كاتب النص الأصلي : مجنون يحكي وعاقل يسمع
فرّك عينيه وهو ما يزال على فراشه , نظر إلى ساعته , افتر ثغره عن ابتسامة رضا بالنفس ,
عاد بذاكرته إلى الوراء ليتذكر كم من الزمن مر على استيقاظه في مثل هذا الوقت . أوه زمن طويييل . قال محدثاً نفسه
زمن طويل لا أتذكر فيه كيف اقوم بكل العمليات اللازمة لإنتقال من الفراش إلى البيت , حتى اعترته الحيرة ولم يعرف ماذا يفعل أولاً
وصل مبنى الشركة وهو يشعر بشعور غريب , لأول مرة يتذكر الطريق التي أوصلته إلى هنا , والوان الأبنية التي مر عليها,
لا أحد في مدخل البناء , احس أن الشركة أصبحت ملكه , لا تزاحم على المصعد الكهربائي
فتح باب المصعد ودخل , فاجأته صورته في مرآة المصعد , حدق في نفسه , ضحك , رفع يده إلى رأسه وتحسس ما تبقى من شعر عليه , إيه هرهرت يا رجل , وعادت ىإلى ذاكرته أيام كان
طالباً في الجامعة قبل أن يرمي به الدهر إلى هذه الصحراء , بحثاً عن مستقبله , مر أصدقاؤه وصديقاته في خاطره , توقف مطولاً أمام أحد الوجوه , هرهرت يا رجل قال للوجه المقابل له في المرأة وابتسما معاً , وقال أحدهما للآخر
_ قلت لي ستأتي إلى الخليج لتؤمن مستقبلك هه هه , ها أنت تحاول أن تدوسك عتبة الخمسين , وليس لك لا هنا ولا هناك في وطنك مسند رأس
أنقذه باب المصعد الذي فتح من الحوار الذي كان دائراً , واندفع من المصعد خارجاً فوجد نفسه ما يزال في الدور الأرضي , ضحك ساخراً
_ ونسيت أن تضغط زر الطابق الرابع خير لك أن لا تستيقظ باكراً مرة أخرى
كلّم نفسه واستلم درج البناية صعوداً لعل المسير يخفف عليه قليلاً
يتبع
|