَخُذْ يدي
ثَقُلَ الحديدُ عليَّ
والظَهْرُ انحنى!
أنصت لصوتيَ فيكَ
صدقاً جارحاً
فالموتُ يَعجَزُ
أن يُبَدِّل صوتنا
لا تحمِلِ اسْمِيَ فوق صدرِكَ
صَخرةً
أسماؤنا وطنٌ
يُعَمِّرُه السنا!
كن ما أحُّبكَ
- كَمْ أحُّبكَ -
لا ينحني فقراً
ولا يطغى غِنى
........
لا يشبِهُ الشعراءَ
يُشبِهُ شعْرَه
إن البناءَ الفذَّ
يشبه مَنْ بَنَى!
...
لا دمعَ يبقَى
كلُّ دمعًٍ زائلٌ
إلا الذي بالحبِّ
يَغسِلُ صدرَنا
دمعُ المناحةِ - دائماً - متأخرٌ
في نطفةِ الميلادِ
نحمِلُ حَتفَنا!!
...
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
|