الموضوع: بارانويا
عرض مشاركة واحدة
قديم 14/05/2009   #202
صبيّة و ست الصبايا personita
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ personita
personita is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
بلاد الغُرب أوطاني
مشاركات:
932

افتراضي توقعات


توقعتُ كل شيء:
أن يسدِل المساء علينا
وشاحه الشفيف
فنتعرّى بعفوية النائم
في عسل اللحظة..
أن تحضر الكيمياء ساعة القهوة،
متنكِّرة في سكّر الفنجان..
فنتفاعل..معا..
ونذوب في اللحظة
أو..
أن نجلس كما نحن..
غريبين اثنين..
نتأمل برد الشارع
من خلف الزجاج..
نغمس التوتر في القهوة
ونُطرِق طويلا..
قبل أن نتحدّث مرة أخرى
عن رداءة الطقس
عن العمل، عن الملل..
ثم ( وكأنني منفزعة)
كم الساعة؟
ثم (وكأنك منفزع)
كم مرَّ الوقت بسرعة!
ثم بكل لباقة، نستأذن:
سعدتُ بلقائك..
(نعني: سعدتُ بفراقك)
ثم مع ابتسامة سينمائية:
إلى فرصة.. أو قهوة أخرى..
ونهبّ ماضين..
بينما نعلم أن تلك القهوة
لن تأتي بعدها أخرى
لكن..
ما لم أتوقّعه.. (أعترف)
هو أن يكون حضورك..
زخّة موسمية.. عذبة..
تجتاح مُدُني فجأة..
فأستسلم لها (لك)
دون مقاومة..
ولا مساومة حتى..
دون أن أفكر
بفتح المظلة حتى..
ربما لأنني أعرف جيدا
أن هذا المطر المباغت
لا توقفه المِظلات
ولا الذرائع..
ولا حتى الاحتماء
بفنجان القهوة..
ومع أن توقعاتي
كانت خاطئة (وأعترف)
ما زلت أتوقع..
أن ينقشع الغيم عمّا قريب
وأعود إلى رتابة طقسي
إذ ليس بوسع الزخات أن تطيل..
(فهي موسمية بطبعها)
وليس بوسع رجل غير متوقَّع (مثلك)
أن يفاجئ امرأة متوقِّعة (مثلي)
بأكثر من زخّة!

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.09092 seconds with 11 queries