الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 25/06/2008   #190
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


جنازة الراحل العظيم:

كانت جنازة ليو تولستوي في استابوفو حدثاً قد جعل من تلك القرية الصغيرة المنسية تغدو واحدةً من أشهر القرى الروسية بعد أن كانت لا يعرفها أحد على خارطة روسيا.
تأثير الأديب العملاق ليو تولستوي في الأداب العالمية، لهو تأثير كبير، إنه عالمي الاتجاه! إنساني النزعة! فبينما تقوقع ديستوفسكي، وبوشكين، وتورجنيف، وجوجول في التركيز على الحياة الروسية!لم يشغلوا أنفسهم بالحياة خارجها، كان تولستوي يقول في روايته (الحرب والسلام): «إن من لا يشغل نفسه بحال البشر في كل أنحاء العالم، ويحصر فكره في بلده، لا يعتبر منتمياً انتماءً حقيقاً للمجموعة البشرية!! إن مشكلات روسيا الاجتماعية في الريف تمثلها قرية واحدة! كما تمثلها في الحضر مدينةٌ واحدة! فماذا عن العالم الخارجي كله؟! ماذا عن آسيا؟! وماذا عن أفريقيا؟! ماذا عن جزر المحيطات؟! نحن نعرف المسيحية ونتعايش مع رجالها ليل نهار، ولكن ما أقل ما نعرفه عن الإسلام والبوذية وغيرهما من العبادات الأخرى!!..

هذه الفقرة على وجه التحديد في حوار أبطاله في روايته الشهيرة (الحرب والسلام) استثارت حفيظة القيصر الروسي. فتولستوي أول كاتب يتعرض لإنصاف المسلمين ممن يقعون تحت حكم الهيمنة الروسية، ولهذا فقد رفض القيصر نقولا الثاني وزوجته القيصرة ـ التي تؤمن بشعوذة راسبوتين- رفضا أن يرسلا مندوباً عنهما أو عن الحكومة القيصرية للاشتراك في جنازة أكبر كاتب روائي عرفته الإنسانية، وواحد من كبار محاربي التفرقة العنصرية بسبب الأديان أو الأعراق.. أجل رفض القيصر والقيصرة الاشتراك مع الشعب الروسي، بل مع شعوب كثيرة أخرى في تكريم ذكرى الكاتب العالمي، وكان تولستوي وهو في رقدته الأخيرة، يدرك أن هذا ما سوف يحدث! فقال همساً لطبيبه وصديقه ماكوفيتسكي: «احذروا أن يجركم راسبوتين بأمر من القيصر إلى المحاكم الجنائية بانتقاد أي تصرفٍ تجاه جثماني..». لأنه كان يتوقع أن زوجته الكونتيسة صوفيا ستوجه نقداً جارحاً بأسلوبها العنيف للإجراءات التي قد تلجأ إليها الحكومة القيصرية في تشييع جنازته، لأنها تبغض القيصرة وتنتقدها دائماً بسبب علاقاتها المخزية براسبوتين، وكانت انتقاداتها هذه تُنقل إلى القصر الإمبراطوري الذي لم يكن ينظر إلى تصرفات تولستوي في توزيع أملاكه على الفلاحين إلا بعين السخط وعدم الرضا! وملاحظة تولستوي تلك قبل وفاته، لأنه كان يدرك أن راسبوتين يحقد عليه بسبب إشاراته الصريحة إلى شعوذته ودجله، وعبثه في القصر الإمبراطوري، وهذا الذي دفع راسبوتين يوماً لأن يقترح على القيصر تجريد ليو تولستوي من كل أملاكه ومزارعه ووضع اليد على إيزيانا/ بوليانا.

ولكن كانت جنازة تولستوي من استابوفو في السابع من نوفمبر عام 1910 قد تركت بعدها أحداثاً جساماً،

كانت أحد الأسباب المباشرة لانقضاء أجل القيصرية في روسيا التي انتهت بعد ستة أعوام من جنازة تولستوي في7 1/1/1917

هذه الحلقات أوردها الكاتب / نجم عبد الكريم و نقلتها ايلاف ..

لا أحتاجُ لتوقيعٍ .. فالصفحةُ بيضا
وتاريخُ اليوم ليس يعاد ..

اللحظةُ عندي توقيعٌ ..
إن جسمكِ كانَ ليَّ الصفحات
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03938 seconds with 11 queries