[khalkhool]

ياسيدي, مو هون القصة,القصة تعود الى عام ١٩٨٠ حين توفيت جدتي؟بدأت امي (كنتها) بالصياح والنياح حزنا عليها , أمي كانت تنفجر فرحا من الداخل, ولكن كرمى لأبنائنا في فلسطين والجولان, قررت أمي اعتناق (وليس عناق) القضية والنباح ,... عفوا,,, النياح على أبنائنا في الجولان وإخوتنا في فلسطين المحتلة, والبكاء على الأطفال اللبنانيين الذين اغتالهم شارون وايلي حبيقة في صبرا وشاتيلا انتقاما منهم ومن أبائهم الذين تجرؤوا وأنجبوهم!!!
طبعا امي في تلك الفترة حجبت عنا كل شيء, وصار كل شيء بالقطارة, وبابا أعلن حالة التأهب القصوى, واقنعنا بذلك نتيجة كوننا دولة مواجهة مع العدو, وصار اخوتي يربطون السنتهم حتى لا يتكلموا وذلك بعد ان قص أبي لسان أخي المتثقف لأنه طالب في مقالة صغيرة ان تزيد حصة الفرد من الخبز عن ١٠غ يوميا! وهذا استمر حتى وفاة أبي, وانا كوني ولي عهده, حافظت على هذه السياسة الحكيمة, والقيادة الشجاعة والمواقف المبدئية التي اتبعها ابي مع الجميع إلا جارنا الذي اغتصب ثلاثة من اخوتي الفتيات الصغيرات! حافظت على مواقفي المبدئية حتى عندما شاهدته بأم عيني يغتصب أختي الرابعة, لا مشكلة, المهم أن أبقى حاكما للعائلة مسيطرا على رواتب اخوتي, لأركب المرسيدس وليركب أخي الطريزينا, مامن مشكلة! هل من مشكلة؟
بالمناسبة, لا تدققوا على التواريخ, فأنا لست جيدا كفاية في حفظ التواريخ وتسلسل الأحداث, ورغم ذلك مازلت أذكر المفاخر الموجودة في كتاب التاريخ المدرسي, إنه مليء بالأمجاد من الجلدة للجلدة, أيام الخلافة, ماكان من شيء يغلى على العدالة والديمقراطية وحقوق الانسان, حينما برع الخلفاء وأبنائهم في فن القتل بسرية تامة حرصا على مصلحة الشعب, حيث يقتل ولي العهد أخاه ليتسلم الخلافة وهو واثق من نفسه, تملؤه نشوة الانتصار والمستقبل يبرق أمامه عارضا له البحبوحة والخير العميم الذي سيعيش فيه الشعب في ظل قيادته الحكيمة والشجاعة, والتي بحركة ذكية وخطوة جريئة... حررت ماهو أهم من الأرض والانسان....حررت الارادة, وبات كل وزير في بلاط الخليفة, وكل وال في أرض الخليفة حرا, نعم وارادته حرة, حر الارادة والتفكير لدرجة أنه يمكنه بشطبة قلم أن يصادر ويستملك, يزوج ويطلق, يستعبد ويحرر, يعز من يشاء ويذل من يشاء !!!
أذكر أيضا كتاب القومية, نعم, أذكره تماما! انه من أهم الكتب والمراجع في منهاجنا, وله مكانة خاصة في نفسي, ما كنت اقدرها قبل أن نركب الستالايت! كيف؟ دعني اشرح لك:
في البداية يا عزيزي, كنت أظنها ترهات وكلام بلاطعمة تلك الصفحات المعجوقة بالصور والتعدادات ووو.... التي يزخر بها الكتاب, لأنني-ورغم ان الكتاب مطبوع منذ ٢٠ سنة- ولكنني وقبل أن نركب الستالايت كنت أرى الدروس الموجودة في الكتاب كل يوم الساعة الثامنة والنصف على قناة البرنامج العام (أي القناة الأولى في التلفزيون السوري) يوميا أراها... غير أنه بعد ان صار لدينا دش, تغير الأمور, وصرت أرى الهجمة الاستعمارية الشرسة التي تريد نهش خيراتنا ومص دم امتنا بأم عيني, من خلال الأفلام الخلاعية وقنوات الاتصل بي وغيرها الموجهة لشبابنا العربي العفيف الطاهر كي تحرفه عن مجال العمل والنضال من أجل خير الوطن والأمة (ذلك ماقاله لي استاذ القومية) لكن السؤال الذي لم أجد له جوابا الا بعد جهد جهيد هو: إذا كانوا يبثون لإلهاء الشباب العربي خص نص, فلماذا يبثون بكل اللغات إلا العربية؟ وبعد دراسة وتفكير دامت لأكثر من شهرين توصلت الى أن السبب قد يكون:
١- أهدافهم الاستعمارية تتجلى بإجبار شبابانا على تعلم لغتهم ونسيان لغته الأم ولغة دينهم....
٢- لأنهم لا يعلمون اصلا اللغة الاصلية التي نبعت منها كل اللغات وكانت في الماضي البعيد اساس كل حضارة ونماء.... الماضي البعيد, هذا يذكرني بفخر أبي وأعتزازه بأمجاد عائلته العريقة المزمعةفي العراقة, أجداده و أجداد أجداده الذين كانوا أغنياء وعظيمين, كانوا أقوياء وكريمين, كانوا علماء ومخترعين,,, كانوا وكانوا وكانوا .... وتتنوع هذه الأمجاد من بدايتها حينما شارك جدي الأول في فتح اسبانيا الاندلس ونساءها, الى جدي الأخير الذي كان أول من حاز وسامالشرف من الدرجة الثالثة والأربعين عن بطولته في سرقته بسطار عسكري من قدم جندي فرنسي, حيث قام جدي, وفي وضح النهار بتشليح جندي فرنسي حذاءه العسكري الفاخر, ومن ثم أخذ حزامه أيضا دون أن يستطيع الجندي أن ينبس ببنت شفة كونه كان ميتا في معركة اليوم الفائت.
أه, ياأخي شوف كيف الحديث بياخود وبيودي... تركنا قصة الأصل القردي وصرنا نحكي عن المستعمر الفرنسي يلي إجى مشان يسرق خيراتنا وأمجادنا !!! الفرنسي الحقير الواطي يلي عمل أول مدرسة بالبلد مشان يزرعوا بمخ أطفالنا أفكارهم الانهزامية الخلاعية, وقاموا ببناء أول مشفى ليسهل عليهم من خلالها قتل أطفالنا بدلا من توليدهم, واقتلاع قلوبنا بدلا من معالجتها,,, وليعرضوا لنا عريهم وزناهم من خلال ممرضاتهم العريانات الشبقات اللواتي يمتن على ذكورنا الفواحل!!!
هؤلاء المستعمرين الذين مازلنا نلعنهم لأنهم وضعوا لنا الدستور الأول, والقوانين والتشريعات, قاصدين من خلالها التآمر على وعي شعبنا وحكوامتنا (أو حكومتنا) التي مازالت تغرق في نفس الكشتبان العميق.... القوانين السورية التي وضعتها فرنسا !!! يا له من كشتبان !!!

مالنا بالطويل, شو رأيك؟ موحقي دافع عن كوني قرد؟ مو أحسن مايجي هالكافر الغربي الكلب يساويني بني آدم؟ خسا عند هالمسا.... وشكلين مابحكي.