الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 14/12/2007   #18
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


19- في الجيل الذي عشت فيه، الشاعر يصعد من منابر معينة هناك كجريدة، هناك حادث، هناك منبر أدبي يصعد منه يتابعه الجمهور.كانت هناك مجلة الآداب، وقبلها الرسالة، أبولو.. مجلة شعر.. منابر كثيرة يمكن أن يندلع منها الشعراء أو ينبعون، الآن كيف تتصور الوضع مع وجود الكثير من المجلات والكثير من المنابر ومع ذلك تكاد المواهب والأسماء تكون قليلة. كيف تشخص هذه الوضعية؟
* السؤال هو حول التواصل بين الشاعر والجمهور. في أيام الجاهلية كان التواصل شفاهيا، الناس يحفظون القصيدة ويرددونها، تنتقل بالرواية، التواصل بالشفاهي، في مراحل سابقة كان النقش على الحجر تنقش قصيدة على حجر أو على الفخار كما في بلاد ما بين النهرين يُكتب الشعر على الفخار ويحفظ ويُنقل ويُنسخ، فيما بعد اكتشفوا الطباعة، حديثة. الكتابة على ورق البرد، إذن أساليب التواصل تختلف. الطباعة ليست الوسيلة الأخيرة للتواصل بين الشعر والجمهور، بين الشاعر والجمهور. أعتقد أن الانترنت سيحتل موقع الكتاب، أعتقد ذلك.. لا أحب ذلك.. لا أحب ذلك، أنا أفضل رائحة الورق والحبر وأكتب حتى الآن بالحبر الزائل، أحب حفيف ريشة القلم على الورق، لكن هذا لا يحكم العملية الإبداعية إلى الأبد. أعتقد أن الانترنت سيتحول إلى المنبر الأساسي للشعر وللفن وللغناء ولكل شيء. هكذا أرى التطور.

20- نحن نقدر فيكم هذه الذاكرة الحبرية، لكن الانترنت الآن يسمح لكاتب أن يوزع آلاف النسخ، وملايين القراء حول العالم، ثمة من يبشر بموت الكتاب الورقي وصعود الكتاب الرقمي. إذا كان الكاتب نفسه يستفيد من الانترنت لماذا ندافع عن كتاب ورقي تثبت الرّقمنة، يوميا، ألا مجال له؟

* الكتاب الورقي سيبقى للنخبة، نخبة من القراء، من المهتمين يريدون الاحتفاظ في المنزل بكتاب يعودون إليه من وقت لآخر. في هذا الشهر الفضيل أرجو ألا يساء فهمي: القرآن لا يمكن أن يتحول إلى "ديسكات" على الانترنت فقط، لا بد من كتاب في المنزل، في مكتبة البيت وأعتقد أن الحاجة إلى الكتاب المطبوع ستظل، ستستمر إلى عصور بعيدة لكن شكل التواصل الأساسي لن يكون المنبر ولن يكون الكتاب سيكون الانترنت وهذا طبعا يخلق شيئا من الفوضى فيما مضى كانت المجلة، كان المحرّر ينتقي، الآن على الانترنت لا مجال للانتقاء،كل ما شئت تستطيع أن تعمّمه، ويستطيع أن يراه الملايين ويقرأه الملايين. لست خائفا لأن الملايين ليست من الغباء بحيث تقبل كل شيء أيضا الملايين لديها ثقافتها، لديها درايتها، لديها تلقمها المعرفي وستميز بين الغث والسمين، بين الجيد والرديء، فليصل كل ما يكتبه الناس، دون رقابة، إلى ملايين البشر لكنهم سيختارون في نهاية المطاف على الانترنت أو على الكتاب المطبوع أو على الفخار أو على الحجر، سيختارون ما يستحق البقاء.

21- لكن بإمكان "جاحظ" اليوم ألا يموت تحت حزمة كتبه، بإمكانه أن يضع مكتبته الكاملة في جيبه، على
CD؟
* أنا أفضل الموت تحت الكتب، على الموت ذبحا بالـCD .

