عرض مشاركة واحدة
قديم 24/08/2006   #218
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


ولما فكّر كثير من العقلاء في هذه العلة، وبحثوا عنها لم يعرفوها. وهكذا أيضاً لما فكروا في أمر الفاعل متى فعل، وفي أيّ زمان عمل، وفي أي مكانٍ، لم يعرفوها ولم يتصوروا ذلك، وأيضاً لما فكروا وطلبوا أنه من أي شيء عمله، وكيف صوَّره، وأين كانت رِجْلُ البِركار لما شكَّل أُكر الأفلاك، ودوَّر الكواكب، وما شاكل هذه المباحث والتفكُّر في أشياء ليس في طاقة الإنسان معرفتها، ولا في قوة نفسه تصوُّرها، فعند ذلك دعاهم جهلهم وحيرتهم وشكوكهم إلى القول بقدم العالم وأزليَّته بغير علم ولا بيانٍ، إلاّ أوهامٌ كاذبة وتخييلات باطلة وتمويهات مموَّهةٌ، وقد علم الله تعالى قبل أن خلقهم أنه تَعرِضُ لهم هذه الشكوك والحيرة، فأزاح عِللهم بأن أراهم أشياء لا يشكون فيها ولا في كونها ولا في حقيقتها، لتكون مثالاً لهم وقياساً على ما لا يشاهدونه ويتصوَّرونه في حدوث العالم وصفته، وهي هذه الكائنات الفاسدات من النبات والمعادن والحيوان، وجعل أيضاً مركوزاً في جبلة العقول أن الصنعة المُتقنة لا تكون إلاّ من صانع قدير، وجعل أيضاً أثر الصنعة باقياً في المصنوع يشاهدونها ليلهن ونهارهم من دوران هذه الأفلاك حول المركز، وسير الكواكب فيها، وتعاقُب الليل والنهار والشتاء والصيف على الأركان الأربعة، والتغييرات والاستحالة، وتكوين الكائنات الفاسدات، وكل هذه دلالةٌ للعقول وشواهدٌ للنفوس على حدوث العالم وتكوينه بعد أن لم يكن، إذ لم يوجد في جميع هذه الكائنات الجُزئية شيءٌ خالٍ من علة فاعلية، وعلة هيولانية، وعلة صورية، وعلة تماميّة. ونحن قد بينا في رسالة المبادئ العقلية ما هذه العلل في حدوث العالم وكونه، فاعرِفها من هناك.
وإذ قد ذكرنا طرفاً من كيفية تكوين المعادن، فنذكر الآن طرفاً من أنواع جوهرها وخواصّ أنواعها، وما ذكره الحكماء، فنبدأ بذكر أشرفها الذي هوالذهب والياقوت ثم سائر ما يتلوها نوعاً فنوعاً، فأما الذهب فهوجوهر مُعتدل الطبائع، صحيح المزاج، نفسه متحدةٌ بروحه، وروحه متّحدة بجسده، ونعني بالنفس الأجزاء الهوائية، وبالروح الأجزاء المائية، وبالجسد الأجزاء الترابية. ولكن لشدة اتحاد أجزائه ومُمازجتها لا يحترق بالنار، أن النار لا تقدر على تفريق أجزائه، وهولا يبلى في التراب ولا يصدأ على طول الزمان، ول تُغيره الآفات العارضة، وهوجسم ليّن المغمز، أصفر اللون، حلوالطعم، طيب الرائحة، ثقيل رزين، صُفرةُ لونه نلريَّته. وصفاؤه وبريقه من هوائيَّته، ولينه من دهنيّته، ورطوبته وثقله ورزانته من تُرابيته. لأن كبريته كان نقياً، وزئبقه كان صافياً، ومِزاجه كان معتدلاً، وحرارة المعدن طبخته على طول الزمان برفقٍ واعتدال. فإذا أصابته حرارة النار ذابت رطوبته، ودارت حول جسده، ورطوبته تقابل حرارة النار وتدفع عن جسده إحراقها، وإذا خرجت من النار جمدت تلك الرطوبة. وإذا طُرق امتدَّ تحت المطارق حاراً أوبارداً، واتّسع في الجهات ورقّ وامتدّ، ويُفتَل منه كالخيوط، ويقبل جميع الأشكال من الأواني والحلي، وهويخالط الفضة والنحاس في السبك، وينفصل عنهما إذا طُرِح عليه المرقَشِيثا الذهبي، لأنه جنس من الكبريت يحرِق غيره ولا يحترق. وإذا سُحِق منه وأُدخل في أدوية العين نفع، وإذا كُوِي به موضعٌ لم يَنفَطْ، وكان أسرع إلى البُرء، وينفع من المِرّة السوداء، وداء الحية، وداء الثعلب، وأمراض القلب، وهي قسمة الشمس من بين الكواكب. فمن أجل هذه الخصال والفضائل تجمعه الملوك وتدّخره في الخزائن، ومن أجل ذلك يقلّ وجوده في أيدي الناس ويعزُّ، وتكثُر أثمانه لا لقلّة وجوده، ولكن كلُّ من ظفر بشيء كثيرٍ منه دفنه في الأرض، أوصانه وخبأه فلا يُرى منه ظاهرٌ إلاّ القليل.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06003 seconds with 11 queries