22- هل صادف أن بحث سميح قاسم عن شيء ما، فعثر عن شيء آخر، تبين أنه هو ذاته الذي يبحث عنه؟

* طبعا.. هذا يحدث لي دائما. دائما.. دائما. مفاجآت الكشف، حتى أثناء كتابة القصيدة تأتيني صور ومعان تفاجئني، تفاجئني تماما. وأخرج منها بجلدي في اللحظة الأخيرة، مثلا في قصيدة " عجائب قانا الجديدة " هنا في تونس أحد الشبان قال أنا سأتشيع حماسة بحسن نصر الله وحزب الله وفي المساء وأنا أكتب هذه القصيدة استكملتها هذه القصيدة في قرطاج وأثبت ذلك في نهايتها (الرامة – قرطاج تموز2006 ) أكملتها هنا وإذا بي أضيف للقصيدة وأعلن أني تشيعت، تشيعت للسنة الظافرة، على دين حرية الصاعدين إلى مذهب الأمم الثائرة.. أخرجت نفسي من هذا المأزق التشيع والتسنن في آخر المطاف الإنسان يتشيع للحرية وللثورة. ليست قضية مذهب. أحيانا أجلس لكتابة رسالة فإذا بي أبدأ بقصيدة أو أجلس لأكتب قصيدة فإذا بي أبدأ مقالة، المفاجأة مستمرة دائما.

23- هل ثمة كتب قادرة على تغيير حياة الكاتب إلى الأبد؟

* لا.. لا كتاب ولا امرأة ولا رجل ولا شيء قادر على تغيير حياتي إلى الأبد.

24- هل ثمة أوطان قادرة على تغيير حياة الكاتب إلى الأبد؟

* أبدا.. أبدا.. لا أنا صحيح أحب الاثنين لكن أحب الوطن العربي وأحب الكرة الأرضية بالنهاية كلها، ليس عندي تعصب لإقليم ضد إقليم، الكرة الأرضية كلها وطني.

25- يقول بعضهم أن سميح القاسم استفاد شعريا من علاقته بدرويش، في حين محمود درويش لم يستفد من هذه العلاقة؟

* هذا كلام أرصفة.. وكلام سخيف. محمود أخي الأصغر وأعتقد أنه يعتز أنه استفاد مني شعرا ونثرا وسياسة وفكرا ولا أرى غضاضة في أن يستفيد الإخوة أحدهم من الآخر لكن أعتقد أن نتاج الموضوع بين أيديكم يلغي هذا الكلام الذي قالوه نقاد المائة دولار، أنا أسميهم نقاد المائة دولار، تعطيه مائة دولار يجعلك شكسبير وأهم منه. نقاد الكافتريات. ليست لديهم أية قيمة. تجربتي سابقة لتجربة أخي محمود، سابقة في الزمن وسابقة في الحضور. هو لا ينكر أنه استفاد مني بدون شك وإذا كنتم تصرون على أنني أيضا استفدت منه فلا بأس. ولا أعرف أين تترجمون في قصيدتي هذا الادعاء. إذا كنتم تريدون ذلك فليكن. وأستفيد من أي شاعر مبتدئ ومن أي شجرة، أنا أستفيد من الكون كله. قصيدتي تحمل الكون كله.

26- قصائد صارت لها سلطة وحراس مؤسسة بامتياز، ألا تخاف أن تتحول أنت نفسك إلى مؤسسة؟

* أنا قلتها أنا لست مؤسسة، أنا دولة عظمى لكنني لست عضوا في الأمم المتحدة.

27- رأيكم في قصيدة النثر؟

* القصيدة الجيدة هي قصيدة جيدة وأحبها وأحترمها. سواء كانت قصيدة نثر أو تفعيلة أو قصيدة عمودية. جئني بالشعر وسأعانقه. القصيدة التافهة بأي شكل من الأشكال لا تعنيني. تبقى تافهة. الشكل لا يقرر، الخلطة بين الشكل والمضمون والقدرة الإبداعية إما تكون قصيدة أو تكون طُرحا شعريا، غير جدير بالبقاء.

28- هل صادف أن كتبت هذا الشكل – قصيدة النثر -؟

* طبعا.. طبعا كتبت أهم قصائد النثر في الشعر العربي الحديث.

29- كيف تعاطى سميح القاسم مع ما حدث في جنوب لبنان؟

* كما لم يتعاطى أي كائن، والدليل هذا الكتاب " عجائب قانا الجديدة ".

آخر تعديل butterfly يوم 10/01/2008 في 11:17.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04727 seconds with 11 queries